عقدت منظمة الأممالمتحدة امس اجتماعا رفيع المستوى حول أهداف الألفية من أجل التنمية التي حققت الجزائر بخصوصها تقدما معتبرا عكس أغلبية البلدان الافريقية. وقد تمت المصادقة على هذه الأهداف وعددها ثمانية خلال القمة العالمية التي جرت بمقر الأممالمتحدة في سنة 2000 . وتتعلق هذه الأهداف بالقضاء على الفقر والمجاعة وتحقيق التعليم الابتدائي للجميع والمساواة بين الجنسين وتقليص نسبة وفيات الاطفال وتحسين صحة الأمومة ومكافحة تفشي انتشار داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) وحمى المستنقعات والأمراض المتنقلة وتحسين البيئة وانشاء شراكة عالمية من أجل التنمية. ففي سنة 2005 أظهرت المعطيات المتوفرة بوضوح أن تحقيق الجزائر لبعض هذه الأهداف كان في مرحلة جد متقدمة بينما لم تتحقق في سنة 2000 ومنذ ذلك الوقت فإن الوضع تحسن أكثر، حسبما تمت الإشارة اليه. وعليه فإن نسبة الفقر التي كانت تبلغ 12 بالمئة في سنة 1999 تقلصت الى5 بالمئة فقط في نهاية 2007 بعد ان تم وضع هيئات مختصة لمكافحة الفقر على غرار المرصد الوطني من أجل الشغل ومكافحة الفقر الذي أنشأ في سبتمبر 2004 . وموازاة مع ذلك أنشأت هيئات للتضامن قصد مساعدة الفئات الاكثر حرمانا بين السكان ويتعلق الأمر لاسيما بالصندوق الخاص للتضامن الوطني الذي يشكل مصدرا "ثمينا" لتمويل كل نشاطات التضامن الوطني. كما قامت الدولة بتحقيق تحويلات اجتماعية سنوية نسبتها 25ر11 بالمئة من ميزانيتها لتبلغ قيمة 083 1 مليار دج في سنة 2008 (60ر13 بالمئة من الناتج الداخلي الخام) مقابل 254 مليار دج في سنة 1999 . وفي مجال التشغيل سمح التقدم المحقق بتخفيض نسبة البطالة من 7ر30 بالمئة في سنة 1999 الى 8ر11 بالمئة في نهاية 2007 أي ما يعادل قرابة 37ر1 مليون بطال منهم 78 بالمئة رجال. كما انتقل معدل التمدرس في الجزائر الى 97 بالمئة في حين بلغ معدل محو الأمية 8ر72 بالمئة. ويستفيد هذه السنة اكثر من 2ر9 مليون شخص (من مجموع 34 مليون نسمة) من مجانية التعليم منهم اكثر من 8 ملايين تلميذ في قطاع التربية الوطنية و15ر1 مليون في التعليم العالي. كما تمثل المجانية اساس المنظومة الصحية في الجزائر منذ الاستقلال. وتراجع معدل وفيات الاطفال من 8ر46 بالمئة ل 1000 نسمة سنة 1990 الى 2ر26 ل 1000 نسمة سنة 2007. ويتوقع أن يبلغ 25 بالمئة ل 1000 نسمة سنة 2008 بمعدل تلقيح ب 88 بالمئة سنة 2006 . اما بالنسبة لمعدل وفيات الامهات فإنه سيبلغ حسب التوقعات 94ر86 ل 100 ألف نسمة سنة 2008 مقابل 215 ل 100 ألف نسمة سنة 1992 . مما أدى الى زيادة متواصلة في معدل الحياة الذي انتقل من 45 عاما سنة 1962 الى 7ر75 سنة 2007 . وفيما يخص مكافحة تفشي فيروس السيدا فإن الجزائر التي كانت إلى غاية نهاية 2007 تعد 837 حالة من مرضى السيدا و2910 حامل لفيروس السيدا فتحت 54 مركزا للكشف المجاني على مستوى كافة ولايات البلاد. كما قضت الجزائر على وباء الملاريا بفضل برنامج مشترك مع المنظمة العالمية للصحة ماعدا بعض الحالات المسجلة في عدد من ولايات الجنوب بسبب التنقل بين الحدود. كما عرف مرض السل تراجعا منذ سنة 2003 بحيث بلغ 7ر52 ل100 ألف نسمة سنة 2007 . أما فيما يخص التنمية المستدامة فقد بلغ معدل ربط البيوت بشبكة المياه الصالحة للشرب 93 بالمئة سنة 2008، ويبلغ معدل تزويد السكان بالماء الشروب حاليا 165 لترا و70 بالمئة من عواصم البلديات تستفيد من الماء الشروب يوميا مقابل 45 بالمئة سنة 1999 . كما وضعت الجزائر برامج بيئية (مكافحة التصحر والتسيير الإيكولوجي للنفايات...) وترمي إلى رفع حصة الطاقات المتجددة الى 5 بالمئة في حصيلة الانتاج الطاقوي في أفق 2015 . أما فيما يخص المساواة بين الجنسين فقد سمح تعديل قانون الأسرة سنة 2005 بإدراك أفضل لحقوق المرأة من طرف المجتمع. وحتى وإن كانت النساء ممثلة بنسبة قليلة على الصعيد السياسي فقد ارتفع عددهن في قطاع التعليم (50 بالمئة) والصحة (58 بالمئة) والقضاء (37 بالمئة) كما أنهن يمثلن 32 بالمئة من الإطارات السامية.