أعلنت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيدة هدى إيمان فرعون أمس، عن إطلاق خدمة جديدة لبريد الجزائر تحت اسم "أنوي"، تدخل في إطار عصرنة استراتيجية القطاع والتأقلم مع تطورات المجتمع. وبمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للعمال، وجهت الوزيرة دعوة لعمال قطاع البريد وتكنولوجيات الاتصال للمشاركة باقتراحاتهم في تطوير خدمات الاتصال، مع جعل بريد الجزائر القاطرة الأولى لولوج عالم التجارة الإلكترونية قبل نهاية السنة الجارية. وبخصوص الخدمة الجديدة، أشارت الوزيرة إلى أنها وليدة فكرة مبتكرة لإحدى إطارات الشركة، بما يسمح بعصرنة الخدمة التي يقوم بها سعاة البريد الذين سيتحولون إلى أعوان تجاريين لتسويق مجموعة من الخدمات تحت الطلب، على غرار دفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه، تعبئة أرصدة الهواتف النقالة، مع اقتراح اقتناء الأدوية الطبية الخاصة بالزبائن ونقلها إلى مساكنهم، واقتناء منتجات حرفية عبر موقع الانترنت التابع لبريد الجزائر وتحصيل المستحقات عند تسلم المنتوج بالبيت. وتوقعت فرعون أن يكون بريد الجزائر أول مؤسسة مصرفية تلج مجال التجارة الإلكترونية من خلال هذه الخدمة، التي أسندت في بداية الأمر إلى 10 سعاة بريد تابعين لمديرية البريد بتيبازة قبل تعميمها على باقي ولايات الوطن، مع العلم أن المعنيين بتوفير عرض "أنوي" تلقوا تكوينا خاصا للتأقلم مع التجهيزات الجديدة، في حين قاموا بتأدية أداء اليمين للتحلي بروح المسؤولية وضمان السرية عند نقل بيانات الزبائن، وما على الزبائن الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمات الجديدة إلا التقرب من مصالح بريد الجزائر للتسجيل في الخدمة ودفع مستحقاتها. وعن النتائج الإيجابية للخدمة تقول الوزيرة، إنها ستسمح بإعداد بنك للمعطيات حول عناوين الزبائن مع الشروع الفعلي في تطبيق نظام الدفع عن بُعد وتعريف المواطن بمزاياه، خاصة أنه سيستفيد من عدة خدمات بمسكنه دون عناء التنقل إلى الوكالات التجارية، كما تسمح الخدمة لفئة العجزة والمعوقين بالاستفادة من عدة مزايا، على غرار دفع كل مستحقاتهم واقتناء أدويتهم والعديد من المنتجات المقترحة من طرف "بريد الجزائر" بمجرد اتصال مع مصلحة سعاة البريد، الذين سيقومون بزيارة الزبائن 6 أيام في الأسبوع لتلبية طلباتهم. من جهته، صرح المدير العام لبريد الجزائر، السيد عبد الناصر سايح ل "المساء" أن اختيار تيبازة لإطلاق الخدمة الجديدة بالنظر إلى عدد سكان الولاية والمكاتب البريدية، مشيرا إلى أنه على ضوء العمل الذي سيقوم به سعاة البريد، سيتم تقييم الخدمة وتعميمها على باقي ولايات الوطن خاصة أنها لا تتطلب استثمارا كبيرا فمجرد قراءة البطاقات المغناطيسية، يكفي لتلبية طلب الزبائن عن بُعد. وعلى صعيد آخر، أشارت فرعون إلى أنها طلبت من مجمع اتصالات الجزائر إعادة النظر في استراتيجيته الداخلية بعد 15 سنة من النشاط، مشيرة إلى أن تعيين مدراء بالنيابة باتصالات الجزائر و«موبيليس" لا يعني ذلك أنهم غير قادرين على تسيير المؤسستين، مؤكدة أن المديرين الحاليين لديهم كفاءات عالية غير منقوصة وأسندت لهم كل الصلاحيات للسهر على عصرنة الخدمات وتطوير الخدمة العمومية. وردا على أسئلة الصحافة، أشارت الوزيرة إلى أن المشكل الذي كان يعاني منه المواطن مع بريد الجزائر تم حله نهائيا، ويتعلق بتوفير السيولة المالية، وعليه فقد تقرر في مرحلة ثانية عصرنة خدمات بريد الجزائر الذي يعتبر مؤسسة مالية في خدمة 20 مليون زبون عبر كامل التراب الوطني، والتحول بصفة تدريجية لرقمنة كل الخدمات وفتح خطوط هاتفية جديدة مجانية للاستعلام وتوجيه الزبائن. وبخصوص تأخر الجزائر في إطلاق خدمة الدفع عن طريق الهاتف النقال، أكدت الوزيرة أن الجزائر تمكنت خلال السنوات الأخيرة من استدراك التأخر في مجال الرقمنة، مشيرة إلى أن الحكومة عازمة على تأمين كل الأنظمة قبل الشروع الفعلي في اقتراح الخدمة التي سيتم إطلاقها عما قريب. ويذكر أن وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أشرفت أمس على المرحلة التصفوية لتظاهرة سباق سعاة البريد الذي شارك فيه ممثلون عن تيبازة والجزائر العاصمة، كما قامت بتدشين المركز المالي الجهوي لولاية تيبازة، وهو تابع لمديرية النقدية والخدمات المالية البريدية.