ارتفعت حصيلة العملية النوعية التي تقوم بها مفرزة للجيش الوطني الشعبي التابعة للناحية العسكرية الخامسة منذ يومين، بغابات كركرة في المصيف القلي بالمكان المسمى جنان حاجم، وتحديدا بمنطقة الحجامية الغابية، بالقضاء على إرهابي رابع واسترجاع سلاحه الناري وذخيرة حربية. وأشارت مصادر محلية ل "المساء"، إلى أن عملية التمشيط متواصلة بالخصوص بعد أن تمكن أفراد الجيش من محاصرة جماعة أخرى تتكون من حوالي 04 إرهابيين كانوا ضمن المجموعة التي تم القضاء عليها بذات المنطقة التي تشهد تعزيزات أمنية كبيرة جدا مدعمة بآليات حربية وفرق متخصصة في محاربة الإرهاب. تُعد عملية كركرة التي تقودها وحدات الجيش من بين أهم عمليات التمشيط التي تخضع لها غابات ولاية سكيكدة منذ أكثر من شهرين، كما تأتي تتويجا للعملية الأخيرة المتمثلة في تفكيك أخطر شبكة للدعم والإسناد للجماعات الإجرامية؛ من خلال تفكيك ورشة لصناعة المتفجرات، وإصلاح الأسلحة الحربية، تتشكل من 07 أفراد يقطنون بكل من بلدية عين قشرة (أقصى غرب سكيكدة) وبني بشير (شرق عاصمة الولاية). الموقوفون وجلهم من منطقة بودوخة بنواحي عين قشرة، وهم(س/ك) 43 سنة لحام وصاحب ورشة تلحيم اختص نشاطه ضمن الشبكة في صناعة الأسلحة التقليدية (الهبهاب) وكذا إصلاح الأسلحة النارية القديمة التي يتم إيداعها من قبل الجماعة الإجرامية، والتي تم العثور على بعضها داخل الورشة من قبل المصالح الأمنية إضافة إلى المدعو (ت/ك) 32 سنة شقيق صاحب ورشة التلحيم فلاح، و(م/د)22 سنة شقيق إرهابي مايزال ينشط بأدغال المصيف القلي، و(غ/ك)24 سنة و(ق/ك) 24 سنة و(ن/ب) 21 سنة و(ب/ب)32 سنة. العملية حسب مصدرنا، تأتي أيضا بعد عمل نوعي واحترافي قامت به وحدات الجيش في تعقبها لتحركات بعض بقايا الجماعات الإجرامية، التي حاولت الأسبوع الأخير بمنطقة "الخميس" المعروفة محليا باسم "الصرى" التابعة لبلدية بني زيد غرب سكيكدة بالمصيف القلي، إحباط محاولة تسلل عناصر إرهابية إلى إحدى المشاتي القريبة بغرض التزود بالمؤونة والمواد الغذائية، قبل أن يتم التصدي لها من قبل رجال المقاومة وعناصر الجيش الوطني الشعبي، الذين قاموا على الفور بمطاردتهم وملاحقتهم في عملية تمشيط للمنطقة. عن عملية أول أمس التي لقيت ارتياحا كبيرا لدى مواطني الناحية، كشف لنا مصدر موثوق فيه، أنه قد تم التعرف على عنصرين من العناصر المقضى عليها، ويتعلق الأمر بالإرهابي المدعو (ب/ع) 56 سنة من منطقة كركرة أمير سابق لما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذراع اليمن لأمير المنطقة السابعة، التحق بالجبل سنة 2005، ويُعد من بين أخطر العناصر الإجرامية المبحوث عنهم؛ لكونه مسؤولا عن العديد من العمليات الإرهابية بالمنطقة، والثاني إرهابي خطير آخر يدعى (ل/ي) 46 سنة من ولاية عنابة، فيما تتواصل عملية التعرف على الإرهابي الثالث والرابع. الإرهابي دروكدال يعيش أنفاسه الأخيرة بجبال سكيكدة في سياق متصل بالعمليات التمشيطية التي تخضع لها كل المناطق الجبلية الواقعة بين ولايات سكيكدةوعنابة وقالمة وجيجل داخل التضاريس الجبلية الوعرة التي كثيرا ما تستعملها العناصر الإجرامية للتنقل، بما في ذلك الجبال الواقعة بين منطقتي عين الزويت ووادي بيبي ومنطقة بيسي وجبال أولاد أحبابة وعين سلامات جنوب غرب سكيكدة وجبال منطقة جنان العناب بين بلديتي بني بشير إلى غاية عزابة وجبال فلفلة، كلها مناطق جبلية وعرة مغطاة بغابات كثيفة من الأشجار والأحراش. مصادر ذكرت ل "المساء" أن أيام الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي لما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو عبد المالك دروكدال الملقب بأبي مصعب عبد الودود ومن معه من مرافقيه، يمكن أن تكون أياما معدودات حقيقة ومجازا، وأن القضاء عليه هو قضية وقت ليس إلا بالخصوص أمام القبضة الحديدية لوحدات الجيش على كل المناطق الجبلية بسكيكدة المحاصرة حصارا كبيرا وتاما، والتي تُعد امتدادا لنفس العملية التي انطلقت خلال أوت من السنة الأخيرة، حيث أشرفت عليها آنذاك قيادة الناحية العسكرية الخامسة بجبال المصيف القلي غرب عاصمة الولاية، وصولا إلى غابات شرقي ولاية جيجل وقادتها قوات من جيش المشاة مدعومة بفرق من القوات الخاصة المتخصصة في مكافحة الإرهاب، واستعملت فيها آليات عسكرية ثقيلة ومروحيات؛ إذن عملية التمشيط هي على امتداد جبال عين قشرة وحجر مفروش وأغبالة وبودوخة والولجة بوالبلوط وصولا إلى تيوطان ودوزن عبر غابات القصر وبوالحشيش إلى غاية وادي الزهور وتاولال. بسبب اليأس والغنائم: معارك تصفية جسدية بين الجماعات ومن جهة أخرى فقد تحدثت بعض المصادر عن حالة اليأس والقنوط التي يعيشها عدد من بقايا الإرهاب بعد أن فتك المرض ببعضهم، فيما يعاني البعض الآخر من أمراض مزمنة خطيرة. كما غزا القمل أغلبهم بعد أن أصبحوا يعيشون حياة بدائية داخل المغارات تماما كالحيوانات البدائية. وتشير مصادر إلى رغبة العديد من المغرّر بهم في العودة إلى ذويهم في ظل الحديث عن خلافات وصراعات داخل هذه التنظيمات الإجرامية، وصلت إلى حد التصفيات الجسدية بسبب الغنائم من جهة، ومن جهة أخرى بسبب رغبة البعض في تطليق حياة الجبال في ظل الحصار المحكم الذي فرضته وحدات الجيش على كل المناطق الجبلية التي تعيش حقيقة حالة حصار لم تشهدها المنطقة من قبل، بالخصوص بعد نجاح الجيش في تفكيك عصابات الدعم والإسناد.