اتجه اهتمام المشرفين على الفروع الحموية في الجزائر إلى التكفل بعمليات الترميم لمختلف المرافق التي لم تشهد عمليات صيانة منذ إنشائها، والتي يعود بعضها إلى سنوات الاستقلال، يأتي هذا بعد أن عرف هذا القطاع السياحي إقبالا كبيرا، أرجعه العارفون بالقطاع إلى تغير ثقافة المواطن الجزائري واتجاهه للبحث عن سبل العناية بجسده باستغلال كل ما تقدمه هذه المنتجعات الحموية من خدمات صحية وسياحية. ... حسب مسؤول التسويق بفرع تلمسان السيد عوامر، "فإن الفرع التابع لمجمع الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية، يشرف على أربعة حمامات وهي حمام بوحجر، بوحنيفية وبوغرارة، مضيفا أن سياحة الحمامات في الجزائر تعد بمستقبل زاهر في مجال دعم القطاع السياحي بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها من داخل وخارج الوطن، خاصة خلال السنوات الأخيرة والراجع إلى تغير الثقافة السياحية لدى المواطن، إذ أصبح لدى الأفراد اهتمام لأن يعيشوا الرفاهية والعناية بالجسد، ففي الماضي كانوا يقصدون الحمامات المعدنية ليوم واحد ويغادرون، ولكن اليوم بات المواطن يبحث عن المرافق التي تحوي على مراكز للعناية بالصحة والجسد ويطيل المكوث بالمرفق الحموي. وحول أكثر المواسم التي ينتعش فيها الطلب على السياحة الحموية، أكد محدثنا أن الطلب كبير وعلى مدار السنة، حيث يبدأ عملنا يقول من موسم الخريف ويمتد إلى غاية بداية الصيف، حيث يختار البعض البحر ومع هذا يعلق: "نسجل إقبالا علينا من سكان الصحراء الذين يفضلون الحمامات المعدنية بفصل الصيف لممارسة السياحة والعلاج". السياحة الحموية في الجزائر بدأت بسيطة وتعرف تطورا متميزا يفسره الإقبال الكبير، فمثلا نحن كفرع يمثل ولاية تلمسان، نسجل في بعض المواسم طلبا يفوق طاقة الاستيعاب يقول محدثنا ويضيف "هذه المرافق السياحية المرتبطة بالسياحة الحموية قديمة لم يجر تجديدها منذ سنوات السبعينات من أجل هذا، بادرنا في إطار العصرنة إلى القيام بعمليات ترميم وتجديد لمختلف المرافق المرتبطة بالحمامات، خاصة بعد أن تلقينا شكاوي من بعض الزوار وهو ما نعمل عليه اليوم. من جهته، قال عثمان الكوتي، مدير الاستغلال في شركة السياحة لفرع عنابة ممثل السياحة الحموية لحمام الشلالة "إن هذا النوع من السياحة يعرف إقبالا كبيرا عليه وعلى مدار السنة خاصة بعد أن تم تزويده بالخدمات الصحية التي تعرف طلبا كبيرا من بعض الزبائن، بينما يطلب نوع آخر من الزبائن الاستفادة من نوعية المياه المعدنية وممارسة السياحة"، مشيرا إلى أنه على مستوى ولاية عنابة، السياحة الحموية متطورة وتحديدا بعد أن تم إعادة ترميم المركب ويجري العمل لتلبية الطلب الكبير أيضا على إنجاز فندق جديد من أربعة نجوم وعدة مرافق، مشيرا إلى أن المشروع موجود في إطار الدراسة ويعد بحوالي 58 سريرا أما فيما يخص الأسعار فهي في متناول الجميع، فمثلا الإقامة لمدة 21 يوما مع الاستفادة من الخدمات الصحية تصل التكلفة إلى 60 ألف دينار. السياحة الحموية مقصد المسنين لأغراض علاجية ربط أحمد قريم، مدير الاستغلال بمؤسسة التسيير السياحي بسكرة بين السياحة الحموية والمسنين، حيث أكد أن أكثر الفئات التي تقبل على مركب حمام الصالحين ببسكرة هي الفئة التي أحيلت على التقاعد، مشيرا إلى أن مركب حمام الصالحين يعتبر من أقدم الحمامات بالولاية، وقد بدأ استغلاله سنة 1971 ويمتد على مساحة 73 هكتارا بطاقة استيعاب تقدر ب 300 غرفة. يقدم خدمات مختلفة، إذ حافظ على الخدمات الكلاسيكية الممثلة في حوض الاستحمام للراغبين في التمتع بالفوائد الصحية للمياه المعدنية وأضفنا إليه مركز صحي يقبل عليه الناس من كل ولايات الوطن وحتى من خارجه طلبا للعلاج بعد أن يفحصهم الطبيب، إذ نقدم خدمات علاجية مختلفة منها العلاج بالرش والتدليك والبخار. يقول محدثنا، تبغي الفئة المسنة والتي تمثل 90 من زبائننا من وراء التردد على مثل هذه المركبات السياحة الحصول على الهدوء والسكينة وعلاج الجسد مشيرا إلى أن المركب الذي دشن منذ السبعينات يشهد مؤخرا عمليات ترميم واسعة بعد أن تضررت بعض هياكله على غرار الأنابيب التي تجلب الماء إذ يصل إلى الحمام بارد فيفقد بذلك خواصه العلاجية الكيماوية وهو ما نسعى إلى تداركه.