كشف السيد موا ليموشيرا سفير جمهورية كينيا بالجزائر، عن زيارة 400 سائح جزائري لكينيا في السنة الماضية، وهو العدد المرشح للارتفاع بشكل ملحوظ خلال هذا الموسم الصيفي، مشيرا إلى أن كينيا حازت هذه السنة على الجائزة الأولى لأفضل وجهة في المسابقة العالمية "سفر حول العالم" بفضل جمال طبيعتها الخلابة وشهرتها برحلات السفاري في السافانا الكلاسيكية. أوضح السفير الكيني في حديث خص به "المساء"، أن السياح الجزائريين تفتحوا خلال السنوات الأخيرة على دول إفريقية عديدة، من بينها جمهورية كينيا الواقعة شرق إفريقيا، تشرف بحدودها الشرقية على المحيط الهندي، وتجاورها أوغندا من الغرب، وتنزانيا من الجنوب، وإثيوبيا وجنوب السودان من الشمال والصومال من الشمال الشرقي، فذلك الفضول المتزايد لزيارة تلك الدولة ترجمه عدد الزوار الهائل الذين توافدوا على جناح دولة كينيا خلال مشاركتها في المعرض الدولي للسياحة الذي نظم مؤخرا بالجزائر. وأكد المتحدث أن كينيا وعاصمتها نيروبي تحصي سنويا أكثر من مليوني سائح أجنبي من مختلف دول العالم، ينجذب إليها الزوار بفضل طبيعتها الخلابة التي تحتضن العديد من الحيوانات، والتي تطل على 500 كيلومتر على المحيط الهندي، تصنف بعض شواطئها في المراتب الأولى حول العالم. وتعتبر مدينة مومباسا ثاني عاصمة في كينيا وهي عاصمة سياحية لاحتوائها على أكبر الحدائق والمحميات الطبيعية العالمية المفتوحة على الزوار، وفي هذا الشأن قال المتحدث بأن كينيا تشتهر برحلات السفاري في السافانا الكلاسيكية، وتزخر بطبيعة فسيفسائية، صحارى، شواطئ، غابات وسهول مفتوحة، موضحا أن العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة للقبائل تدفع بالسائح إلى الإقبال على زيارة كينيا من أجل التمتع بمعالمها السياحية التي تخطف الأنفاس، وتعد الحياة البرية ورحلات السفاري من مناطق الجذب السياحي الأعلى في كينيا على مدى السنين، إلا أنها تشمل أنشطة أخرى، كالغوص في ماليندي على ساحل المحيط الهندي. وتجمع محميات السافانا الطبيعية العديد من الحيوانات البرية التي يمكن مشاهدتها بالتجول وسطها عن طريق شاحنة "السافاري" الخاصة، حيث تشكل تلك السهول والأراضي المرتفعة موطنا لعدد كبير من الحيوانات كالفيلة والظباء والجاموس والزراف والنمور والأسود والكركدن والحمار الوحشي، التي تجوب السهوب المفتوحة، بينما تسبح التماسيح وأفراس النهر في الأنهار، إلى غيرها من الحيوانات البرية التي لا يمكن مشاهدتها إلا في أراضي إفريقيا الوسطى الشرقية..، ولحماية تلك الحياة البرية من الصيد غير الشرعي، يشدد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا على وضع قوانين صارمة هادفة إلى ردع الصياديين، وفق الاتفاقية العالمية "سي أي تي او اس"، وهو اتفاق دولي يهدف برنامجه إلى ضمان أن التجارة الدولية في بعض الحيوانات والنباتات البرية لا تهدد بقاء تلك الأنواع أو انقراضها. وأشار سعادة السفير إلى أن كينيا هي الأرض القديمة الغنية بالتنوع الثقافي، لها عادات وتقاليد عديدة، يتميز شعبها بالكرم واللطافة والإحسان للضيف، كما لدى شعبها شعور قوي بالتفاؤل والاعتزاز الوطني، معظم سكانها يتكلمون اللغتين الإنجليزية والسواحلية. وعلى صعيد آخر، قال السفير الكيني بأن الجزائريين خلال الثلاث سنوات الأخيرة اكتشفوا وجهة سياحية جديدة، وهي الدول إفريقيا الوسطى، بفضل الأوضاع الأمنية المستقرة في تلك المناطق، إلى جانب بحثهم عن وجهات جديدة، لاسيما أنها دول تتميز بالغابات الكثيفة "العذراء" والحياة البرية الطبيعية التي تمنح لزائرها تجربة خيالية من أروع ما يكون، ومن بين تلك الدول دولة؛ كينيا، حيث يقبل عليها السياح لاستكشاف الثقافات القديمة والتراث، وقد سميت باسم "مهد الجنس البشري".