اقترحت سفيرة المجر بالجزائر السيدة هلغا كتالينا بريتز أمس، تدعيم المعهد الوطني للبحث الزراعي بالجزائر بأنواع جديدة من البذور، مع انتقاء سلالات حيوانية، وعصرنة شعبة تربية الإبل بالصحراء، مشيرة في لقاء لرجال الأعمال نُظم بمقر الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، إلى أن قطاعات الفلاحة، تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتربية المائيات تُعد من بين المجالات التي أبدى بخصوصها رجال الأعمال ومعاهد البحث المجرية، رغبتهم في تطوير العلاقات مع المهنيين الجزائريين. نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد رياض عمور، صرح ل"المساء" بأن غرفة التجارة والصناعة المجرية تسعى منذ فترة، إلى تطوير علاقتها مع الغرفة الجزائرية، وذلك من خلال تكثيف زيارات رجال الأعمال المجريين، الذين تنقلوا إلى عدة ولايات بحثا عن فرص شراكة جديدة، وهو ما يتزامن مع فتح أول خط جوي بين الجزائر وعاصمة المجر بودابست يوم 16 سبتمبر المقبل، ما يُعتبر خطوة تجارية هامة؛ من شأنها الرفع من قيمة المبادلات التجارية التي لا تزيد عن 200 مليون دولار. كما أشار عمور إلى أن التجربة المجرية في مجال الصناعات الغذائية التحويلية والزراعة، من شأنها إعطاء دفع قوي للصناعة الجزائرية، والرد على انشغالات المهنيين، على غرار البذور المحسنة بطريقة طبيعية، والتي تسمح برفع مردود إنتاج القمح والذرى بالإضافة إلى حل إشكالية طول فترة انتظار مهنيّي الطماطم أمام مصانع التحويل؛ مما يجعل المنتوج عرضة للتلف، وذلك من خلال اقتراح بذور تجعل فترات الإنتاج تختلف في نفس الموسم. على صعيد آخر، تطرق ممثل الغرفة لاقتراح الحكومة المجرية مساعدات مالية لكل رجال الأعمال الجزائريين الراغبين في الاستيراد من المجر، وذلك من خلال القروض المالية المقترحة من طرف "أكزيم بنك" المجري، مبديا أمله في أن تحذو المؤسسات المصرفية الجزائرية حذو هذا البنك لمرافقة المصدّرين الجزائريين بقروض مالية. من جهتها، وجهت سفيرة المجر دعوة لكل رجال الأعمال الجزائريين لزيارة المجر والبحث عن شركاء اقتصاديين، مؤكدة عزم الحكومة المجرية على الرفع من قيمة مبادلاتها التجارية مع الجزائر، التي انخفضت خلال السنوات الفارطة بسبب الأزمات السياسية وتغير النظام الاقتصادي للمجر. كما أكدت السفيرة على وجود علاقات تجارية ما بين 100 رجل أعمال مجري مع مهنيين جزائريين. وسيتم عما قريب الإعلان عن إنشاء 5 مؤسسات مختلطة جزائرية - مجرية تتماشى وقانون الصفقات العمومية. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص الاهتمام الذي توليه المجر للقطاع الفلاحي، أشارت هلغا إلى أن اللجنة المختلطة يترأسها وزير الفلاحة، ونظرا لتطور البحث العلمي في مجال الزراعة تقرر استغلال الأراضي الفلاحية والمساحات الغابية لتطوير البحوث واقتراح منتجات فلاحية تتماشى والمتغيرات المناخية التي يعرفها العالم ككل. كما سمح اللقاء باستعراض إشكالية دخول ما قيمته 60 مليون دولار من المنتجات الجزائرية إلى سوق المجر قادمة من دولة أجنبية. ويُذكر أن اللقاء شهد مشاركة 5 متعاملين مجريين، منهم 4 معاهد خاصة بالبحث في الزراعة والبناء، وشركة خاصة متخصصة في إنتاج الألواح الشمسية.