توجه سكان بلدية القبة يوم الخميس الماضي إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس الشعبية البلدية والولائية خلال العهدة القادمة والحسم في المنافسة الانتخابية· لم يتخلف القبيون عن الموعد وخرجوا للمشاركة في هذا العرس الديمقراطي واضعين بذلك حدا لهاجس مقاطعة الاستحقاق والتخوف الذي أبداه المترشحون والسلطات، فلا رداءة الأحوال الجوية ولا الأمطار منعتهم من أداء واجبهم الانتخابي· ويبدو أن الحملة الانتخابية لهذه المحليات قد لقيت صدى بفضل مضمون خطاب المترشحين الذي بدا أكثر جدية مقارنة مع المواعيد الانتخابية السابقة، كما أن التركيز على العمل الجواري والتحسيس وكذا التجمعات الشعبية التي نشطتها التشكيلات الحزبية المتنافسة أتى بثماره بدليل إقبال المواطنين الذي وقفنا عليه على مستوى مراكز التصويت، فخلال الجولة التي قادتنا إلى مكاتب الاقتراع بالقبة، لمسنا إقبالا محتشما في الفترة الصباحية عند فتح أبواب المراكز الانتخابية، ولعل الفئة التي كانت في الطليعة في بداية النهار هم المسنون الذين كانوا حاضرين كلما احتاجت إليهم الجزائر، لكن تغيرت الوتيرة وتسارعت بالخصوص بعد الظهيرة، حيث بعد مرور سويعات عرفت مكاتب التصويت توافدا للمواطنين، وزاد الإقبال بالخصوص بالتحاق فئة النساء اللواتي لم يستطعن الخروج في الصباح بسبب الأعمال والالتزامات المنزلية، وقد استمر توافد المنتخبين إلى غاية المساء وكلهم أمل في غد أفضل· أما عن سير عملية التصويت في مراكز الانتخابات فسادها التنظيم الجيد والمحكم بحضور ممثلي الأحزاب السياسية المتنافسة، ولم تسجل أي تجاوزات بشهادة المشرفين على تنظيم ومراقبة العملية، ماعدا الحماس الزائد عن حده في بعض الأحيان، فالاستحقاق جرى في ظروف جيدة منذ الساعات الأولى بفضل الوسائل المادية والمعنوية اللازمة التي سخرت لإنجاح العرس، وكذا الحضور المكثف لقوات الأمن على مستوى جميع مراكز التصويت، ولعل ارتياح ممثلي الأحزاب لدليل على مصداقية ونزاهة هذا الاستحقاق، مع العلم بأنها المرة الأولى منذ إقرار التعديدية السياسية التي تنظم فيها انتخابات بدون اللجنة السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات، وذلك بطلب من الأحزاب السياسية المشاركة التي تولى ممثلوها مهمة مراقبة مجريات العملية من انطلاقتها إلى غاية نهايتها واستلام محاضر الفرز· مشاركة المواطنين في الاقتراع، كرست مرة أخرى المسار الديمقراطي وأضفت مزيدا من النجاح على هذا العرس الجزائري، ويجمع بعض ممن اقتربنا منهم بمراكز التصويت على أن هذا الاستحقاق المحلي يعتبر بمثابة أسلوب سلمي للتعبير عن انشغالاتهم ومشاكلهم وبالتالي لا يجب التخلف عنه، كما يراه البعض بأنه منبر لقول كلمتهم واختيار بكل حرية الممثلين الذين يرون فيهم القدرة على التكفل بمشاكلهم وتسيير شؤونهم على مستوى البلدية والولاية·