يتوجه نحو 17 مليون ناخب أفغاني، اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد وكذا ممثليهم في المجالس المحلية عبر 34 ولاية وذلك في أجواء يخيم عليها انعدام الأمن والاستقرار لاسيما بعد تهديدات حركة ''طالبان'' بتعطيل الإنتخابات واستهداف مراكز الاقتراع• كانت حركة طالبان قد هددت باستهداف مراكز الاقتراع مطالبة المواطنين بالإمتناع عن المشاركة في هذا الموعد السياسي الثاني من نوعه في البلاد منذ انهيار نظام طالبان عام 2001 حتى لا يقعوا ''ضحية عمليات مسلحة ستشن ضد مراكز الاقتراع''• وقد شرعت الحركة في تنفيذ تهديداتها منذ يوم أمس، إذ هزت هجمات دامية أفغانستان من بينها إضرام النار في مدرسة كان من المقرر أن تكون مركزا للاقتراع في الانتخابات في مقاطعة باكتيا شرق البلاد إضافة إلى الاعتداء المسلح الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن تسعة مدنيين أفغان وجندي من الحلف الأطلسي وخلف أزيد من 50 جريحا في كابل• وبالرغم من هذه التهديدات وأعمال العنف، أكدت السلطات الأفغانية ''استعدادها التام'' لحماية الناخبين في مراكز الإقتراع اليوم من خلال نشر 250 ألفا من رجال الأمن والقوات الأفغانية والدولية في جميع أنحاء البلاد حماية للناخبين وتأمينا لمراكز الاقتراع وحفاظا على الأمن والسلام في البلاد خلال عملية الاقتراع• وبدورها، تستعد قوات التحالف الأطلسي المتواجدة في أفغانستان للمشاركة في تنظيم وتأمين الإنتخابات إذ قررت بريطانيا إرسال قوات إضافية قوامها مئات الجنود إلى أفغانستان لدعم مهمة منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)• كما خصصت السلطات في البلاد نحو 7000 مكتب اقتراع موزع على مختلف المحافظات لاستقال الهيئة الناخبة غير أن السلطات الانتخابية تتوقع أن تبقى 12 بالمئة من مكاتب التصويت مغلقة يوم الاقتراع خوفا من العمليات المسلحة إذ لم تتمكّن حتى الآن من تحديد عدد المكاتب التي ستفتح بشكل نهائي• ومن جهة أخرى سيختار الشعب الأفغاني رئيسا جديدا للبلاد من ضمن 37 مرشحا يخوضون غمار الاستحقاق الرئاسي من بينهم سيدتان، علما أن أربعة مرشحين قد انسحبوا من هذا السباق الذى كان يضم 41 مرشحا في الأساس• وترجح استطلاعات الرأي فوز الرئيس حميد قرضاي، الذي تولى الحكم من خلال اتفاق تم التوصل إليه بوساطة دولية في ''أول انتخابات ديمقراطية'' أجرتها البلاد سنة 2004، إلا أن الحملة الانتخابية القوية التي يقوم بها منافس الرئيس قرضاي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله تزيد من احتمال اجراء جولة انتخابية ثانية• وكان الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حميد قرضاي قد برر من قبل سياسة التحالف ''المثيرة للجدل'' مع زعماء الحرب بأنه اتبعها ''للدفاع عن المصلحة الوطنية والسلام'' وذلك في أول مناظرة تلفزيونية اجراها قبل أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية والمحلية واجه خلالها إثنين من خصومه الرئيسيين فى استحقاقات اليوم وهما الوزيران السابقان في حكومته أشرف غاني ورمضان بشردوست•