أكدت السيدة ابن دايخة رئيسة لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي أن التوصيات المقترحة لتنظيم حركة المرور محل دراسة من طرف والي العاصمة، أهمها إعادة النظر في مخطط السير، وتشجيع النقل الجماعي، إضافة إلى تمديد خطوط الترامواي والميترو على الجهات التي تعرف نقصا في النقل. ابن دايخة وضعت 81 اقتراحا تم طرحها على زوخ، ليوجه هذا الأخير مديريه التنفيذيين المعنيين بالقطاع لتطبيق بعض الحلول على أرض الواقع، لا سيما أنها تتماشى والمشاريع المبرمجة، مشيرة إلى أن الملف سيبقى مفتوحا، وستتبعه ندوة ولائية بإشراك كل الفاعلين للتخفيف من حدة المشكل الذي أصبح لا يطاق. وأظهر تقرير لجنة النقل وتهيئة الإقليم جملة من النقاط السوداء التي يشتكي منها قطاع النقل في العاصمة، ما استعجل تدخّل الوالي للاطلاع على واقع الخدمات الرديئة في الأشهر القليلة الماضية رفقة اللجنة الذكورة التي تترأسها السيدة نسيمة بن دايخة. أرقام مخيفة وواقع رديئ يدفع ثمنه المواطن، إذ تم تسجيل دخول أكثر من 300 ألف مركبة عبر شبكة طرق العاصمة التي أصبحت لا تستوعب هذا العدد الهائل من السيارات، مما يتسبب في اختناق حركة المرور عبر الشوارع. وأكدت السيدة ابن دايخة ل ‘'المساء" أن النقص الفادح في حظائر السيارات على مستوى إقليم العاصمة، زاد من حدة هذه الظاهرة، إذ يضطر أصحاب المراكب لقضاء ساعات في الطرق والشوارع بحثا عن مكان للتوقف. وأشار نفس التقرير إلى أن أغلب الشوارع والأسواق الشعبية والمراكز التجارية تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ملكيات خاصة، يسيّرها شباب منحرفون يقومون بابتزاز أصحاب المركبات في غياب رقابة الدولة، حيث طالبت اللجنة في هذا الصدد بضرورة تطبيق القوانين، وفرض سلطة الدولة، واسترجاع تسيير واستغلال حقوق التوقف في المساحات العمومية. كما تطرق نفس التقرير لوضعية النقل العمومي الذي سجلت فيه عدة نقائص، تتمثل في غياب أماكن ركن الحافلات بسبب ضيق المكان وزيادة عدد اتجاهاتها، بالإضافة إلى غياب الواقيات والمقاعد وانعدام الأرصفة التي تضمن سلامة المسافرين، إلى جانب غياب لافتات توجيهية ومراحيض عمومية، مما حوّل الكثير من المحطات إلى أماكن تنبعث منها روائح كريهة. وبخصوص الحافلات القديمة التي لاتزال تجوب شوارع العاصمة، حيث إن عمر غالبيتها تجاوز العشرين سنة، فتنعدم فيها أدنى شروط النظافة والراحة وتؤثر سلبا على سلامة المسافرين، بسبب تهوّر بعض السائقين الكبير أثناء القيادة، حيث يقومون بمناورات وتجاوزات خطيرة، غير آخذين بعين الاعتبار حياة الركاب. وكشف التقرير أن العاصمة تشمل 3710 حافلات نقل حضري و1358 حافلة نقل بين الولايات، بالإضافة إلى 236 حافلة نقل شبه حضري و98 حافلة نقل ريفي، في حين قُدر عدد المحطات ب 32 محطة تدخلها يوميا 5402 حافلة. أما عن واقع النقل بسيارات الأجرة، فيقدر التقرير عددها ب 14570 سيارة، منها 12879 سيارة أجرة فردية و679 سيارة أجرة جماعية، بالإضافة إلى 1012 سيارة تنشط بين الولايات ولا يراعي معظمها قواعد الاستغلال والوقوف، مع رفض أداء الخدمة والتوجه إلى أماكن يطلبها الزبون، والامتناع عن التكفل بالأشخاص المعوقين بكراسيهم المتحركة القابلة للطيّ. وعرّجت اللجنة في تقريرها على النقل عبر السكك الحديدية، حيث كشفت عن أن أغلب خطوط السكة التي تحتويها منتهية الصلاحية، باعتبارها تعود إلى العهد الاستعماري وتجاوزت المدة المحددة لاستعمالها ولا تنطبق نوعيتها مع نوعية القطارات المتطوّرة، بالتالي فهي تشكل خطرا على حياة المواطنين. وذكر التقرير أن مشروع تغيير عربات القطار يحتاج إلى تغيير أروقة السكة الحديدية وتوسيعها وإعادة بنائها حتى لا ينحرف القطار عن رواقه المخصص.