أعلنت وزارة التربية الوطنية، أنه سيتم إدخال تغييرات جذرية على تنظيم امتحان شهادة البكالوريا بداية من السنة الدراسية المقبلة 2016 /2017، ستواكب التطور الحاصل في مجال البيداغوجيا والتكنولوجيات الحديثة. وكشف المفتش العام بوزارة التربية الوطنية نجادي مسقم، أن الوزارة ستعرض على الحكومة خلال الأيام المقبلة أو قبل الدخول المدرسي المقبل، ملفا كاملا عن إصلاح جذري لنظام امتحان شهادة البكالوريا واعتماده خلال دورة جوان 2017. مسقم أكد أن امتحان إعادة البكالوريا الجزئية الذي انتهى يوم الخميس، مر في ظروف ممتازة ولم يشهد أي تسريب للمواضيع أو الأسئلة، مشيرا إلى مرافقة الأجهزة الأمنية للعملية وكل الاحتياطات التي اتخذتها الوصاية لتفادي تكرار سيناريو الدورة العادية. وقال إن النظام المعتمد في امتحان شهادة البكالوريا أظهر عجزه أمام التطورات التكنولوجية، وظهر أنه تجاوزه الزمن لا سيما مع ما حدث مؤخرا من تسريب للمواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنا عن إصلاح جذري لنظام الامتحان من خلال تقليص عدد أيام الامتحان من 5 أيام إلى 3 أيام، وإعادة النظر في معاملات المواد الأساسية ضاربا المثل بالشعب العلمية التي قال إن معاملات المواد التكميلية أكبر من معاملات المواد الأساسية وهو غير معقول، إضافة إلى مراجعة دليل البرامج الذي تستمد منه الأسئلة مع إمكانية اللجوء إلى اعتماد نظام الامتحان المستمر، أو إجراء امتحانات مسبقة في السنة الثانية ثانوي. مشيرا إلى أن الوصاية ناقشت مع الشريك الاجتماعي وأولياء التلاميذ عدة مقترحات، وأن الوزيرة نورية بن غبريط، تتجه إلى فتح ورشات تشرك من خلالها عدة قطاعات للخروج قريبا بمخطط عمل جديد سيعرض على مصالح الحكومة قريبا. المفتش العام لوزارة التربية، دافع بقوة عن مصداقية البكالوريا الجزئية لا سيما وأن بعض النقابات طالبت بإعادة كلية لامتحان البكالوريا، مؤكدا أنه يستحيل إعادة الامتحانات في المواد التي لم تشهد تسريبا، معتبرا امتحانات الإعادة الجزئية عاملا مهما في تأكيد مصداقية شهادة البكالوريا. كما ستشمل الإصلاحات الديوان الوطني للامتحانات المسابقات "اوناك" الذي سيعرف هو أيضا تغييرات شاملة بالنظر إلى الهفوات المرتكبة في إعداد بكالوريا 2016 حسب مسقم الذي أشار إلى أن التحقيق في قضية تسريب الأسئلة والمواضيع مازال مستمرا. وعن ظاهرة غياب المترشحين حيث تم إحصاء حوالي 10 بالمائة أي ما يعادل 52 ألف مترشح 45 ألفا منهم من الأحرار، أوضح مسقم أن ثلث المترشحين الأحرار يغيبون كل سنة إلا أن هذه الدورة عرفت ارتفاعا طفيفا، حيث بلغت نسبة المتغيبين 32.35 بالمائة، إلا أن الملاحظ هذه السنة أيضا هو ارتفاع نسبة الغياب لدى المترشحين النظاميين من 0.92 بالمائة خلال الدورة العادية إلى 1.32 بالمائة في امتحان البكالوريا الجزئي. التسريب واللجوء إلى مواضيع احتياطية مجرد إشاعة نددت الوزارة بما أسمتها حملة الكذب والإشاعات المغرضة التي تدّعي تسريب بعض المواضيع لامتحان البكالوريا الجزئي، ونفت نفيا قاطعا تسريب أي موضوع في هذه الدورة. كما أنه لم يتم اللجوء إلى المواضيع الاحتياطية على مدار أيام الامتحان. وزارة التربية وفي بيان لها نشر يوم الخميس، تسلّمت "المساء" نسخة منه تقدمت بالشكر إلى كافة أفراد الجماعة التربوية والدوائر الوزارية وكذا الأسلاك الأمنية لتجندهم وتفانيهم من أجل الحفاظ على مصداقية البكالوريا. وجاء في بيان الوزارة "إن الوضع الصعب الذي عاشه الطلبة والجماعة التربوية، بل وكل المجتمع خلال الدورة الأولى لامتحان شهادة البكالوريا المنظمة في شهر ماي 2016، فرض علينا بعض التضحيات خلال الدورة الجزئية خدمة لمصلحة أبنائنا حتى نمكّنهم من اجتياز الامتحان في جو يسوده الهدوء والسكينة، مع الحرص على تكريس مبدأ النجاح بالاستحقاق وتكافؤ الفرص للجميع". واعتبرت الوزارة إن التقليص من سرعة تدفّق الشبكات الإلكترونية بشكل عشوائي ووقتي كإجراء حتمي كان تدبيرا استثنائيا في الدورة الجزئية لامتحان البكالوريا التي سجّل فيها 509.389 مترشحا وغاب عنها 42.656 مترشحا (8,37 %) منهم 5.122 مترشح نظامي (1,37%) و37.534 مترشحا حرّا(27 ,97%). وتحرص وزارة التربية الوطنية مجددا يضيف البيان على التعبير عن صادق عرفانها لكل التلاميذ والأساتذة والمؤطرين وأعضاء الجماعة التربوية لما تحلوا به من روح مسؤولية رغم كل محاولات التشويش. كما حيّت أفراد الأسلاك الأمنية الذين تمكّنوا بفضل تفانيهم من ضمان السكينة اللازمة أثناء سير الامتحانات، مؤكدة عزمها على مواصلة عملها لإحباط كل عمل إجرامي يستهدف البكالوريا أو أي امتحان آخر لأننا كما تضيف الوزارة لا يمكن ولا يجب أن نقبل أن يعم الغش في بلد ضحى بالنفس والنفيس عبر تاريخه للحفاظ على كرامة أبنائه. بن غبريط تزور "أوناك" وتعد بتحسين ظروف تنظيم الامتحانات قامت بن غربيط، يوم الخميس، بزيارة الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة، التقت خلالها بزيارة للطاقم المشرف على تنظيم الامتحانات الرسمية للأطوار الثلاثة وحيّتهم على روح المسؤولية التي تحلَوا بها وعلى التضحيات والتجنيد والجهود التي بذلوها طوال الفترة المخصصة للامتحانات الرسمية. كما وعدت الوزيرة الجميع بمراجعة عدة مسائل تخص ظروف العمل أثناء مرحلة الحجز وعملية تنظيم مختلف الامتحانات والمسابقات من الجانب المادي أو التسييري. كما أثنت على عمل وسهر المفتشين على مجهوداتهم في إعداد ومراجعة مواضيع دورة 2016، في الأطوار الثلاثة لا سيما حرصهم على تفادي الأخطاء.