أدانت الجزائر بشدة التفجيرات التي استهدفت المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ومدينتي القطيفوجدة، والتي تزامنت مع العشر الأواخر من الشهر الفضيل وعشية عيد الفطر المبارك، الذي يبقى، بالنسبة لكافة المسلمين، عيدا للتسامح والمغفرة وصلة الأرحام. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبّر في برقية تعزية بعث بها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مباشرة بعد تلك الاعتداءات، عن "إدانة الجزائر هذه الجرائم الإرهابية النكراء". وكانت أمس وزارة الداخلية السعودية قد كشفت عن توصلها إلى تحديد هوية المعتدين؛ حيث ذكّرت بأنهم 19 إرهابيا، منهم 12 باكستانيا متواطئون مع 7 سعوديين. الرئيس بوتفليقة قال في برقيته: "تلقينا، ببالغ الذهول والاستنكار، نبأ الاعتداءات الإرهابية التي طالت المملكة العربية السعودية الشقيقة بما في ذلك المسجد النبوي الشريف". وقال إن "ارتكاب مثل هذه الجرائم الإرهابية البشعة النكراء التي تدينها الجزائر كل الإدانة وخاصة أثناء شهر رمضان المبارك وعشية عيد الفطر، يؤكد أن هذه الجرائم الهمجية التي رزأت الكثير من الشعوب، لا تمتّ بصلة إطلاقا إلى الإسلام ديننا الحنيف، الذي يقدّس الروح البشرية والسلم وحسن التعايش بين البشر، ويدعو الأمة الإسلامية إلى هبّة حازمة في كنف الوحدة والتضامن". وأعرب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ختام برقيته أمام هذا الظرف العصيب للعاهل السعودي "باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، عن صادق تعازينا وخالص تعاطفنا لعائلات الضحايا وتمام تضامننا مع الشعب السعودي الشقيق تحت قيادتكم الرشيدة، داعين الله أن يجنب المملكة العربية السعودية الشقيقة كل سوء ومكروه". وكان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أدان من جهته على هامش الاحتفالات بالذكرى ال53 لعيد الاستقلال، تلك التفجيرات الإرهابية، وأكد أن الجزائر التي كانت سباقة في محاربة الإرهاب وقدمت تضحيات كبيرة في هذا المجال، لا يمكنها إلا أن تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي لا ينم بصلة إلى عادات مجتمعاتنا وقيم ديننا الحنيف". وأضاف لعمامرة أن "الإرهاب الأعمى ضرب العربية السعودية في الوقت الذي تستعد فيه الجالية المسلمة لتوديع شهر رمضان الفضيل". وأشار الى "أن الإرهاب اختار ضرب أحد الأماكن المقدسة في الوقت الذي تتجه فيه كل أنظار المسلمين في هذا الشهر الكريم، إلى هذه الأماكن لتمجيد قيم ديننا الحنيف الذي يكرم الحياة الإنسانية". وكانت وزارة الداخلية السعودية أكدت مقتل أربعة عناصر من قوات الشرطة وإصابة خمسة بجروح مع حلول صلاة المغرب، بعد أن قام انتحاري بتفجير نفسه على مقربة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة. وتزامن هذا التفجير الانتحاري مع هجوم انتحاري ثان وقع بالقرب من مسجد للشيعة بمدينة القطيف، أسفر عن مقتل منفذ الهجوم. وكان انتحاري فجر نفسه ليلة الأحد الماضي قرب القنصلية الأمريكية بمدينة جدة، مما أسفر عن مقتله وإصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة. وتوعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن بلاده عاقدة العزم على "الضرب بيد من حديد" على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب السعودي. ودعا في كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك المجتمع السعودي لأن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة "الفكر الضال"، مشيرا إلى أهمية موقع المملكة في قلب العالم الإسلامي وتشرّفها بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. وأكدت الداخلية السعودية أن الانتحاري الذي فجر نفسه قبالة القنصلية الأمريكيةبجدة، يدعى عبد الله قلزار خان، وهو باكستاني الجنسية ويقيم بمدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم عليها قبل 12 عاما، للعمل كسائق خاص.