توالت ردود الفعل المدينة و المستنكرة للتفجيرات الارهابية التي استهدفت ثلاث مدن بالمملكة العربية السعودية, لتضاف إلى جملة الإعتداءات التي شهدتها عدة دول بالمنطقة خلال شهر رمضان الفضيل, لتؤكد مرة أخرى همجية الإرهاب وعداءه للاسلام. وأدانت الجزائر "بشدة" الهجمات الارهابية التي ضربت امس الاثنين مدن جدةوالمدينةالمنورة والقطيف بالمملكة العربية السعودية, و أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن أربعة من رجال الأمن, ووصفته ب"العمل الجبان". وقال وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي, رمطان لعمامرة, أن الجزائر التي كانت سباقة في محاربة الارهاب وقدمت تضحيات كبيرة في هذا المجال لايمكنها سوى ان تدين بشدة هذا العمل الجبان الذي لا يتم بصلة الى عادات مجتمعاتنا وقيم ديننا الحنيف. وأضاف "ان الارهاب اختار ضرب احد الاماكن المقدسة في الوقت الذي تتجه فيه كل انظار المسلمين في هذا الشهر الكريم الى هذه الاماكن لتمجيد قيم ديننا الحنيف الذي يكرم الحياة الانسانية". نفس الموقف أعربت عنه وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة التي نددت هي الأخرى بهذه التفجيرات, مؤكدة أن "الإرهاب لادين له, ولا يحترم مقدسات المسلمين أو غيرهم, ولايفرق بين جنسيات أو أصول أو أعراق ولا أوطان", مشددة على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب, ووضع استراتيجية واضحة تمكننا من استئصال هذا الورم الخبيث". وبدورها, أكدت الخارجية المصرية ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب "الذي يتنافى مع كافة المبادئ والقيم الإنسانية والعوامل المؤدية لها ووقف مصادر تمويلها". وعلى لسان المتحدث باسمها, أكدت الحكومة الفلسطينية أن هذه "التفجيرات الآثمة حاولت المساس بالحرم النبوي الشريف ومن فيه من المصلين والمعتمرين الذين جاءوا من كافة بقاع الارض وفي الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل شهر الرحمة وعشية حلول عيد الفطر, الأمر الذي يؤكد مجددا أن الإرهاب لا دين له". دول الخليج تؤكد وقوفها صفا واحدا في وجه الإرهاب دول الخليج العربي, عبرت بدورها عن تضامنها الثابت مع السعودية, حيث أكدت كل من قطر و الإمارات العربية المتحدة والكويت إدانتها الشديدة لهذه الأعمال "الإجرامية الجبانة" التي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والتعاليم الإسلامية السمحة, مشددة على حرمة الدماء وحرمة بيوت الله, ووقوفها "صفا واحدا مع الأشقاء في المملكة في تصديهم للارهاب المجرم الذي يستهدف الترويع والتكفير والفتنة". أما العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني فقد أجرى الليلة الماضية اتصالا هاتفيا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود , أكد خلاله وقوف الأردن التام إلى جانب السعودية "في التصدي لخطر الإرهاب وعصاباته الإرهابية الجبانة". وبدورها شددت الحكومة اليمنية على أن هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن والأيام المقدسة لدى المسلمين "تؤكد مدى ما بلغه الإرهاب من حقد وفجور يحتاج وقفة جادة لمحاربته والقضاء عليه وتضافر الجهود الإسلامية والدولية لتخليص العالم من شر الإرهاب وكوارثه". "العقل الإرهابي هو عقل معاد للإسلام والإنسانية" ومن لندن, قال المتحدث بإسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, إدوين سموال, أن "العقل الإرهابي, الذي استهدف الحرم النبوي في المدينةالمنورة حيث انتشر الإسلام نحو العالم وحيث دفن النبي, هو عقل معاد للإسلام والإنسانية". أما جامعة الدول العربية, فقد جددت موقفها "الثابت" المدين للإرهاب في كافة صوره ومظاهره, مطالبة بموقف دولي قوي ضد هذه الآفة, مشيرة إلى أن "مثل هذه العمليات الإرهابية تعيد تسليط الضوء على ضرورة العمل لتكثيف الجهود على المستوى العربي والإسلامي والدولي لمواجهة الخطر المستشري للإرهاب". وبدورها, شددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) على أن مثل هذه الأعمال لا تمت إلى الإسلام بأي صلة, مستنكرة "هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية التي تستهدف بيوت الله والآمنين من الناس في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والمخالفة لتعليم الإسلام". تفجيرات السعودية ورائها مارقون عن الدين وخارجون عن جماعة المسلمين وحول ملابسات هذه الإعتداءات, أكدت الأمانة العامة لهيئة كبارالعلماء في السعودية أن الحوادث الإرهابية الفاشلة التي استهدفت مواقع في جدة والقطيف ثم في المسجد النبوي بالمدينةالمنورة "وراءها خوارج مارقون عن الدين وخارجين عن جماعة المسلمين تجاوزوا كل الحرمات". واعتبرت الهيئة منفذي هذه التفجيرات بأنهم "شبكة إجرامية عميلة دنيئة دسيسة على الإسلام وأهله" بل هم عدو صريح للإسلام والمسلمين ومن "شذاذ في الآفاق" يحاولون أن يحدثوا خرابا هنا وخرابا هناك. و كشفت عمليات التحري التي تقوم بها الداخلية السعودية هوية الانتحاري الذي فجر نفسه قبالة القنصلية الأمريكيةبجدة, حيث ذكر المتحدث الأمني بالوزارة أن إجراءات التثبت من هوية الانتحاري اتضح منها "أنه المقيم عبدالله قلزار خان" باكستاني الجنسية ويقيم في مدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم إليها قبل 12 عاما للعمل كسائق خاص. كما تبين من معاينة مسرح الحادث من قبل المختصين في إزالة وإبطال المتفجرات أن العملية الإرهابية نتجت عن انفجار جزئي لحزام ناسف مشرك بواسطة مفتاحين كهربائيين تعمل بتحكم مباشر من الإرهابي مما أدى إلى مقتله وإصابة رجلي أمن بسبب تطاير شظايا الحزام حول مركز الانفجار التي وجد من بين مكوناتها أجسام معدنية.