«الخطاب الروائي الجزائري، من منظور الحوار بين الناقد والروائي"، هو أبرز محور سيناقشه روائيون ونقاد وأكاديميون من مختلف ولايات الوطن، في الطبعة الأولى للملتقى الوطني حول الرواية الجزائرية، الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية "النبراس الثقافي"، بالتنسيق مع ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف، في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الرابعة والخمسين لعيدي الاستقلال والشباب. وسيعاين المشاركون في هذه التظاهرة الأدبية، على مدار يومين (الأربعاء والخميس المقبلين)، أسئلة الرواية الجزائرية في منعطفاتها المختلفة، من حالة التصلب على الشكل الكلاسيكي للرواية، إلى حالات التجريب المختلفة التي تفرضها رهانات الواقع والتاريخ. وحسب السيد نبيل غندوسي، رئيس جمعية النبراس الثقافي، فإن هذا الملتقى جاء ليستضيف الناقد والمبدع على حد سواء في جلسة واحدة، من أجل فتح حوار عميق وشامل حول تجربة الرواية الجزائرية من خلال تلك السمات العامة التي تتميز بها، خصوصا أن الرواية الجزائرية خضعت في مساراتها المختلفة إلى تحولات هامة جعلت النقاد يطرحون الرواية على مشرحة التحليل الفاحص والدقيق، من خلال النظر إلى ما يشكل الرواية كفن إلى الجزئيات المختلفة التي تميز التجربة ككل. وأضاف محدثنا قائلا، إن أهمية المستويات الزمنية للكتابة التي وسمت التجربة بالتعدد والاختلاف، من زمن كانت فيه الرواية فنا للمقاومة ضد الاحتلال، إلى زمن حملت فيه الرواية رؤية إيديولوجية تساهم في تطوير المجتمع، إلى رواية الأزمة التي أصبحت كسجل لكتابة الانهيار المضاعف للإنسانية التي سقطت في جبِّ التراجيدي والمأساوي، هذه المستويات جعلت الرواية ثرية وغنية، لذلك بات علينا لزاما إيجاد فحص دقيق لهذه المحمولات المختلفة في الرواية. وستتخلل أشغال هذا الملتقى، تنظيم معرض للكتاب وجلسة نقدية خاصة بالأعمال الروائية للأديب عز الدين ميهوبي، تنشطها ثلة من الأكاديميين، بالإضافة إلى برنامج الملتقى الذي يضم في طياته، ست جلسات مقسمة على يومين، تحتوي كل جلسة ستة تدخلات لأدباء من مختلف جامعات الوطن، على غرار الدكتور فيصل حصيد من جامعة خنشلة، الذي سيقدم تجربة أبو العباس برحايل، والأستاذ حبيب مونسي في مناقشة لتجربة عبد الوهاب عيساني، والروائي إسماعيل ببرير حول روايته "مولى الحيرة"، بالإضافة إلى اثنتي عشرة مداخلة لروائيين وأدباء يستعرضون فيها تجارب بعضهم البعض، تتخللها مناقشات وتوصيات على أن تختتم هذه التظاهرة بتكريم عدد من الأدباء والروائيين من بينهم الدكتور أمين الزاوي من الجزائر العاصمة، الدكتور مبروك دريدي، من جامعة سطيف، صاحب رواية في "حضرة الماء" الحائزة على الجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة أفريل 2016، والدكتور السعيد بوطاجين من جامعة مستغانم.