خصت مديرية الثقافة لولاية أدرار، الروائي سعيد بوطاجين، بتكريم واعتراف بقامته الإبداعية والكتابية، وذلك في إطار الملتقى الوطني الثالث للكتابة السردية، تحت شعار "السرد والصحراء" (من ال 1 إلى 3 ديسمبر الجاري). مدير دار الثقافة لولاية أدرار عبد الكريم ينينة، في افتتاح التظاهرة الثقافية الأحد الماضي، قال إن الطبعة الثالثة تناقش محور "السرد والصحراء"، الذي تسعى وزارة الثقافة إلى إثارته في المنطقة بغية "ترقية الكتاب وتدعيم وتشجيع المقروئية، من خلال ترقية فن الكتابة والمبدعين بالجنوب". وحسب المتحدث ذاته، فقد تحول الملتقى الوطني الثالث للكتابة السردية إلى "فضاء ومنبر وطني خصصته ولاية أدرار لتنشيط الساحة الثقافية وتحريكها، حيث ساهم في احتكاك كتاب ومبدعي المنطقة مع باقي الكتاب من مختلف مناطق الوطن وتبادل الرؤى وفتح النقاش". جدير بالذكر أن الملتقى سجل مشاركة 35 أديبا وناقدا، من مختلف معاهد وجامعات الجزائر على غرار جامعة أدرار - كلية الآداب واللغات -. كما اعتبر الدكتور سعيد بوطاجين أن تكريمه: "هو تتويج للجزائري بصفة عامة ومعرفة المحاولات الإبداعية والترجمية" وأن الملتقى "مهم لولاية صحراوية لربط جسر بينها وبين الجامعات وهو تقليد لا نحتاج له في أدرار فقط بل في كل الولايات"، معترفا أن الملتقى قد أصبح "قريبا جدا من المستويات المحترفة لباقي الملتقيات الوطنية". وعن التكريم في حد ذاته أكد أن له "مذاق خاص"، خاصة وأنه في ولاية كتب فيها رواية قبل 5 سنوات: "اندهشت للتكريم وربما هناك من هو أجدر بالتكريم مني، والشكر للمنظمين والسلطات المحلية، كما أشكر أهل أدرار ودار الثقافة ومديرية الثقافة على الجهود، لتقرب الكتاب من بعضهم وما تنتجه بين المبدعين من نقاشات مهمة تساهم في تحريك وتطعيم الفن السردي وربما تؤسس مثل هذه اللقاءات وتعرف بالكتاب المحليين ومثقفي المنطقة وجامعييها المنشغلين بهذا الحقل الإبداعي ودراسته". وسمح الملتقى الوطني للسرد، في دورته الثالثة، باكتشاف أبعاد فنية وعلمية في شخصية الكاتب والدكتور سعيد بوطاجين، من باب أنه مؤلف يزاوج بين الكتابة والقول، ولا يجعلهما شيئان غريبان عن بعضهما البعض. نصوص بوطاجين دفعت الدارسين والباحثين من جامعات جزائرية مدعوة إلى أدرار لتنشيط مداخلات ومحاضرات، اتفقت أن ما تتضمنه تستفز المخيلة، تثير الضحك والسرور كما تبصم بوجود بلاغة أليمة تعكس واقع الحياة بالنسبة للفرد الجزائري على وجه التحديد. نصوص بوطاجين صاحب "اللعنة عليكم جميعا"، تدفع المتأمل فيها إلى إعادة كتابتها في شكل لوحات تشكيلية، كما فعلت الأستاذة حورية طاهير، التي قدمت نماذج من أيقونات بصرية تحكي بعض المواقف المسرودة. فيصل حسيب من جامعة خنشلة، عاد بدوره إلى رواية "أعوذ بالله "، من منطلق أن بوطاجين يتيح تشكل لغوي قد يصعب ترجمته، ولكن كتابته عن الصحراء لها ميزة خاصة عكس ما كتب من قبل غيره. إذ غامر بوطاجين إلى لغز الصحراء، ليحل بعض أسراره، كما فعل ابراهيم الكوني ورجاء عالم وعبد الرحمن منيف وباولو كويلو... "إن السرد على ضفاف الرمل كالرسم على سطح الماء". هل الصحراء مكان أم أسطورة، واقع أم خيال؟ أسئلة كثيرة طرحها حسيب، على ضوء نص بوطاجين. الذي يتخذ من الصحراء "قضية" يفصح فيها عن الظلم الممارس على الرجل هناك. الدكتور مخلوف عامر هو الآخر قال: "تتميز عوالم سعيد بوطاجين الحكائية بالايغال في ذات الانسان... يقترب الكاتب من أدب السخرية، إلا أنه ليس ذلك ما يعنيه ذلك أن اعتبار سلم معكوس للقيم ينبىء بحق على شراسة الانسان وعقمه الفكري، ما ولد اختلال كبير على مستوى القيم". ساعد قلولي في مداخلته قال: "بوطاجين لا يميز بين روائي من جيل وآخر من الجيل الذي يليه ولا بين روائي يكتب باللغة العربية وآخر يكتب باللغة الفرنسية، ولا بين القصة والرواية بالنظر للسلطة الرمزية التي أصبحت تتربع عليها الرواية خلافا للقصة القصيرة بدليل أنه جمع في كتابه السرد ووهم المرجع".