نزل والي ولاية سعيدة نهاية الأسبوع ضيفا على عائلة بودالي بقرية سيدي يوسف التابعة لإقليم دائرة الحساسنة على بعد 20 كلم من عاصمة الولاية من أجل تكريم التلميذة بودالي هنية لحصولها على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية بمعدل 11،90. هذه الفتاة التي تحدت الإعاقة والتي حتمت عليها الكتابة برجلها بسبب ولادتها مبتورة الأيدي، وهي الظاهرة التي جعلت مختلف الإعلاميات والإعلاميون الذين تنقلوا إلى عين المكان في دهشة كبيرة من أمرهم سرعان ما تحولت إلى جو من الفرحة وسعادة وسط عائلة التلميذة البسيطة بودالي هنيّة التي روت لجريدة "المساء" مسيرة حياتها وإصرارها على تخطي عتبات الحياة وخاصة خلال مسارها الدراسي وحكاية الطاولة التي جلبها لها أبوها من أجل الكتابة عليها والتي تنقلت معها منذ مرحلة الإبتدائي إلى غاية اجتيازها شهادة البكالوريا بمعدل 11.90، كما فعلت مع شهادة امتحان التعليم المتوسط بمعدل 13 متحدية في كل مرة العقبات والصعاب التي وقفت أمامها على غرار مراجعة الدروس والتنقل اليومي من القرية إلى مقر عاصمة الولاية أمام صعوبة الحياة ومتطلباتها. و رغم أيديها مبتورتين، إلا أنها عرفت وبشجاعتها المعهودة كيف تصنع لنفسها مكانة في المجتمع والتي أكسبتها احتراما من محيطها العائلي و سكان القرية، كما أن أهل هنية انتهزوا فرصة الوجود المكثف لوسائل الإعلام لتوجيه نداء للقاضي الأول في البلاد و وزير التعليم العالي والبحث العلمي بما في ذلك وزيرة التضامن الوطني للتكفل بحالة هنية حتى تتمكن من مواصلة الدراسة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة وذلك بالنظر إلى وضع العائلة البائس.