يدفع الهوس بالمظهر الخارجي العديد من النساء إلى اتباع حميات غذائية شديدة لتخفيض الوزن والظهور بقد ممشوق خصوصا في فصل الصيف، الأمر الذي دفع بالكثيرات إلى البحث عن مختلف السبل لتقليل الوزن، ومن ضمنها عقاقير التخسيس التي تُعرض في الصيدليات بأنواع متعدّدة. بعد الحميات الغذائية الكلاسيكية التي كانت تُتبع ضمن نظام غذائي محدّد، كتقليل السكريات والدسم والعجائن، بات هذا السبيل لا يقنع الراغبات في تقليل الوزن، خصوصا أنّ ذلك يتطلّب إرادة قوية كثيرا ما تفشل بسبب الخضوع لرغبات الأجسام والحاجة لتناول مختلف الأطعمة المسببة للسمنة، هذا ما جعل بعض النسوة يبحثن عن وسائل أخرى تساعدهن في مواصلة الحمية بدون "انتكاسة"، وتحقّق لهن تخفيض الوزن في ظرف زمني "قياسي". كانت ل "المساء" جولة استطلاعية في العديد من الصيدليات، لا سيما أنّها أضحت تعرض أنواعا عديدة من عقاقير التخسيس وأعشاب تخفيض الوزن التي تباع على شكل منقوع يشبه أكياس الشاي الصغيرة. وفي حديثنا إلى الصيدلانية ربيعة، أوضحت أنّ الجسم الرشيق هو حلم كلّ فتاة، ويزداد الهوس خلال فصل الصيف، لأنّ المرأة في موسم الحر تلبس ملابس خفيفة؛ ما يجعل شكل جسمها يظهر أكثر. وأضافت: "فصل الصيف يُعتبر الفرصة المثالية لتقليل الوزن، نظرا لضعف الشهية، فارتفاع درجات الحرارة يدفع إلى تناول كميات كبيرة من المياه، وبذلك تقلّ الرغبة في تناول المأكولات الغنية بالدسم والسكريات التي تمنح الشعور بالحرارة، وهذا هو الدافع الرئيس الذي تعتمد عليه بعض النسوة لاتباع حمية غذائية". من جهته، قال كمال صيدلاني بمحل آخر، إنّ برامج التنحيف التي يعتمدها بعض النسوة عشوائيا ليست فعّالة، الأمر الذي يجعلهن يشعرن بقلق، فيعدن إلى الأكل بنفس الوتيرة التي كن عليها أو أكثر، في حين تفضّل أخريات الاستعانة ببرامج التخسيس على الأنترنت التي يضعها بعض المختصين في التنحيف والتغذية، حيث يضعون مخططا كاملا لما يجب أكله وما يجب تفاديه للحصول على نتيجة مرضية. من جهة أخرى، تضع أخريات ضمن برامجهن وسائل مساعدة على التنحيف بطرق طبيعية، وهذا ما قدّمه العلم الحديث الذي استعان في منظومته بتقاليد أجدادنا، حيث نجد اليوم في الصيدليات مجموعة من الأدوية تكون على شكل عقاقير أو أعشاب تمنح لها تراخيص على أنّها منتجات "طبية تباع في الصيدلية"، تساعد على التنحيف، وهي عبارة عن مواد طبيعية خالية من المكوّنات الكيماوية، تُشعر مستهلكيها بعدم الرغبة في الأكل بشراهة، فهي عبارة عن نباتات مجفّفة تكون على شكل حبوب، وأخرى أعشاب داخل أكياس صغيرة تشبه أكياس الشاي، إلاّ أنّ النسوة يفضلن الصيغة العشبية، فبالنسبة لهن هي أكثر طبيعية من الحبوب المصنّعة. وجهتنا التالية كانت صيدلية "عزوز" بشارع بلوزداد، حيث تحدثنا مع الصيدلانية صبرينة، التي أشارت إلى أنّ "الهوس بالرشاقة يدفع البعض إلى الدخول في برامج حمية قاسية جدّا، وهذا من أكبر الأخطاء التي تقع ضحيتها الفتيات، لأن هذه التقنية تسبب لهن أمراضا مختلفة، أهمها فقر الدم، وهو ما تجهله الكثيرات لعدم معرفة ما يجب أكله وما يجب الامتناع عن تناوله، فتجد المرأة تتفادى مختلف الأطعمة حتى الصحية منها، حتى تجد نفسها في نهاية المطاف تسبّب لجسمها الشعور بالجوع الشديد، وهذا ما يعيدها إلى نقطة الانطلاقة؛ حيث من الممكن أن يتضاعف وزنها أكثر من ذي قبل". وأوضحت المتحدّثة أنّ عدم ممارسة النشاطات الرياضيات وإدراجها ضمن برامج التخسيس يقود إلى فشل عملية تقليل الوزن. وعن عدد الوافدين على الصيدلية لأخذ الوزن، تقول المتحدّثة إنّ الصيدلية تسجّل أسبوعيا من 5 إلى 10 زبائن يقبلون على المحل لاقتناء منقوع التنحيف. ويوميا، يسجل نفس المحل دخول من 20 إلى 30 شخصا لاستعمال "الميزان" وقياس وزنهم. ويتواصل هذا العدد طيلة فصل الصيف، وغالبا ما يكون المترددون على الصيدلية من النساء المتزوجات، اللواتي يرغبن في خسارة الوزن الزائد الناتج عن آثار الحمل والولادة، أو ترهل البطن جراء العمليات القيصرية وحبوب منع الحمل والمكوث بالبيت طويلا بدون عمل أو حركة.