يلجأ الكثير من الجزائريين اليوم رجالا ونساء، إلى تخفيض أوزانهم عن طريق إتباع حميات غذائية عشوائية ينقلونها بالتجربة عن بعضهم البعض أو عن طريق مواقع الانترنت والفضائيات التي تروج إلى حميات غذائية تجارية، فيما يقبل آخرون على اقتناء حبوب وأعشاب منحفة مجهولة المصدر متجاهلين آثارها السلبية على الصحة العامة، وكل ذلك لتحقيق حلم الرشاقة الذي تحول إلى هاجس يستحق المجازفة بالحياة لدى البعض. مع اقتراب فصل الصيف، يدخل البعض في سباق ماراطوني لاتباع مختلف الحميات الغذائية التي تحقق نتائج مذهلة في زمن قياسي.فيزيد الإقبال على الصيدليات التي تبيع الحبوب والأعشاب وحتى كريمات الحرق التي تستعمل مباشرة على البطن والمناطق المراد تنحيفها بأسعار معتبرة دون وصفات أو إرشادات، إذ يكفي أن يطلع المواطنون على الماركات عبر الإشهار لها على الشبكة العنكبوتية أو الفضائيات فيقبلون عليها دون تردد وكلهم أمل في تحقيق الحلم المنشود والحصول على جسم مثالي. وبعيدا عن الصيدليات تزدحم العاصمة اليوم بعدد هائل من محلات العطارة والأعشاب الطبية التي تخصصت في هذا المجال يقدم أصحابها خلطات جاهزة للزبائن بعضها مسهلة وأخرى قاطعة للشهية. المجازفة بالصحة من أجل تخفيض الوزن بعد انتشار كتب الريجيم في السنوات الأخيرة، جاء دور الإنترنت والفضائيات التي تنشر آلاف الطرق والأنظمة العشوائية التي تستقطب للأسف الآلاف من الجزائريين الذين يقعون في الفخ، حتى المثقفين منهم الذين يتغاضون عن صيحات التحذير من مخاطر هذه الحميات العشوائية التي تهدد الصحة العامة للمواطنين أو حتى حياتهم في بعض الأحيان إذا كانوا ممن يشكون من أمراض مزمنة. مليكة 39 سنة:» بفضل الريجيمات التي نحصل عليها عبر مواقع الانترنت فقدت 9 كيلوغرامات في شهر واحد، بعدما اقتنعت بحمية البروتين وهي حمية معروفة وناجحة عالميا وصحية لأنني لم أعرض نفسي للجوع أو الحرمان«. أما بشرى صاحبة ال29 سنة والتي ستدخل القفص الذهبي خلال الصيف المقبل فقد دخلت في سباق ماراطوني مع الزمن متحدية نفسها بالتخلص من عشرة كيلوغرامات على الأقل قبل عرسها تقول:» لم يتبق على عرسي سوى ثلاثة أشهر ولم أشتر بعد ملابس لأنني قررت أن أخفض وزني من خلال تطبيق حمية غذائية حصلت عليها من ابنة خالتي التي نجحت في تخفيض وزنها إلى 65 في ظرف شهر و10 أيام بفضل رجيم الخضر والفواكه، حيث كانت لا تتناول سوى طبق من الخضراوات المطبوخة على البخار بالإضافة إلى ثلاث حبات من التفاح يوميا. وقد شرعت في هذا الرجيم حيث خسرت ثلاثة كيلوغرامات خلال العشرة أيام الأولى وهذا أمر مشجع جدا. أما الياس البالغ من العمر 35 سنة والذي يعاني من زيادة الوزن، خاصة على مستوى البطن وهو أمر ترفضه خطيبته الحريصة دوما على رشاقتها، فقرر تخفيض وزنه قبل الزفاف حتى معتمدا على شراء حبوب لحرق الدهون حسب رأيه :»سمعت عن هذه الحبوب التي تنتشر عبر الإنترنت وعن دورها الفعال في إنقاص الوزن، فقمت باقتنائها وهي تركيبة عضوية خالية من المواد الكيماوية والأسمدة الضارة تأتى في شكل حبوب وتصنع من مزيج معروف شعبيا في الصين لإنقاص الوزن عند الرياضيين من آلاف السنين وهي مكونة من الليمون والبطيخ المر والفجل وهي مكملة للوجبات الغذائية وتحظى بشعبية كبيرة بسبب احتوائها على نسبة عالية من البروتين أيضا. محلات الأعشاب.. الخيار المفضل لدى البعض تحول اهتمام الكثير من الجزائريين هذه الأيام إلى محلات الأعشاب التي صارت أكثر عصرنه توحي بالأمان، فأغلبها معلبة ومحفوظة بطريقة جيدة وبائعوها عارفون بفوائدها وطرق استعمالها يفيدون كل سائل بما يرغب أن يعرفه وليسوا مجرد بائعين، مما زاد من إقبال المواطنين عليه، خاصة في مجالي التجميل وتخفيض الوزن. دخلنا أحد هذه المحلات بالأبيار وسألنا صاحبها عن الأعشاب المنحفة فنصحنا باقتناء عشبة »المريمية« وشرح لنا كيفية استعمالها وأضاف بقوله أن الزنجبيل الأخضر جيد جدا إذا أضيف إلى الشاي الأخضر الصيني والنعناع، كما نصحنا بمشروب قشور الرمان الجاف المعروفة حسبه بفعالياتها في إذابة الدهون. كما أضاف إلى كل ذلك منقوع البابونج والسنا مكي والدارسين. وأكد أهمية بذور الكتان في تسهيل الهضم وتخفيف الوزن.مشيرا إلى أنها معروفة عالميا. هي والشمر والمردقوش. هذا عن الأعشاب أما الخلطات الجاهزة فتباع معلبة من خليط بعض هذه الأعشاب أو كلها حسب الاختيار ومطحونة تشرب كمنقوع أيضا, وأثناء اطلاعنا على العلب لاحظنا كتابة كل المكونات ومقاديرها بالكامل. لكن هذا لا يمنع أن بعض الأعشاب المذكورة لها استعمالات أخرى مختلفة ومنها ما يضر المصابين بضغط الدم ومنها ما لا يوصف لمرضى القلب والحوامل والمرضعات وغير ذلك من المحاذير، لذا فلا يمكن اعتبار الأعشاب دون آثار جانبية. أكد أخصائي التغذية كريم مسوس أن إتباع الحميات الغذائية العشوائية والقاسية تعود على الصحة بالخطر والضرر، كون معظم هذه الحميات تكون ناقصة جدا من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان فيصاب بحالة من الاكتئاب. وأضاف مسوس أن إتباع رجيم قاسي وممل يقلب موازين الجسم ويجعله إما في حالة شراهة للأكل أكثر من الأول أو في حالة فقدان عصبي للشهية، أما عن خطر هذه الحميات على الصحة، فأكد أنها تعود على الجسم بعديد الأمراض أهمها ارتفاع ضغط الدم، الشحوب الأنيميا، الإرهاق والتعب. وأرجع أخصائي التغذية كريم مسوس هوس الرشاقة الذي أصاب النساء والمراهقات بشكل خاص عبر العالم إلى وسائل الإعلام التي تعمل على الترويج للرشاقة، فعارضات الأزياء مثلا نحيفات جدا، وأضاف أن أحسن رجيم في العالم هو إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، بحيث يأخذ الإنسان احتياجاته من الغذاء والفيتامينات من جهة ويحس بالشبع وبالمقابل لا يصاب بالبدانة، وأضاف أنه من الأفضل للناس الراغبين بالنحافة أن يزوروا أخصائي تغذية من أجل إتباع نظام غذائي لا يضر بالصحة ويفقدهم الوزن الزائد أيضا.وأضاف أن إتباع أنظمة غذائية قاسية وعشوائية من أجل إنقاص الوزن قد يتسبب في تشكل حصوات في المرارة،كما تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة الذي بدوره يؤدي إلى تساقط الشعر وترهل البشرة، وتفتقد الحميات القاسية إلى كثير من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لإنتاج الطاقة وبنائها.