محمد الأخضر سعداوي من الشعراء الشباب الذين صنعوا لهم مكانا في الساحة الابداعية الوطنية في السنوات الأخيرة، التقيناه مثقلا بهموم المثقف، فأجرينا معه هذا الحوار. - من هو محمد الأخضر سعداوي؟ * محمد الأخضر سعداوي من مواليد 1975 بترت ولاية ورقلة، نشأت تحت ظلال نخيل هذه المدينة من أسرة بسيطة تقدس العلم والأخلاق، تعلمت فيها وبها كتبت أولى إرهاصاتي الشعرية، أشتغل أستاذا للغة العربية منذ 11سنة. - كيف كانت البداية مع الكلمة؟ * أذكر أنني ومنذ المراحل الأولى في تعليمي كنت ميالا إلى التفاعل مع النصوص الأدبية محبا لحصص التعبير، ومع بلوغي سن 15 وجدتني ألج ذلك العالم العجيب، عالم الكتابة الشعرية في أولى محاولاتي التي أذكرها كانت تدور حول القضية الفلسطينية وبعد توجهي الى شعبة الآداب، في المراحل الثانوية كانت ملامحي الشعرية قد بدأت ترتسم ولازالت الى اليوم أطارد القصيدة والنص الحلم، ولي العديد من المشاركات في الملتقيات الوطنية. - ماهو الوقت الذي تجده الأنسب لكتابة الشعر؟ * (يبتسم) قد أفاجئكم حين أقول أن أفضل وقت يحبذ فيه الشعر أن يزورني هو حين التواجد في قاعات الدراسة، خصوصا في فترة الامتحانات وأنا طالب وربما السلوك المفروض بطبعة الامتحان هو ما يجعلني أسمع ذلك الصوت القادم من الأعماق، ومع ذلك فقد كنت أجد الوقت للإجابة ولقد كنت مجتهدا في كل مراحل دراستي، أما وأنا أستاذ فإن أنسب أوقات الشعر لدي هو الليل والأكيد أنني لا أتميز عن غيري في هذا، فهي ميزة كثير من الشعراء. - وبمن تأثر الشاعر في داخلك؟ * في البدايات كنت مجنونا بالمتنبي لقد كنت أحفظ كل ما وجدته له من شعر وكل ماله علاقة به، كنت أرى فيه المبدع والمعتز بنفسه المدافع عن قيم الشهامة ورغم ما يقال عن تكسّبه من الشعر، وكنت أرى في علاقته بسيف الدولة كثيرا من الصدق، لقد كان في نظري ذلك الفارس الذي حدد هدفه في أعلى قمة، ثم أحببت مفدي زكريا ورومنسية الشابي ولغة شوقي ثم صرت أقرأ لكثير من الشعراء. - لمن يكتب محمد الأخضر سعداوي؟ * بدأت في كتابة ما أشعر به وما يختلج في نفسي، وأكتب للقيم السامية لعالم نلامسه بأناملنا ساعة احتضار القصيدة، أقصد ساعة خروجها الى عالمنا هذا، أكتب لذلك العالم الذي يتنفس أكسجين الحب والصدق والجمال. - حدثنا عن بعض أعمالك الشعرية؟ * لي مجموعتان شعريتان مطبوعتان، الأولى "صرخة ميلاد" صدرت سنة 2003، والثانية "لا شيء أغرب" صدرت بمناسبة تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" وعدد من الأعمال المسرحية غير المطبوعة. - سمعنا أنك تحصلت على جائزة عربية في ليبيا، حدثنا عن ذلك؟ * نعم شاركت صيف 2006 في مسابقة الطلاب العرب بليبيا ونلت الجائزة الأولى كانت سعادتي كبيرة بأن أهديت الجزائر الحبيبة لقبا جديدا في قائمة ألقابها الأدبية وأسعدني كثيرا لقائي بعدد كبير من المبدعين الشباب من كل الأقطار العربية. - ما رأيك في حركة النقد الشعري في الجزائر؟ * أرى أن الأمر مقتصر على بعض الدارسين لأعمال أصدقائهم ومعارفهم الشعراء، ولا أنفي أن هناك أعمالا موضوعية، إننا نشاهد سيولا من الانتاج الأدبي في الجزائر لكن النقد يبقى متأخرا كثيرا عن مواكبتها فالإبداع جناحه الانتاج والنقد، لذلك أصبح من هب ودب يقول "إني شاعر". - وكيف هو واقع الشاعر في الجنوب؟ * ربما لست مؤهلا للإلمام بالحركة الشعرية بالجنوب، لكن أرى أن كل شبر من الجزائر الملهمة يحتضن مبدعا، أو فنانا أو شاعرا، غير أن ما يجب أن يذكر هو أن المبدع في مناطق الجنوب قلّما يصل صوته الى الجميع بحكم قلة التغطية الإعلامية، وأكثر التظاهرات الأدبية تنظم في الشمال ولا يحضرها شعراء من الجنوب.