اعتبر السيد آيت عبد الرحمان عبد الكريم (مدير متوسطة أحمد شافعي بماكودة الواقعة على بعد 20 كلم شمال ولاية تيزي وزو)، أن النتائج المحققة في مختلف امتحانات الأطوار التعليمية الثلاثة هي نتيجة منطقية لعمل مشترك بين قطاع التربية بمن فيهم المدير، الأساتذة، مديرو المؤسسات من جهة، والأولياء من جهة أخرى... كلها عوامل أثمرت التعاون والتنسيق في دفع التلميذ إلى الاهتمام أكثر بالدارسة. وقال السيد آيت عبد الرحمان إن النتائج المحققة في الأطوار التعليمية الثلاثة، تعود إلى عوامل ودوافع كثيرة، منها العمل الذي يقوم به مدير التربية بالولاية، الذي يولي اهتماما أكبر للجانب البيداغوجي، ومتابعته الشخصية وبكل جدية، لمؤسسات التربية بالولاية، ودفع وتحفيز مديري المؤسسات على التنافس. هؤلاء من جانبهم لم يبخلوا ولم يتقاعسوا عن السعي إلى بذل جهد واضح من أجل رفع المستوى الدراسي وتحقيق النتائج المسطرة، إلى جانب عمل الأساتذة وكذا الإصلاحات التي قامت بها الوزيرة التي كان لها تأثير سريع ومباشر في تحقيق النتائج المسجلة والمراتب الأولى وطنيا. وأضاف المتحدث أن تيزي وزو تتميز بالحرص الشديد للأولياء على تعليم أبنائهم. هذه ميزة لدى سكان الولاية، هم يركزون اهتمامهم على الجانب التعليمي أكثر من أي جانب آخر، يدخرون كل ما استطاعوا من أجل تدريس أبنائهم مهما كانت الحالة المادية أو الاجتماعية للعائلة. العائلات تبذل مجهودات مضنية ومكلفة من أجل تلبية مطالب أبنائها المتمدرسين. كما أن توفر المؤسسات التربوية بشكل مهم وفّر الظروف المناسبة للتمدرس؛ أي بدون اكتظاظ، وهو عامل أساس للتركيز، ومن ثمة قوة الاستيعاب والتركيز، وبالتالي النجاح. وأشار المتحدث إلى أن عملية متابعة التلميذ تبدأ فور التحاقه بالمتوسطة. تمكن هذه العملية من معرفة التلميذ الجيد من الضعيف، ووضع برنامج يسمح لهذا الأخير بتحسين مستواه التعليمي حتى يتم تأهيله وتحضيره لامتحان التعليم المتوسط. هذه المتابعة تسمح بمرافقة دقيقة ترصد مكامن القوة والضعف. هي مرحلة مفصلية في تأهيله لاحقا لامتحان البكالوريا.. تاجر خير الدين، أستاذ بثانوية 20 أوت 1956 بتيزي وزو: أحسن استثمار بالنسبة للعائلة هو تعليم الأبناء أكد السيد تاجر خير الدين، أستاذ في مادة العلوم الإسلامية في ثانوية 20 أوت 1956 بمدينة تيزي وزو وهو والد التلميذة تاجر أمينة المتفوقة الثانية في شهادة البكالوريا، أكد أن أحسن استثمار بالنسبة للعائلة هو تعليم الأبناء. الأولياء لا يترددون في بذل أي جهد أو صرف أي سنتيم من أجل فرحة النجاح التي تنسيهم صعوبة توفير المال بسبب وضعهم المادي ووقتهم الذي قضوه في متابعة أبنائهم. وبالنسبة لاحتفاظ تيزي وزو بالمراتب الأولى في الامتحانات الرسمية للمرة الثامنة على التوالي، يقول الأستاذ تاجر إن السبب يرجع إلى عاملين؛ أحدهما يتوقف على الأساتذة الذين يتميزون بحرصهم الشديد على إتقان مهمتهم، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين الأستاذ الذي يتمتع بالخبرة، والآخر المتخرج حديثا الذي يفتقد إلى الممارسة والتجربة. غير أن هذا الأخير يتعلم مع الوقت من زملائه، ليساهم هو الآخر في تدعيم وتوسيع نطاق النجاح. أما العامل الثاني فيتعلق بالدور الكبير الذي يلعبه الأولياء؛ قال: "الأولياء لا يملون ولا يكلون من أجل توفير الظروف الأنسب لأبنائهم حتى يحققوا نتائج مميزة في دراستهم، خاصة الأم التي تكون على اتصال مباشر بالأساتذة حتى تطّلع وبشكل مستمر على مستوى ونتائج ابنها. هذه الرغبة من الأولياء في نجاح أبنائهم وحرصهم على مرافقتهم بشكل مستمر، زادت من ثقة الأساتذة الذين لم يبخلوا في تكريس وقتهم لرفع المستوى الدراسي للتلاميذ، قال: "اهتمام الجميع بمستقبل أبنائهم وفي جميع الأطوار، هو التفسير الأنسب للنتائج المحققة وللنجاحات المتتالية لتيزي وزو، التي تُعتبر فخرا بالنسبة للولاية". في حديثه عن نجاح ابنته أمينة قال السيد تاجر، إنه كان حريصا على متابعة دراسة ابنته بشكل مستمر، مؤكدا أنه لم يبخل عن بذل أي جهد لمساعدتها في مشوارها الدراسي، خاصة فيما يتعلق بتوفير الكتب بمختلف عناوينها التي استغلتها في التحضير لهذا الامتحان المصيري، مضيفا أن العائلة بأكملها من كبيرها إلى صغيرها عاشت لحظات قلق صعبة طيلة السنة الدراسية، لكن بعد الإعلان عن النتائج كانت الفرحة كبيرة. مازني طاهر (مدير ثانوية أعمر تومي بتيقزيرت / المرتبة الثانية ولائيا) النتائج المحققة في الأطوار الثلاثة ثمار جهود مشتركة يرى السيد مازني طاهر (مدير ثانوية أعمر تومي لتيقزيرت / حوالي 50 كلم شمال ولاية تيزي وزو)، أن احتفاظ الولاية للمرة الثامنة على التوالي بالمراتب الأولى في نتائج امتحانات الأطوار التعليمية الثلاثة، "جدير بالثناء"، مشيرا إلى أنها نتيجة جهود مشتركة بما فيها مديرية التربية، التي وضعت إمكانيات كثيرة وهامة؛ كون ولاية تيزي وزو مختلفة مقارنة بالولايات الأخرى، على اعتبارها ولاية جبلية، تتميز بتضاريس وعرة من الصعب القيام بعمل متناسق. وكعملية مقارنة بسيطة بين تلاميذ منطقة عين الحمام التي تتميز بالثلوج والظروف المناخية الصعبة وزملائهم من التلاميذ الذين يدرسون بمدينة تيزي وزو، نلاحظ الفوارق والصعوبات. ظروف التمدرس مختلفة؛ الأمر يتطلب عملا كبيرا وجهودا أكبر، منوها بعمل المديرية، التي منحت المؤسسات كل الإمكانيات المناسبة، خاصة في السنوات الأخيرة. السيد مازني لم ينس الدور والجهد الكبير للأساتذة الذين لعبوا دورا كبيرا في النتائج المحققة بالولاية، مبرزا أن قطاع التربية لتيزي وزو يضم فرقا بيداغوجية يمكن الاعتماد عليها، أو جهود ودور الأولياء الذين يتابعون أبناءهم باستمرار، معتبرا أن النتائج المحققة التي مست كل الأطوار هي ثمرة مجهود جماعي؛ لأنه من غير العادي أن يثمر الطور الابتدائي نتائج جيدة، ثم نفس التلاميذ عند التحاقهم بالطور المتوسط لا يحصلون على نتائج جيدة، قائلا: "النتيجة المحققة هي تواصل منطقي لكل الجهود المبذولة". النجاح في الطور الابتدائي يتبعه نجاح في المتوسط وآخر في الثانوي؛ لأن القاعدة المتينة أكيد تكون نتيجتها في الأخير التفوق، قائلا: "النجاحات المحققة كانت بفضل العمل المشترك بدءا من مدير التربية، وصولا إلى التلميذ الذي يُعد المحور الأساس". بالنسبة لحصول ثانوية أعمر تومي لمدينة تيقزيرت على المرتبة الثانية في ترتيب المؤسسات على نسبة نجاح قدرها 82.32 بالمائة، قال السيد مازني إن هذه النتيجة كانت منتظرة من طرف الإدارة بعد العمل الذي أُنجز بفضل "مشروع المدرسة ". تم القيام بتقويم تشخيصي عبر التكفل بالتلاميذ الضعفاء في بعض المواد، الذين مكّنهم برنامج "المعالجة البيداغوجية" من رفع مستواهم الدراسي. النسبة المحققة ستعطي فرصة للراسبين لإعادة اجتياز امتحان البكالوريا في قسم عاديٍّ؛ المؤسسة تتوفر بفضل هذه النتيجة على عدد كبير من المقاعد البيداغوجية الشاغرة.