ينتظر أن تحتضن الجزائر شهر سبتمبر القادم، ندوة دولية حول الديمقراطية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب، بهدف وضع تصور دولي شامل من أجل الحد من انتشار مثل هذه الظاهرة الخطيرة. وقال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل في كلمة خلال أشغال الجلسة المغلقة لاجتماع وزراء الشؤون الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي تنطلق اليوم بالعاصمة الموريتانية، إن "الجزائر وعملا بمنهجها التضامني كانت ولا تزال شريك دائم الالتزام في مساندة الدول العربية التي تمر بأوضاع صعبة وتضع خبراتها المعترف بها دوليا في مجال مكافحة الإرهاب التي اكتسبتها بحكم التجربة المريرة التي مرت بها خلال العشرية السوداء، موازاة مع رغبتها في تقاسم التجارب الناجحة مع الأشقاء في هذا المجال". وأضاف أن "محاربة التطرف والإرهاب مسؤولية جماعية تقتضي منا إعداد إستراتيجية تشمل الأبعاد التربوية والدينية والاجتماعية والتنموية وإعلاء قيم الحوار والمصالحة الوطنية، إلى جانب الأبعاد الأمنية للقضاء على هذه الآفة التي أصبحت تهدد أمن واستقرار العديد من بلداننا". وهو ما جعله يؤكد بخصوص النزاعات التي تعرفها بعض الدول العربية على ضرورة انتهاج الحل السياسي واعتماد الحوار عبر المصالحة الوطنية التي كانت الجزائر السبّاقة لاعتمادها وأثبتت نجاعتها وأصبحت مرجعا يقتدى به ليس فقط إقليميا بل على المستوى الدولي. ولأن التجربة الجزائرية كانت ناجحة بامتياز، فقد اعتمدتها دول أخرى على غرار تونس التي استطاعت رغم الصعاب التي تواجهها الوصول إلى بر الأمان بعد أن عصفت بها رياح ما اصطلح على تسميته ب«الربيع العربي" وكادت ترمي بها إلى هاوية الفوضى الأمنية العارمة، ونفس الشيء مع الجارة الجنوبية مالي التي تمشي على نفس الخطى لإحلال مصالحة وطنية حقيقية حفاظا على وحدة الشعب والبلاد. وتتمسك الجزائر بالخيار السلمي والمصالحة بين أفراد الشعب الواحد ورفض التدخل الأجنبي في شؤون الدول ضمن مبدأ واضح لاحتواء مختلف الأزمات التي تتخبط فيها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها ليبيا التي لا تزال تواجه فوضى عارمة. وهو السياق الذي تم فيه اللقاء بين مساهل ووزير خارجية حكومة الوفاق الليبية، محمد سيالة على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة الموريتانية نواقشوط، والذي تناول تطورات الأزمة الليبية والمساعي الجزائرية المستمرة لحلها بالطرق السلمية وانتهاج أسلوب الحوار الذي طالما نادت ولا تزال تنادي به الجزائر. وجدد عبد القادر مساهل التأكيد على موقف الجزائر الداعم لكل الجهود الهادفة إلى استقرار الوضع في ليبيا سواء من خلال اللقاءات والتنسيق الثنائي أو في إطار اجتماعات دول الجوار والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بهذا البلد الشقيق. من جانبه، قال الوزير الليبي إن اللقاء يدخل في إطار المشاورات وتنسيق اللقاءات المستمرة بين البلدين وخاصة في اجتماعات اللقاءات مثل اجتماع أول أمس خدمة لمصلحة البلدين والقضايا التي تهم المنطقة العربية. وأكد الوزير الليبي أن بلاده ترفض التدخل الأجنبي مهما كان نوعه ولا يمكن للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني أن يقبلا بتواجد أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية... وأن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لم يطلب أي تدخل عسكري عربي أو دولي في ليبيا في إشارة الى إدانة المجلس الرئاسي للتدخل العسكري الفرنسي بمدينة بنغازي شرق ليبيا.