قال المخرج مرزاق علواش، صاحب فيلم "عمر قتلاتو" خلال تصريحه ل«المساء"، أن اهتمام الجمهور بما يقدمه من إنتاج سينمائي دليل نجاحه في مهمته، مضيفا أنه يقدم أعمالا وفق قناعاته الشخصية، عكس المخرجين الشباب الذين يتأثرون بموجة العصر في طرحهم للقضايا. وأرجع المخرج الجزائري مرزاق علواش على هامش تكريمه أمس، بقاعة سينما "السعادة" بوهران من قبل محافظة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، أن سبب مهاجمته لأعماله السينمائية هو محاكاتها للواقع الجزائري بسلبياته وإيجابياته، مؤكدا في السياق ذاته، على كونه مخرج سينمائي وليس عالم اجتماع، كما أنه يحاول أن يبرز مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر ومن بينها الوضع الراهن الذي لا يدعو إلى صنع الكوميديا. كما أبدى المخرج أسفه وألمه للوضع الذي آلت إليه السينما الجزائرية، حيث أصبح الجمهور لا يظهر إلا في مثل هذه المواعيد السينمائية التي تعد على أصابع اليد الواحدة، حيث تفتح أمامه قاعات السينما ثم تغلق باقي شهور السنة مثلما يحدث بوهران، داعيا إلى العمل على إعادة إحياء ثقافة السينما لدى المواطن الجزائري من خلال فتح هذه الفضاءات أمامه طوال شهور السنة، وهذا عبر الاستعانة بالأرشيف الجزائري لعرض الأفلام. وحث مخرج فيلم "عمر قتلاتو" على دور وزارة التربية الوطنية في تربية النشء على حب السينما من خلال تنظيم زيارات للتلاميذ نحو قاعات العرض، فيما اقترح إنجاز قاعات عروض متعددة الاستعمال كما هو معمول به في دول أوروبا وأمريكا، تسمح بعرض أكبر العدد من الأفلام السينمائية على مدار السنة. كما لم يستبعد المخرج، إمكانية إنتاج فيلم سينمائي بمستوى فيلم "عمر قتلاتو"، من خلال توجهه لإنتاج الأفلام التي تمول نفسها عبر شباك التذاكر وكذا تفادي الدخول المجاني والاعتماد على التوزيع . فيما رفض مرزاق علواش التعاون مع ممثلي التلفزيون لأنهم حسبه يفضلون الأدوار السهلة والبسيطة، ليتجه نحو الاستعانة بممثلين متخرجين من معاهد التمثيل عن طريق الكاستنيغ الذي يقوم به، كاشفا في السياق ذاته على تحضير مشروع عمل سينمائي جديد رفض الإفصاح عنه. من جهته، ثمن بطل فيلم "عمر قتلاتو"، الممثل بوعلام بناني، تكريم أحد قامات السينما الجزائرية المخرج مرزاق علواش، الذي قدم رصيدا ثريا من الإنتاج السينمائي وحصد من خلاله العديد من الجوائز في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية. كما برر غيابه عن الساحة الفنية، بقوله "لايوجد سبب يدعوني للبقاء بعد تدهور قطاع السينما، والهجرة كانت خيارا شخصيا ومهنيا بعد تردي الوضع الثقافي في الجزائر، وما كنت لأغادر لو توفرت فرص العمل باحترافية".