دعا مجلس الأمن الدولي أمس، طرفي النزاع في الصحراء الغربية، جبهة البوليزاريو والمغرب إلى استئناف المفاوضات من أجل تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال السفير الياباني كورو بيسو الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن إن "أعضاء المجلس أكدوا على أهمية استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع بهدف التوصل إلى حل سياسي يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأضاف أنه تم إطلاع المجلس على استئناف بعثة الأممالمتحدة لتقرير المصير في الصحراء الغربية مهامها طبقا لنص اللائحة الأممية 2285 التي صادق عليها مجلس الأمن نهاية شهر أفريل الماضي. وقال كورو بيسو بعد لقاء تقييمي عقده مع هيرفي لادسوس، الأمين العام المساعد المكلف بعمليات حفظ السلم، تناول مستقبل بعثة "مينورسو" أن الدول الأعضاء أجمعوا على أهمية بعث المسار السياسي في الصحراء الغربية. يذكر أن لائحة مجلس الأمن منحت المغرب مهلة ثلاثة أشهر لتمكين موظفي هذه البعثة من العودة إلى مقر عملهم في مدينة العيون المحتلة بعد قرارها بطردهم شهر مارس بدعوى الاحتجاج على تصريحات بان كي مون خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين بداية شهر مارس والتي وصف خلالها ما يعانيه الشعب الصحراوي ب«الاحتلال". وقال الدبلوماسي الياباني إنه لم يتم تحديد أي تاريخ لعودة الفرق الأخرى من الموظفين المدنيين للبعثة بعد أن التحق 25 عضوا مدنيا فقط من مجموع 85 موظفا الذين طردهم المغرب من مناصبهم في مدينة العيون، وهو ما جعل الأمين العام الأممي يؤكد أن "البعثة لم تستعد بعد نشاطاتها كليا". وأعرب مجلس الأمن عن "أمله في أن تستعيد بعثة "مينورسو" نشاطاتها في أقرب الآجال"، مضيفا أن أعضاءه اعتبروا من الضروري تمكين البعثة من ممارسة مهامها كاملة من جديد. وقال كورو بيسو إن مجلس الأمن سيواصل متابعة تطورات قضية عودة موظفي بعثة "مينورسو" والعدد اللازم لقيام البعثة بالمهام المنوطة بها. وجاء تحرك الهيئة الأممية ثلاثة أيام منذ أن بعثت جبهة البوليزاريو برسالة إلى الأممالمتحدة طالبتها بتبني مقاربة إستعجالية لاستئناف فوري لمسار المفاوضات المتعثر منذ عدة سنوات بسبب سياسة التسويف التي ينتهجها المحتل المغربي ربحا للوقت. ونددت جبهة البوليزاريو في رسالة بعثت بها إلى مجلس الأمن الدولي بالعقبات التي يضعها المغرب أمام المسار الأممي من خلال عرقلة انعقاد الجولة الخامسة للمفاوضات رغم أنها متضمنة في القرار 2285 التي صادق عليها مجلس الأمن نهاية شهر أفريل الماضي الذي يمدد عهدة "مينورسو" إلى غاية مارس من العام القادم. وقال السفير الياباني إن أعضاء المجلس أجمعوا على ضرورة استئناف المحادثات والمشاورات للتوصل إلى حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.