يعاني سكان حي 162 مسكنا ببوشاوي 3 بالشراقة، منذ أكثر من أسبوع مشكل انقطاع المياه الصالحة للشرب، حيث أوضح بعضهم ل«المساء" أن المياه لم تزر حنفياتهم إلا ساعتين طيلة هذه الفترة، وفي عز فصل الحر الذي يزيد فيه الطلب على هذه المادة الحيوية، رغم تطمينات السلطات المعنية وتأكيدها على إنهاء هذا المشكل بالعاصمة وخاصة بالجهة الغربية منها. وذكر المشتكون أن حيهم لا يزال يواجه هذا المشكل الذي أرهقهم كثيرا، والذي جعلهم يلجؤون لحلول مؤقتة في انتظار حل المشكل نهائيا، حيث يضطرون لجلب الماء في دلاء من مسافات بعيدة لسد ولو القليل من حاجياتهم، خاصة في هذه الأيام شديدة الحرارة التي تتطلب وفرة في هذه المادة الحيوية. وما زاد من قلق هؤلاء هو توفر الماء وبغزارة عند أصحاب الفيلات القريبة منهم، بينما اضطر عدد منهم إلى مغادرة منازلهم واللجوء إلى الأقارب، بسبب عدم قدرتهم على مواجهة جفاف الحنفيات، خاصة بالنسبة لبعض العائلات كثيرة العدد، التي لا يمكنها جلب الماء من الأحياء المجاورة أو المسجد، والاستعانة بقنينات المياه المعدنية التي زادت من مصاريفهم اليومية ولا تسد حاجياتهم. وقد تحولت ظاهرة جفاف الحنفيات إلى أزمة حادة وهاجس أرق حياة سكان هذا الحي الذين يحلمون بتوفر المياه في بيوتهم مثلهم مثل العديد من سكان العاصمة، حيث كان الماء يأتيهم بصفة متقطعة وأثناء الفترة الليلية خلال شهر رمضان، غير أن فرحتهم لم تدم طويلا، ليعود المشكل من جديد، دون أن تتدخل الجهات المعنية لحل المشكل بصفة مستعجلة، خاصة أن الأمر يتعلق بمادة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها سواء في الصيف أو باقي فصول السنة. وأكد عدد من السكان القاطنين على مستوى حي بوشاوي 3، أن وضعية غياب المياه يشهدها حيهم منذ أعوام، رغم الشكاوي العديدة المرفوعة للسلطات المعنية، من أجل إيجاد حل نهائي لهذا المشكل الذي يتكرر، محدثا قلقا واضطرابا لدى أغلب السكان، مشيرين إلى أنهم يعيشون وضعا صعبا، خاصة هذه الأيام التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، حيث عبّر جل محدثينا عن متاعبهم نتيجة لرحلة البحث عن هذه المادة والتنقل إلى الأحياء المجاورة لملء الدلاء أواقتناء المياه المعدنية، خاصة القاطنين بالطوابق العليا للعمارات. وفي هذا السياق، أضاف محدثونا أن الماء وإن وجد في الحنفيات فإنه لا يكفي بسبب ضعف تدفقه، خاصة مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما يحرم جل العائلات من هذه المادة الحيوية، التي لا تصل في أغلب الأحيان إلا للطابق الأول وبكميات قليلة جدا، مطالبين السلطات الوصية بالرفع من نسبة التدفق. يذكر أن مدير الري لولاية الجزائر، إسماعيل عميروش كان قد أكد ل«المساء"، أن مشكل انقطاع مياه الشرب لن يطرح بالعاصمة خلال فصل الصيف، وطمأن سكان العديد من البلديات أن توزيع مياه الشرب سيكون عاديا، حتى بالنسبة للبلديات التي كانت تعاني من هذا المشكل بحدة في السنوات الماضية، بالنظر إلى أهمية هذه المادة الحيوية خاصة خلال فترة الصيف، التي تزيد فيها نسبة الاستهلاك اليومي للعائلات، و أنه سوف لن يكون هناك انقطاع في التزود بالماء إذا لم تحدث أعطاب فجائية، وهو عكس ما تعيشه العائلات بحي 162 مسكنا ببوشاوي3، الذي تجاهلتهم أيضا مؤسسة توزيع وتطهير المياه للعاصمة "سيال"، التي كانت في السابق تتخذ حلولا مؤقتة، من خلال توفير صهريج مياه، غير أنها لم تبال هذه المرة بمعاناتهم.