أحصت ولاية وهران ما لا يقل عن 150 تجمعا سكنيا فوضويا، ومن ثم يصبح القضاء على هذه الظاهرة السلبية بمثابة التحدي الحقيقي لمسؤولي الولاية ومسيري هذا القطاع الحساس. ولاية وهران التي استفادت من برامج سكنية عديدة ومتنوعة خلال السنوات الماضية، تمكنت من ترحيل وإسكان أكثر من 10 آلاف مواطن خلال العامين الماضي والحالي، في عمليات ترحيل كبيرة سخّرت لها السلطات العمومية المحلية الكثير من الوسائل والعتاد حتى تتم العمليات كلها في ظروف جيدة، إلا أن الظاهر أن الأمور بقيت تراوح مكانها رغم إنجاز الكثير من الأحياء السكنية الحضرية والأقطاب الكبيرة، كما هو الشأن على مستوى بلديات وادي تليلات وقديل وبلقايد بالجهة الشرقية لمدينة وهران. ففي دراسة أكاديمية ميدانية تم عرضها مؤخرا خلال يوم دراسي بولاية وهران حول هذا الموضوع الحساس، أكد الكثير من المتدخلين الجامعيين والباحثين المهتمين بالموضوع، أن الأحياء القصديرية تضاعفت خلال الأعوام الأخيرة إلى درجة تسجيل ما لا يقل عن 150 حيا فوضويا على مستوى الولاية، التهمت ما لا يقل عن ألف هكتار من الأراضي. وفي هذا الصدد تشير الإحصائيات الرسمية على مستوى مديريتي السكن والعمران وديوان الترقية والتسيير العقاري في هذا الموضوع، إلى الوجود الفعلي لأزيد من 100 حي فوضوي تتسع يوميا لتشمل عددا جديدا خاصة على مستوى بلديتي وهران والسانيا، اللتين تعرفان العديد من حالات التوسع الفوضوي، بحيث تم إحصاء 32 موقعا على مستوى مختلف أحياء بلدية وهران، يأتي في مقدمتها حي الصنوبر وشاباط ورأس العين وكوشة الجير ودواوير الشاطو والتيارتية بالقطاع الحضري بوعمامة وغيرها، بينما تم تسجيل 60 موقعا ببلدية السانيا، وهو ما يجعل إحصاء السكنات من الأمور الصعبة كلية. وفي هذا الإطار لم تسلم أي بلدية من البلديات التي تتشكل منها ولاية وهران؛ إذ إن الأمور في استفحال بشكل كبير على مستوى بلديتي السانيا ووهران، اللتين تم على مستواهما خلال سنة 2007، إحصاء أزيد من 18 ألف مسكن فوضوي؛ بحيث زحف الإسمنت على كافة الأحراش المجاورة لحي اللوز على سبيل المثال، وأحياء الحاسي والروشي وغيرها. والملاحظ أن كافة هذه الأحياء الفوضوية توسعت مع الوقت لتصبح أحياء سكنية قائمة تعمل السلطات العمومية على إزالتها بشكل تدريجي؛ من خلال مختلف البرامج السكنية التي يتم إنجازها في هذا المجال؛ حتى تصبح ولاية وهران في حدود 2019 ثاني ولاية خالية من المساكن القصديرية بعد الجزائر العاصمة.