لا تزال الطبيعة تلهم الكثير من الباحثين وخبراء التجميل، فبعد استغلال كل الخواص العلاجية الموجودة في النبات، عاد البعض إلى البحث عن مزايا الطين، وما لم يتم اكتشافه في هذه المادة، وهو ما قام به فريد منجلي من تونس، الذي اختص في صناعة مستحضرات البشرة من أنواع الطين. تتعدد الماركات العالمية التي اختصت في صناعة مستحضرات العناية بالبشرة، الأمر الذي يدخل البعض في حيرة من أمرهن عن أفضل المستحضر لاقتنائه، فيفضلن بذلك البحث في الطبيعة، وذلك لضمان عدم تأثر بشرتهن بتلك المستحضرات التي تتكون من مواد كيماوية قد تكون مضرة بالبشرة. وأشار فريد منجلي، الذي اختص في مجال المستحضرات التجميلية قبل سنتين، إلى أن الطين هو مادة طبيعية استعملتها الجدات منذ عقود للعناية بالبشرة والشعر، نظرا لفوائدها المتعددة، وعلى عكس المنتجات الصناعية، فالمواد الطبيعية ليس لها أعراض جانبية فإذا لم تفد البشرة فلن تضر بها. وأوضح المتحدث أن المرأة اليوم أصبح لديها وعي صحي كبير، جعلها تغير من أسلوب حياتها محاولة قدر الإمكان الابتعاد عن المستحضرات التي تحتوي على مكونات نجهل أعراضها الجانبية على المدى البعيد، فقد أثبتت دراسات متعددة أن المستحضرات الصناعية التي تؤثر على البشرة غالبيتها تعجل بظهور التجاعيد في سن مبكرة. ففي الوقت الحالي أصبح الاتجاه نحو مكونات البيئة أمراً شائعا وفعالا في الوقت نفسه، علاوة على ذلك، صار الوعي بأهمية الاعتماد على الطبيعة كونها جزءا مهما من حياة كل فرد بمختلف الطبقات الاجتماعية التي ينتمي إليها، بات يفضل المواد الطبيعية بعدما تم الإقرار أن المكونات الصناعية هي السبب وراء العديد من السرطانات التي ظهرت في السنوات الأخيرة بشكل مخيف ومثير للقلق. وهذا الاهتمام بدأ من المرأة البسيطة من الطبقة المتوسطة إلى أشهر الشخصيات في المجتمع. عن أنواع الطين يقول المتحدث، أن تلك المادة غنية بالمعادن كالحديد والكالسيوم والفوسفور والنحاس وكلها عناصر مفيدة للبشرة والشعر، ويختلف لون الطين باختلاف مكوناته وخصائصه، وتشتهر تونس بإقبال المجتمع بشكل ملفت للانتباه على هذا المستحضر التجميلي الطبيعي، نظرا لمنافعه الكثيرة. وأشهر أنواع الطين هو الأخضر، لما يحتوي عليه من أوكسيد الماغنسيوم، الذي يعمل على تطهير البشرة وامتصاص الدهون منها، كما أنه فعال للبشرة الدهنية، إلى جانب الطين الأحمر، الغنى بأكسيد الحديد الذي يساعد على تجديد خلايا البشرة ويلائم البشرة الجافة. أما الطين الأبيض، فهو غني برمل الصوان، وهو من أحسن الأقنعة بالنسبة للبشرة الحساسة والذين يعانون مشاكل في البشرة كالحبوب، فإنه يساعد على إعادة الأملاح والتخلص من السموم، فيما يتميز الطين الأصفر بغناه بالأملاح ما يساعد على إعادة الأوكسجين للبشرة، مما يجعله الأنسب للبشرة المجهدة التي تظهر عليها علامات التعب والإرهاق. ويلائم الطين الأزرق جميع أنواع البشرة، لما له من خصائص مطهرة تمنح للبشرة النضارة والصفاء. وأضاف المتحدث أن فوائد الطين لا تقتصر على تجميل البشرة، فقد أثبتت الدراسات الحديثة والقديمة أنه مفيد للشعر، وعلى هذا الأساس يعرض المختص في صناعة مستحضرات الطين تشكيلة كبيرة من الشامبوهات التي تعالج الشعر التالف.