كشف البروفيسور عبد الكريم سوكحال أن 15 بالمائة من المرضى الذين يتلقون علاجا بالمستشفيات يصابون بعدة أمراض معدية والتهابات بسبب قلة النظافة في قاعات العلاج والجراحة، ليوجه دعوة لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لتشديد الرقابة والحرص على تعقيم قاعات العلاج. دق المختص في علم الأوبئة، عبد الكريم سوكحال، ناقوس الخطر بعد تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بعدة أمراض معدية وسط المرضى الذين تلقوا العلاج عبر عدد من المؤسسات الاستشفائية، مرجعا سبب الإصابة بالتهابات سواء في الجلد أو باقي الأعضاء، إلى غياب شروط النظافة داخل قاعات العلاج. وطالب المختص وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بتشديد الرقابة والحرص على تشكيل فرق خاصة بالنظافة يتم تكوينها مسبقا، مشيرا إلى أن استعمال أنواع معينة من المنظفات وتخصيص عاملات نظافة لتطهير قاعات العلاج، خاصة تلك المخصصة لإعداد العمليات الجراحية، لا يكفي للقضاء على الجراثيم التي تتكاثر في المحيط اللااستشفائي، وعليه وجب تحديد مقاييس علمية لضمان نظافة المحيط الاستشفائي. كما أرجع البروفيسور سبب تكاثر الجراثيم المعدية بقاعات العلاج التابعة للقطاع العام أو الخاص، إلى غياب تجهيزات التعقيم الخاصة بمعدات الجراحة والعلاج، بالإضافة إلى لجوء إدارة المستشفى لعقد صفقات مع مؤسسات خاصة لتنظيم مختلف المصالح الاستشفائية من دون تكوين مسبق ولا رقابة دورية لنوعية الخدمات المقدمة. من جهتهم، أجمع العديد من المواطنين الذين كانت لهم فرصة زيارة أقارب لهم بالمستشفى على تسجيل العديد من النقائص بخصوص نظافة أماكن العلاج، فغالبا ما يجدون حشرات بالقاعات وغرف المرضى، ناهيك عن إهمال نظافة المريض الذي يجد صعوبة كبيرة في التنقل إلى دورة المياه أو تغيير ملابسه، وهو ما يجبر عائلته على تخصيص مرافق له للسهر على نظافة جسمه، مع اقتناء مواد تطهير لتنظيف البلاط ودور المياه التي يرتادها المريض لضمان عدم إصابته بالعدوى. من بين المصالح التي تعرف نقائص كبيرة في النظافة مصلحة التوليد والأمومة، وحسب تصريح البروفيسور سوكحال فإن ارتفاع عدد عمليات التوليد يزيد من درجة تلوث المصلحة، وهو ما يجعلها مصنفة ضمن المصالح الأكثر عرضة للإصابة بعدة التهابات تمس الأم والمولود على حد سواء، مستدلا في حديثه بعدد المريضات اللائي يلجأن لقسم علم الأوبئة بالمؤسسة الاستشفائية حساني اسعد ببني مسوس بغرض العلاج بعد إصابتهن بعدوى بمصلحة التوليد، مؤكدا أن توقعات الإصابة في هذه المصالح ترتفع لأكثر من 18 بالمائة خاصة بالنسبة للمؤسسات الاستشفائية بالمناطق الداخلية والجنوب الكبير، مع العلم أن نسبة الإصابة بالتهابات في الوسط الاستشفائي عبر الدول المتطورة تتراوح بين 1 و 8 بالمائة . من جهة أخرى، تطرق المختص إلى حالات إصابة مرضى السرطان بحروق بليغة عند تلقى العلاج الكيميائي، وهو ما اعتبره خطأ فادحا من طرف الفريق المعالج ويستوجب تدخلا عاجلا للوصاية لتحديد القواعد الصحية السليمة لمثل هذا العلاج مع تحديد النقائص، مشيرا إلى أن هذه الفئة من المرضى تعاني من نقص المناعة ما يجعلها عرضة للإصابة بعدة أمراض في حالة عدم توفير شروط النظافة.