ّيتنقل اليوم قرابة 200 حاج جزائري من المطار الدولي هواري بومدين في أول رحلة للبقاع المقدسة تحسبا لموسم الحج، وسيكون كل من وزيري الشؤون الدينية والأوقاف والداخلية والجماعات المحلية في توديع الحجاج الذين استفادوا هذه السنة من عدة تسهيلات في مجال الحجز الالكتروني واختيار مكان الإقامة، بالإضافة إلى إتمام كل معاملات شرطة الحدود عن بعد، وعليه فإن كل حاج يصل بهو المطار المخصص للحجاج يتنقل إلى قاعة الركوب ليجد في انتظاره المرشدين وممثلي الحماية المدنية والبعثة الطبية . أكد رئيس الفرقة الثانية لشرطة الحدود الجوية لمطار هواري بومدين عميد أول للشرطة حساين لحسن أمس أن مصالحه تحرص هذه السنة على تسهيل إجراءات تنقل حجاجنا الميامين، وذلك من خلال تجنيد عدد كاف من أعوان الشرطة لتوجيه الحاج فور وصوله إلى المطار للقاعة المخصصة للركوب، وبعين المكان يتم تسليم جوازات السفر وبطاقات الركوب مع توعية الحجاج بالأشياء المسموح حملها على متن الطائرة . كما تطرق ممثل شرطة الحدود إلى تخصيص رواق أخضر لتسهيل عبور الحجاج من كبار السن، مع تخصيص ثلاثة شبابيك لمراقبة البضائع عبر أجهزة السكانير، في حين تقرر تعزيز تشكيلات شرطة المرور في محيط المطار لتسهيل حركة السير وتدعيم الحزام الأمني . وبمناسبة تنظيم أول رحلة للوفد المرافق للحجاج أمس من مطار هواري بومدين، وهي المكونة من 167 عضوا يمثلون البعثة الطبية، الحماية المدنية والمرشدين الدينين، أعرب المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد يوسف عزوزة عن ارتياحه لظروف تنظيم موسم الحج هذه السنة والذي شهد تنسيق ما بين مختلف المصالح لضمان تنفيذ شعار "حج الكرامة"، وهو ما يسمح للحاج بالاهتمام بالجانب الروحاني والديني فقط في حين هناك جهات أخرى تتكفل بكل ما له علاقة بالجانب الإداري والصحي، وعليه فإن الحاج لن يقضي وقتا طويلا بالمطار قبل صعوده على متن الطائرة . السلطات السعودية تخصصّ سوارا خاصا لكلّ الحجّاج وعن المهمة الموكلة لأعضاء البعثة الذين تنقلوا إلى البقاع المقدسة أمس أشار عزوزة إلى أنهم سيسهرون اليوم على استقبال أولى وفود الحجاج وتوجيههم إلى مساكنهم، كما سيقومون بتوزيع أساور خاصة غير قابلة للتلف خصصتها السلطات السعودية هذه السنة لكل حجاج بيت الله الحرام لتسهيل عملية التعرف عليهم. أما فيما يخص خدمة "السوار الالكتروني" الذي خصصه الديوان هذه السنة ل500 حاج، أكد المدير في تصريح ل« المساء" أن الخدمة تجريبية تطمح من خلالها وزارة الشؤون الدينية إلى عصرنة عمليات تنظيم الحج مستقبلا، وقد تم انتقاء عدد معين من الحجاج ممن ثبت إصابتهم بأمراض مزمنة ووزعت عليهم التجهيزات الجديدة التي هي عبارة عن هبة من أحد المتعاملين الخواص في مجال إنتاج وتسويق منتجات الكرتونية، وهي مجهزة بشريحة "سيم" للمتعامل "موبيليس" حملت عليها الملفات الصحية للحاج . من جهته صرح ممثل بعثة الحماية المدنية الملازم الأول بن أمزال زوهير ل«المساء" أن الحاج عند تنقله لأداء مناسك الحج يدخل في إطار روحاني يجعله يهمل الجانب الصحي والوقائي، لذلك يسهر عون الحماية المدنية على مرافقته والسهر على سلامته خاصة وأن موسم الحج هذه السنة تزامن مع موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وعليه سنحرص على تحسيس الحاج بضرورة شرب كميات كبيرة من المياه ووضع المضلات وعدم الخروج أوقات الحر الشديد . وبخصوص عدد أفراد الحماية المدنية المشاركون هذه السنة في البعثة كشف ملازم أول بن أمزال أن عددهم بلغ 175 عونا سيتنقلون للبقاع المقدسة في أفواج، على أن يتم تخصيص مرافقين من الحماية المدنية لكل الرحلات سواء تلك التي تنطلق من مطار العاصمة أو مطارات كل من عنابة، قسنيطنة، وهران وورقلة . أما ممثل البعثة الصحية الطبيب محمد درايفي فقد أكد من جهته جاهزية الفريق الطبي الجزائري المكون من 115 عضوا يمثلون الأطباء في كل الاختصاصات، الصيادلة ومختصين في التخذير والطاقم الإداري. مشيرا إلى فتح مستشفي مركزي بمكة المكرمة خاص بالبعثة الجزائرية، مع فتح وحدات صحية بكل من جدة والمدينة المنورة مجهزة بعتاد طبي متخصص وأكثر من 5 أطنان من مختلف أنواع الأدوية . كما تقرر هذه السنة فتح مصالح طبية مصغرة عبر أربع فنادق من أصل 10 فنادق مخصص للحجاج الجزائريين، تم انتقاؤها بالتنسيق مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالنظر إلى عدد الحجاج ووضعيتهم الصحية، كما تم رفع عدد سيارات الإسعاف الخاصة بالبعثة الطبية الجزائرية إلى 5 سيارات بمكمة المكرمة وسيارتين بكل من جدة والمدينة. وقصد ضمان توفير الخدمة الصحية لكل أعضاء البعثة أشار الطبيب إلى تخصيص فرق طبية متنقلة تجوب الفنادق وتكون مدعمة بحقائب ظهر ممونة بمختلف أنواع الأدوية . وعن جديد هذه السنة تطرق ممثل البعثة إلى مشاركة الأطباء في قافلة الحج المنظم من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة، وهو ما سمح بتحسيس الحجاج المرضى بضرورة التقرب من الطبيب المعالج ومطالبته بوصف الأدوية الضرورية لكل الفترة التي يقيم بها في البقاع المقدسة، على أن يتم تقسيم هذه الأدوية على حقيبتين لضمان عدم ضياعها، مطمئنا الحجاج وذويهم بتوفير كميات كبيرة من الأدوية التي ستقدم مجانا لكل الحجاج المرضى . 40 مرشدا لحجاج ولاية غرداية أكد ممثل لوزارة الشؤون الدينية مقيم بولاية غرداية السيد زهار إبراهيم أن عدد المرشدين الذين سيرافقون حجاجنا الميادين من منطقة ميزاب هو الأكبر مقارنة بباقي ولايات الوطن، من منطلق أن بالولاية مذهبين ولكل واحد منهما عاداته وتقاليده. كما أشار زهار إلى أن مصالح الوزارة قررت رفع عدد الأئمة المرافقين لحجاج المنطقة هذه السنة ل40 مرافقا وذلك لضمان سهولة الاتصال بالحجاج من ناحية اللغة، مع توجهيهم لمواقع الإقامة عبر الأوقاف التابعة لسكان الولاية .