أكد رئيس الديوان الوطني للحج والعمرة الشيخ بربارة أمس أن جميع الظروف متوفرة لاستقبال الحجاج الجزائريين في صعيد عرفة وما بعده في أيام التشريق، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للحجاج الجزائريين الموجودين بالبقاع المقدسة بلغ ال 35660 حاجا. وأشار الشيخ بربارة في تصريح للإذاعة الوطنية إلى أن أعضاء من البعثة المرافقة للحجاج، كلفوا بمعاينة وحراسة مخيمات الحجاج الجزائريين في كل من جبل عرفات ومنطقة منى وذلك بالموازاة مع تلقين الحجاج دروسا عن كيفية أداء المناسك بطريقة صحيحة، بإشراف من المرشدين الدينيين المرافقين لهم في البقاع المقدسة. وقد عقدت البعثة الجزائرية للحج أمس اجتماعا بمكةالمكرمة مع المرشدين الدينيين للتنسيق حول مساعدة وتوعية الحجاج بالخطوات التي سيقومون بها في منى وعرفة والمزدلفة تأدية لمختلف مناسك الحج، مع الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من موسم الحج اكتملت أمس بالتحاق 35660 حاجا بمكةالمكرمة وذلك عقب وصول آخر رحلة جوية لنقل الحجاج. وفي إطار تهيئة الظروف لمباشرة المرحلة الثانية وتأمين انتقال الحجاج ووقوفهم بجبل عرفة تم تحضير الخيم التي تأوي الحجاج الجزائريين بمنى، وأعطيت أوامر صارمة لحمايتها ووضع الراية الجزائرية وعلامات خاصة لكل مخيم جزائري شملت سبعة ألوان مميزة لكل خيمة تسهل على الحجاج عملية التعرف على مكان إقامتهم. ويشرع الحجاج اليوم في أداء مناسك الحج وهو يوم التروية، حيث يتوجهون إلى منى، قبل وقوفهم غدا بعرفة في ظل تنظيم محكم تسهر على ضمانه البعثة الجزائرية التي حرصت على إبلاغ الحجاج بعدم حمل أمتعتهم المختلفة إلى عرفة، طبقا لتعليمات السلطات السعودية التي تمنع ذلك تفاديا للازدحام، مع الإشارة إلى أن البعثة الجزائرية للحج تضم إلى جانبها عناصر من الحماية المدنية، المشرفين على التدخل في حال وقوع أي طارئ وتقديم المساعدة اللازمة للحجاج، لا سيما مع تواجد نسبة معتبرة من كبار السن ضمن حجاجنا الميامين. وقد تناولت اجتماعات التنسيق التي عقدتها البعثة الجزائرية للحج مع المؤطرين والمرشدين أيضا، مختلف المسائل المتعلقة بتنظيم مرحلة ما بعد مناسك الحج، حيث تم التأكيد على ضرورة احترام الحجاج لمواعيد رحلات العودة إلى الجزائر والتي ستبدأ يوم 21 نوفمبر الجاري. وكانت بعض الرحلات الجوية من الجزائر إلى البقاع المقدسة قد عرفت في المدة الأخيرة تأخرا دام عدة ساعات، عكس ما كان عليه الأمر بالنسبة للرحلات السابقة التي احترمت مواقيتها وسهلت بذلك عملية ترحيل وإيواء الحجاج بمختلف الفنادق المهيأة لهم. كما اشتكى بعض الحجاج من الظروف الصعبة للإقامة بسبب ضيق الغرف، وذلك لعدم احترام بعض المتعاملين للحيز الواجب تخصيصه لكل حاج والمقدرة ب4 أمتار مربعة لكل حاج، حسبما أكده رئيس البعثة الجزائرية الذي توعد المتسببين بإجراءات ردعية، مسجلا من جانب آخر بعض المشاكل التي اعترضت عددا من الحجاج ومنها ضياع الأمتعة في المطارات السعودية بسبب وصول عدة رحلات في نفس الوقت. وقد تمكنت البعثة من تجاوز هذا المشكل من خلال تكفلها بإيصال تلك الأمتعة إلى أصحابها في مكة، كما تكفلت بمساعدة 71 حاجا ضيعوا أموالهم، بمنحهم 40 ريالا سعوديا يوميا لمدة 20 يوما. أما بخصوص المشاكل الصحية لحجاجنا الميامين فقد أشارت البعثة إلى وجود 19 حاجا على مستوى مستشفياتها الخاصة و8 حجاج بالمستشفيات السعودية، مع الإشارة إلى أن السلطات السعودية كانت قد أثنت على البعثة الطبية الجزائرية، لتكفلها التام بالحجاج الجزائريين والحجاج الآخرين. كما سجلت البعثة الطبية الجزائرية حالة واحدة من بين الحجاج الجزائريين أصيبت بأزمة نفسية، وهي تتلقى المتابعة المكثفة من قبل أعضاء الوحدة الصحية المتخصصين بمكةالمكرمة لتمكينها من أداء مناسك الحج في ظروف صحية جيدة، في حين تم تسجيل لغاية نهار أمس 7 وفيات من ضمن الحجاج الجزائريين، منهم 4 حالات من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج.