شدت أولى أفواج الحجاج الجزائريين أمس الرحال إلى البقاع المقدسة لأداء الركن الخامس في الإسلام، وذلك انطلاقا من مطارات قسنطينة والعاصمة ووهران وتكفلت بنقلهم الخطوط الملكية السعودية والخطوط الجوية الجزائرية. وعرف مطار محمد بوضياف بقسنطينة انطلاق أول رحلة ضمت 250 حاجا وحاجة من بين 3 آلاف حاج مبرمج سفرهم الى البقاع المقدسة من مطار قسنطينة الدولي. ويستفيد من الرحلات التي تنطلق من قسنطينة حجاج ثلاث ولايات فقط، فبالإضافة الى قسنطينة هناك ولايتا ميلة وأم البواقي، في حين تم تحويل حجاج كل من سكيكدة وسطيف الى مطار 8 ماي 1945 بعاصمة الهضاب والذين كانوا ينطلقون في السنوات الماضية من قسنطينة. وبمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة توجه فوجان من الحجاج نحو البقاع المقدسة الأول على متن الخطوط الملكية السعودية والآخر على متن الخطوط الجوية الجزائرية، واشرف على العملية وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله. كما عرف مطار السانية بوهران أمس أول رحلات ضيوف الرحمان نحو مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج حيث غادر فوج أول متكون من 200 حاج في حدود العاشرة صباحا والثاني في حدود الخامسة مساء ويتكون من 263 حاجا، وينتظر ان يسافر من مطار وهران أكثر من 7100 حاج يمثلون ولايات مستغانم وتيارت وسعيدة وتلمسان ومعسكر إضافة الى وهران. وللإشارة فقد تمت برمجة 34 رحلة انطلاقا من مطار وهران في حين تمت برمجة 12 رحلة فقط من مطار قسنطينة ويحظى مطار هواري بومدين الدولي بأكبر عدد من الرحلات. وتتكفل الخطوط الجوية الجزائرية بنقل 70 بالمائة من الحجاج، في حين تتكفل الخطوط الملكية السعودية ب30 بالمائة منهم. وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله في تصريح صحفي أمس قبل مغادرة أول فوج من العاصمة ان أولويات البعثة هي التكفل الطبي التام بكل الحجاج، موضحا ان جميع الظروف مهيأة وبخاصة ما تعلق بتوفير الرعاية الطبية قبل الذهاب الى البقاع المقدسة حيث استفاد الحجاج من تلقيح ضد الزكام العادي. وكان وزير الشؤون الدينية قد اشرف قبل أيام على لقاء تنسيقي حضره أعضاء البعثة الجزائرية وأشار الى "أن البعثة الجزائرية ستتحمل مسؤولية الحجاج في البقاع المقدسة حيث أوكلت لها مهمتان، الأولى تتعلق بمرافقة الحجاج في كل ما يحتاجون إليه "باعتبارها المأوى الذي يلجأ إليه الحاج"، وتتعلق المهمة الثانية بتمثيل الجزائر في البقاع المقدسة وذلك من خلال إعطاء المثل الأعلى في أداء المهام الموكلة لها. وكانت مديريات الشؤون الدينية والأوقاف عبر التراب الوطني قد شرعت في تنظيم سلسلة من الأيام الدراسية والتكوينية الموجهة لفائدة الحجاج عبر مختلف بلديات الولاية تحسبا لموسم الحج 2009. وخصصت هذه التظاهرات لكيفية أداء مناسك الحج وإجراءات الوقاية الصحية والاتصال والإعلام إضافة إلى قضايا فقهية وتنظيمية. وتكفل الديوان الوطني للحج والعمرة الذي يديره السيد الشيخ بربارة بالتنسيق مع وزارة الصحة بتدعيم البعثة الطبية عددا وعدة من خلال مضاعفة عدد الأطباء الذين يرافقون الحجاج، كما تم تخصيص أقنعة لكل حاج جزائري والبالغ عددهم 36 ألف حاج وتوزيع سائل غسل اليدين. وكان السيد بربارة دعا في وقت سابق خلال لقاء تنسيقي جمعه بأعضاء البعثة الجزائرية قبل مغادرة أولى أفواج الحجاج إلى تفادي أي تقصير من قبل أي عضو من البعثة بالبقاع المقدسة مبرزا أن أي تصرف غير مناسب بهذا الخصوص يؤثر على سمعة البعثة الجزائرية. وحث على ضرورة أن "يكون هناك تنسيق بين أعضاء البعثة الجزائرية وسلطات الدفاع المدني السعودية"، مشيرا إلى أن الديوان سيقوم بتوزيع خريطة طريق على أعضاء البعثة التي ينبغي عليهم اتباعها. وأشار إلى أن ما يميز البعثة الجزائرية هذه السنة هو ارتدائها للباس موحد وحملها للعلم الوطني لتسهيل عملية توجيه الحجاج التائهين إلى مقر إقامتهم أو مقر البعثة الجزائرية.