إن الزائر لعروس الشرق جيجل، أو كما أطلق عليها عازف الكمان الشهير "أنطونيو لوسيو فيلالدي" اسم ساحل الياقوت الأزرق، يجد نفسه محتارا ومخيرا بين مزيج من الغابات الخضراء التي تضم مئات أصناف النباتات وشواطئ رملية ذهبية تكسوها المضلات الملونة لراحة المصطاف، وفي كثير من الأحيان يتعانق الإثنان ليشكلا لوحة يعجز الكثير عن وصفها، كما هو الحال بجزيرة شاطئ العوانة، واحدة من المعالم السياحية التي تأسر قلب كل من زارها أول مرة. "الجزيرة" ملاذ آلاف المصطافين يوميا على بعد قرابة 1000 متر عن شاطئ العوانة الذي يحج إليه آلاف المصطافين يوميا من كل فج عميق لقضاء قسط من الراحة والاستجمام والمزدان بكل مقاييس الاحتشام والاحترام، تتربع على عرش مياه البحر الزرقاء قطعة جبلية من اليابسة مكسوة بغابات خضراء وصخور مرصعة على ضفافها، تثير انتباه كل زوار كورنيش جيجل، الذين لا يستطيعون مقاومة فضولهم الكبير لبلوغها، وهي الجزيرة التي تبحر من تطؤها قدماه إلى جو من الخيال والمتعة حتى أصبح الكثيرون يسمونها بجزيرة "الأحلام" بالعوانة. إن جمال الجزيرة، هدوءها واستراتيجية موقعها كلها أسباب اجتمعت لاستقطاب آلاف المصطافين يوميا إلى جزيرة العوانة هروبا من زحمة الشواطئ، وعيش لحظات من الخلوة والاستمتاع ترسم دون شك في ذاكرة كل زوار الجزيرة وعشاقها الذين دأبت بهم العادة على زيارة الجزيرة كل سنة. "المساء" وخلال رحلتها إلى الجزيرة، التقت فيها بعائلات من مختلف الولايات تأتى لزيارتها وأخد صور تذكارية بها، وقد أكدت عائلة من ولاية قالمة أن زيارتهم لهذه التحفة الطبيعية يكون في كل موسم اصطياف، حتى وإن كان قدومهم إلى شواطئ مجاورة كشاطئ أفتيس، الكهوف العجيبة، المنار الكبير....إلا أن هذا لا يمنع من تخصيص يوم من العطلة لزيارة الجزيرة التي تعد رونق شواطئ العوانة وملاذ المصطافين. قوارب لبلوغ الجزيرة... ومصدر رزق شباب المنطقة إن بلوغ جزيرة الأحلام بشاطئ العوانة لا يتطلب سوى امتطاء قوارب مرصوة بالشاطئ، تنتظر قدوم المصطافين لتنقلهم عبر رحلات إلى شاطئ الجزيرة، وتجد بها من الجهة الأمامية المقابلة لشاطئ العوانة رمالا ذهبية مرصعة بأنواع الأحجار البحرية وغابات خضراء تفوح منها رائحة شواء السمك ومختلف الأطعمة تحضرها بعض العائلات التي تفضل قضاء يوم كامل بالجزيرة. ومن الجهة الخلفية، حيث لا ترى سوى أبعد حدود البحر، تتزين الجزيرة بصخور كبيرة ومياه صافية يقصدها بكثرة فئة الشباب الذين يعشقون الغطس من أعالي الصخور، وبإحدى الرحلات كشف لنا أحد شباب المنطقة صاحب زورق "لبنى" عن أن الرحلة الواحدة إلى الجزيرة أصبحت تقدر ب1000 دج ذهابا وإيابا، يقوم بها أصحاب القوارب بالتناوب كل حسب دوره من الشاطئ المقابل وحتى من الشواطئ المجاورة، فهذه الخدمة المقدمة للمصطاف أصبحت مصدر رزق الشباب أصحاب الزوارق بالمنطقة. أما عن الاهتمام، فقد كشف لنا بعض الشباب عن أن هذه التحفة الطبيعية من صنع الخالق عز وجل ولا يوجد أي اهتمام خاص بها وأن آخر عملية تنظيف كانت خلال بداية موسم الاصطياف من قبل شباب المنطقة عشاق جزيرة الأحلام.