لم تمر الجولة الأولى للبطولة المحترفة الأولى "موبيليس" لكرة القدم، التي انطلقت في نهاية هذا الأسبوع، بسلام بعدما شهدت أحداثا مؤسفة في العديد من الملاعب، حيث سجلت أحداث عنف وشغب بين العديد من مناصري الأندية المتنافسة، رغم أن الموسم ما يزال في بدايته. كانت البداية خلال اللقاء المقدم الذي جمع يوم الجمعة الماضي اتحاد العاصمة بمولودية بجاية في بولوغين، بالرغم من أن المباراة لم تكن سوى افتتاحية، حيث تم طرد الأنصار البجاويين الذي تنقلوا إلى ملعب عمر حمادي من المدرجات المخصصة لهم، وهو ما نتج عنه اشتباكات بين الطرفين قبل بداية المباراة وتحطيم الحاجز الفاصل بينهما. كما شهد ملعب 20 أوت بالعناصر توقفت المباراة التي جمعت بين شباب بلوزداد ومولودية وهران بسبب اجتياح أرضية الميدان من طرف المناصرين. وكان أنصار مولودية وهران الذين غزوا ملعب 20 أوت بأعداد كبيرة، قد اقتحموا المدرجات المعروفة بال«بولاييه" والمغلقة منذ عامين بسبب لأشغال الترميم، وهو ما تسبب في تأخير إعطاء إشارة انطلاق لقاء الأكابر بنصف ساعة. نفس الشيء عرفه ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، والذي لم يسلم بدوره من ظاهرة العنف خلال "الكلاسيكو" التقليدي بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، حيث تخللته أحداث مؤسفة بالمدرجات تطلبت تدخل رجال الأمن، بعد حدوث إصابات في صفوف بعض المتفرجين. وإذا لم تكن الأحداث التي شهدها ملعب زوغاري بغيليزان بعيدة عن أحداث العنف، إلا أن الاحتجاجات الكبيرة التي كادت أن تمتد للاشتباكات كانت من بين الأحداث البعيدة كل البعد عن الرياضة، بعد أن منع الأنصار فريقهم سريع غليزان من مواجهة نادي نصر حسين داي الذي حل ضيفا عليه في افتتاح الدوري المحلي، لتلغى المواجهة في نهاية المطاف بسبب تطويق مشجعي الفريق المحلي لملعب زوقاري الطاهر منذ الصباح الباكر، مانعين الدخول للجميع (رسميون ولاعبون) للتعبير عن احتجاجهم لقرار الرابطة المحترفة لكرة القدم، بعدم تأهيل اللاعبين الجدد المستقدمين خلال هذه الصائفة. وكان السريع محل عقوبة من طرف الرابطة بسبب عدم تسويته النزاعات المالية القائمة تجاه لاعبيه القدامى طبقا لتعليمات غرفة تسوية النزاعات. أعوان الملاعب لاقوا صعوبات في القيام بمهمتهم من جهتهم أعوان الأمن الذين تم تكليفهم لتعويض الشرطة وحفظ الأمن داخل الملعب، وجدوا صعوبات جمة في القيام بمهامهم، بسبب نقص خبرتهم والتجربة في التعامل مع الأنصار، خاصة أن أغلبهم لم يستفد من التكوين والتأطير الكافي في هذا المجال، باعتبارها أول تجربة في البطولة الجزائرية، حيث عجزوا عن الوقوف في وجه العديد من أشباه الأنصار والحد من أحداث العنف والشغب. ويعتبر الملاحظون بأن هذه الأحداث لم تكن لتحدث لو تواجد رجال الأمن داخل الملاعب بأعداد كافية، ولم يكن للقرار المتخذ قبل أسابيع من طرف المسؤول الأول للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل الصدى المتوقع بعد مرور جولة واحدة من عمر البطولة المحترفة للموسم الكروي 2016-2017. ولن يفوت رؤساء الأندية الذين عبروا عن تحفظاتهم بخصوص نجاح هذه المبادرة فرصة المطالبة بإلغاء هذا القرار، وعودة رجال الأمن إلى الملاعب. وقد رفعت مباريات الجولة الأولى النقاب عن عجز الأندية المحترفة لضمان الأمن على مستوى مرافقهم الرياضية، فاسحين مجال إمكانية إعادة النظر في قراراتهم للمسؤولين، حسب العارفين بخبايا الأمور. متى ينتهي العنف في ملاعبنا؟ يبقى السؤال الذي يطرح نفسه دائما وبإلحاح؛ إلى متى ستبقى ظاهرة العنف مستفحلة في ملاعبنا والسمة البارزة في البطولة الوطنية؟ فالأمر لا يتعلق سوى بمباراة في كرة القدم التي تعد في حد ذاتها رياضة أخلاق قبل كل شيء، والموسم ما يزال في بدايته ولم تمر سوى جولة واحدة فقط، وقد شهدت أحداثا وتجاوزات خطيرة لبعض أشباه الأنصار، فكيف الحال عند المباريات الكبيرة والمصيرية؟ يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة وإيجاد الحلول الناجعة للقضاء على ظاهرة العنف بصفة نهائية، لتصبح ملاعبنا مكانا لمشاهدة اللعب الجميل والروح الرياضية لا غير.