أكد القنصل العام بليون الفرنسية، السيد عبد الكريم سراي، أن معالجة وتسليم الجوازات البيومترية تشهد وتيرة متسارعة وصلت إلى نسبة 83 بالمائة، موعزا ذلك إلى تواصل الحملات التحسيسية التي تطلقها القنصلية العامة من أجل التجاوب مع تعليمات وزارة الخارجية بخصوص تسوية ملف جواز السفر البيومتري، في ظل التسهيلات المقدمة للجالية الوطنية في الخارج في عملية استخراج الوثائق الإدارية. القنصل العام بليون قال في تصريح ل«المساء" إن العمل على تسوية ملف جواز السفر البيومتري تتم في أريحية، إذ بعد أن كانت مصالح دائرته تدرس خلال الأشهر الماضية من 500 إلى 600 ملف يوميا، أصبحت دراسة الملفات لا تتجاوز 120 ملف في اليوم. وأشار إلى أن الحملة التحسيسية التي قامت بها القنصلية الواقعة في شارع "فوبان" بوسط المدينة قد أتت بثمارها والدليل على ذلك اختفاء الطوابير الطويلة. الدبلوماسي أكد أن أبرز مشكل كانت تواجهه القنصلية هو تماطل المواطنين في سحب جوازات سفرهم، حيث يعود بعضها إلى سنتي 2013 و2014 رغم تخصيص الاثنين الذي يعد يوم عطلة نهاية الأسبوع بفرنسا، لاستقبال المواطنين لتسليم جوازاتهم. في هذا الصدد، يتم استقبال 1600 شخص يوميا من أجل إيداع ملفات استخراج جوازات السفر وفق إجراءات تنظيمية، ليتم بعد فترة زمنية قصيرة استدعاء المواطنين عبر رسائل نصية للهاتف النقال لاستلام هذه الجوازات. أكثر من ذلك، تسهر القنصلية التي تقع في أكبر المقاطعات الفرنسية والتي تعد من أنشط القنصليات الجزائرية في هذا البلد بشهادة المغتربين الذين التقتهم "المساء"، على تطبيق تعليمات وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة لتسهيل الإجراءات لصالح فئة المعوقين والمسنين وحتى الأشخاص المتواجدين في المستشفيات من خلال اعتماد برنامج أسبوعي لتنظيم هذه التنقلات. للإشارة، منطقة ليون التي تضم عددا كبيرا من أبناء الجالية الوطنية، تصنف أول منطقة بفرنسا من حيث عدد المسجلين ليس على المستوى السكاني فحسب وإنما أيضا على المستوى الاقتصادي، بالنظر إلى التنوع الاقتصادي الذي تشهده المنطقة. من جهة أخرى، عكفت مصالح وزارة الخارجية على عقد اجتماعات تنسيقية مع القناصلة العامين والقناصلة الجزائريين في فرنسا بسفارة الجزائر بباريس، خصصت لإجراء تقييم شامل لعملية إصدار جواز السفر البيومتري وما تم انجازه لحد الان . في هذا الإطار، قامت المراكز القنصلية بتبسيط الملفات بما أن المواطن الجزائري لم يعد مضطرا إرفاق بطاقة زمرة الدم. أما الأشخاص المسنين والمرضى والمعاقين فيتم التكفل بهم بشكل مختلف سواء عند التسجيل أو خلال تسليم جوازات السفر كما أن حضور الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة لم يعد ضروريا إذ أن صورة رقمية لهم كافية لدراسة ملفاتهم. بفضل نظام الإعلام الآلي الذي زودت به القنصليات ال18 وآخر لتامين المعلومات موصولا بمركز الحميز لإعداد جوازات السفر البيوميترية، فإن المدة الحالية لتسليم جوازات السفر قد أصبحت لا تتعدى 15 إلى 20 يوما في حين كانت من قبل أربعة أشهر. أما بخصوص الأشخاص الذين لا يتوفرون على جواز سفر بيوميتري وهم مضطرون للذهاب إلى الجزائر لأسباب "عاجلة" فإنه يمكن تزويدهم بجواز سفر الكتروني كإجراء تسهيلي ل«ظروف قاهرة". للإشارة، كان المركز الوطني للمستندات والوثائق المؤمنة قد أصدر خلال سنة 2015 أكثر من 900 ألف جواز بيومتري خاص بالجالية الجزائرية بالخارج. كما خصصت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الخارجية أربعة فضاءات بفرنسا مجهزة ب15 محطة متنقلة لجمع المعلومات البيومترية من أجل تخفيف الضغط عن بعض القنصليات التي تشهد اكتظاظا في عملية إيداع جمع المعلومات البيومترية.