يشارك الفنان التشكيلي الجزائري مستاري زكرياء في الدورة الثانية للقاء الدولي للفن المعاصر بتونس، الذي تدوم فعالياته إلى غاية السادس من الشهر الداخل. والفنان متحصل على جائزة علي معاشي الأولى في الفن التشكيلي. ولج الفنان الشاب مدرسة الفنون الجميلة لإثبات موهبته وتلقي التكوين، وقد شجعه والده في هذا المسار، خاصة بعد أن تيقن من موهبته وحبه الكبير للرسم، فقال له: "اِفعل ما تحب؛ فهذا هو سر النجاح". بالمقابل، قال زكرياء إن التكوين قدّم له مفتاحا، ورسم له طريقا في عالم الفن، لينتقل إلى علاقته الوطيدة برسوماته، حيث وصل إلى مرحلة أصبح يرسم فيها بحرية كبيرة، منتقيا مواضيع تمسه في الصميم، مثل الحالة المتردية التي يعيشها العالم الإسلامي وتخلي الإنسان عن إنسانيته. في إطار آخر، يشارك في هذا اللقاء الإبداعي الذي تحتضنه مدينة قفصة ومن تنظيم جمعية "المكان للفن المعاصر" بالتنسيق مع جمعية "كابسا للفن والثقافة" و"جمعية التراث اللامادي بقفصة" و"المركز الثقافي علي جيدة"، فنانون قدموا من عدة دول، وهي: الجزائر، الأرجنتين، أرمينيا، البحرين، بلاروسيا، إسبانيا، فرنسا، مصر، اليونان، جزر موريس، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، موريتانيا، فلسطين، السودان، أوكرانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، قطر، إيرلندا والإمارات العربية المتحدة. ويضم برنامج هذه التظاهرة عدة نشاطات، تتمثل في ورشات، محاضرات وسهرات موسيقية وشعرية ترافقها ورشات الإبداع، وتُعنى بمختلف التخصصات؛ كالرسم والنحت والفوتوغرافيا والغرافيتي. كما سيتم، خلال هذه الفعاليات، تكريم مبدعين كبيرين، وهما إبراهيم الضحاك، الفنان الذي يُعتبر رائد فن النحت في تونس وأحد أقطاب تجديده، وسيكون حاضرا أثناء تكريمه من خلال ملعقة ضخمة وبعض أعماله التقنية، إلى جانب عرض فيلم عن تجربته مع المخرج حميدة بن عمار. كما سيتم تكريم الفنان حميدة وحادة، وهو الفنان المختص في النسيج، والذي يعود إليه الفضل في تجديد هذا الفن وإثرائه، حيث تم اختيار مفرداته التشكيلية لتأثيث مختلف المحامل الاتصالية الخاصة بلقاء المكان للفن الحاضر. وسيتم إلقاء محاضرة للأستاذ مصطفى خنوسي، وهو الخبير الدولي والباحث المختص في التاريخ القديم وعلم الآثار، وسيكون عنوان محاضرته: "قفصة، تاريخ عميق وقدر متحرك". بالمقابل، سيتم تنظيم عدة ورشات تكوينية، واحدة في النحت مخصصة للفنانين الشباب من أبناء المنطقة وتحت تأطير النحات المصري خالج زكي. ورشة ثانية في هذه الفعاليات خاصة بصناعة الورق من تنشيط الفنان رؤوف الكراي، صاحب الخبرات المتعددة في التصميم والرسم والغرافيزم. وورشة تكوينية ثالثة في الخط للفنان الفرنسي من أصل عراقي بنهام كاريور، الذي يوظف انتماءه للثقافة الآرامية لتقديم خبرات جمالية في رسم الخط الآرامي، الذي تشير إليه المصادر التاريخية كأصل الخط العربي.