سجلت الجزائر أعلى معدل في التنمية البشرية في شمال إفريقيا خلال عام 2016، متبوعة بليبيا وتونس، فيما يأتي المغرب ومصر ضمن الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة، موريتانيا تعد الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي سجلت معدل تنمية ضعيف، حسب تقرير منشور على موقع الأممالمتحدة حول التنمية البشرية في القارة السمراء. تقرير الأممالمتحدة الذي يقيس التنمية البشرية بناء على معايير الصحة والتربية والموارد الاقتصادية، أشار إلى أن منطقة شمال إفريقيا تتوفر على معدل تنمية أكبر من المسجل في بقية المناطق الإفريقية الأخرى غير أنه لا يرقى إلى المعدل العالمي. تمت الإشارة في هذا الصدد إلى أن دول شمال إفريقيا تتوفر على معدل أمد حياة ودخل فردي يعد هو الأعلى في القارة ككل. حيث أن كل دول شمال إفريقيا باستثناء موريتانيا، شهدت تطورًا نسبيًا في معدل التنمية البشرية، كما سجلت هذه الدول معدلا منخفضا في نسبة ضياع جهود التنمية، وتبقى تونس ومصر الأكثر قدرة على استغلال هذه الجهود بالمنطقة، فيما يعتبر معدل التمدرس في المغرب وموريتانيا الأقل من المعدل العام المسجل في القارة. المصدر أوضح أيضا أن معدل تطور حضور المرأة في التنمية بشمال إفريقيا يبقى قريبا من المعدل الإفريقي العام. وتوجد ليبيا على رأس شمال إفريقيا في هذا المعدل، وتأتي موريتانيا في آخر اللائحة. ونبّه أيضا إلى أن الفوارق بين النساء والرجال تبقى صارخة في مصر والمغرب وموريتانيا، وأن معدل الإنجاب لدى الفتيات في سن المراهقة مرتفع في الجزائر ومصر وموريتانيا عن معدل المناطق الإفريقية المجاورة، مما يعتبر دليلا على ارتفاع في حالات الزواج المبكر. التقرير كشف أيضا أن حضور النساء في التعليم الجامعي (في البلدان السالفة الذكر) أكبر من حضور الرجال في ليبيا، بينما يبقى هذا الحضور متقاربا في الجزائر، تعد المؤسسات الاجتماعية في مصر وموريتانيا الأكثر إقصاء للمرأة في المنطقة، في وقت يبقى فيه المغرب وتونس الأنصف في المنطقة بخصوص حضور المرأة في هذه المؤسسات، رغم أن المغرب وليبيا يعرفان حضورا ضعيفًا لتمثيلية المرأة في البرلمان وسوق العمل. الوكالة الأممية للتنمية "بنود" كانت قد صنّفت الجزائر في تقريرها حول التنمية البشرية في العالم لعام 2015 في المرتبة ال83 من أصل 188 دولة شملها التقرير، متقدمة بذلك على كل جيرانها بالمنطقة. من جانب الدول المغاربية، فإن المغرب الذي صنّفه التقرير ضمن قائمة الدول التي تشهد تنمية بشرية متوسطة، تقدم ثلاثة مراكز فقط عن ترتيب السنة الماضية في مؤشر التنمية البشرية، إذ انتقل من المرتبة 129 سنة 2014، إلى 126 سنة 2015، علما أنه كان يحتل المرتبة 130 في ترتيب سنة 2013، حيث تذيّل المغرب قائمة الدول العربية في مؤشر التنمية البشرية لسنة 2015، ولم يتقدم إلا على سوريا التي تعاني من حرب أهلية منذ سنة 2012، والتي حلّت في المرتبة 134، وموريتانيا التي احتلت المركز 156، جزر القمر 159، اليمن 160، والسودان 167. واحتلت دول تعاني من صراعات مسلّحة ومشاكل أمنية مراتب متقدمة مقارنة مع المغرب، إذ جاءت الجمهورية العراقية في المرتبة 121، ودولة فلسطين في المركز 113، ومصر في الرتبة 108، وليبيا في المرتبة 94، ولبنان في المرتبة 67. فيما حلّت تونس في المرتبة 96، في حين تصدرت القائمة عربيا قطر عالميا، تلتها السعودية 39 عالميا، ثم الإمارات العربية المتحدة 41 عالميا. التصنيف الايجابي للجزائر خلّف ارتياحا كبيرا لدى المسؤولين، وهو ما يفسر إعادة نشر الوزير الأول عبد المالك سلال، للتقرير الخاص بالجزائر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".