فاز فريق مولودية وهران على جاره غالي معسكر بنتيجة هدفين لواحد، في لقاء ودي تحضيري لعب أمسية أول أمس بملعب الوحدة الإفريقية بمعسكر. يعد هذا اللقاء بمثابة عودة، بعد المواجهة الأولى التي جمعت بينهما قبل انطلاق بطولة الرابطة الاحترافية الأولى بملعب الشهيد أحمد زبانة، وآلت نتيجتها كذلك لمصلحة المولودية وبنفس النتيجة. وقد سنحت الفرصة في لقاء الفريقين الجارين لمدربيهما، بالوقوف على مكامن ضعف وقوة تعدادهما، خاصة الوهراني عمر بلعطوي الذي لا يزال ينشد حلولا هجومية تخلص القاطرة الأمامية من عقمها، وقد يكون وخيما على الفريق ككل في خرجاته القادمة، والأكيد أن بلعطوي لن يقنع بمجهود بن تيبة لوحده، الذي أظهر تأقلما واضحا مع مأموريته في خط الهجوم، بدليل أنه سجل هدف الفوز لفريقه ضد الغالي في الد74. ولا يبدو بن تيبة راغبا في تبديل موقعه، حيث قال: "رغم أنني تحت تصرف مدربي في أي منصب يضعني فيه، إلا أنني أجد راحتي في الجهة اليسرى الهجومية، وهذا منذ كنت منتميا إلى جمعية وهران، وإلى حد الآن لم يكلمني أحد حول هذا الأمر". مضيفا: "إلى حد الآن النتائج إيجابية، والمردود مقنع، رغم أننا لا نزال في الجولة الثانية، وهذا شيء مشجّع للغاية، لكن على فريقنا أن يظهر أكثر قوة في الجولات القادمة". المدرب بلعطوي بحث أيضا في شأن الاستعانة باللاعبين الاحتياطيين الذين مُنح لهم وقت لعب بستين دقيقة، خاصة أن بعضهم قد لا يصبر طويلا على "تسخينه" كرسي الاحتياط، ويرى نفسه قادرا على تقديم الإضافة فوق المستطيل الأخضر، ومن أجلها تقمص اللونين الأحمر والأبيض، وقد يلجأ المسؤول التقني الأول إلى بعض التغييرات في الجولات القادمة، خاصة بعد الانتقادات التي لحقته عقب الأداء الذي قدمته كتيبته أمام الصاعد الجديد أولمبي المدية، حيث أعابت على تكتيكه الاكتظاظ الكبير للاعبين في وسط الميدان، وبعض المتتبعين وصفوا الأمر بالفوضى، وعبثا حاول بلعطوي إقناع منتقديه بسلامه خطته، واكتفى بالقول؛ إن فريقه عرف تغييرا كبيرا على تركيبته البشرية، ومنه فإن التعداد بحاجة إلى وقت حتى ينضبط تكتيكيا، وأن المولودية الوهرانية ستظهر في أوج قوتها بداية من الجولة السابعة. لذلك من المحتمل أن يضحي مدرب "الحمراوة" بلاعب من الوسط ليقوي خط الهجوم، وقد يحدث ذلك في الخرجة القادمة التي ستقود المولودية إلى معاقل سريع غليزان، وهي الخرجة التي يتوسم بلعطوي النجاح فيها. بن شاعة يقضي على مستقبله في نفس السياق، أغلق نهائيا ملف اللاعب الشاب بن شاعة مع فريقه مولودية وهران، حيث سيقضي موسما أبيض، بعد فوات آوان توقيعه على إجازة اللعب لمصلحة فريقه، بسبب إصراره على تلقي راتب شهري أعلى من ذلك الذي يتقاضاه حاليا، وهو ما رفضه رئيسه بلحاج أحمد المدعو "بابا"، الذي قابل إصرار بن شاعة بتعنت على عدم الرضوخ لمطلب لاعب شاب لا يعرف مصلحته ولا يهتم بمستقبله، مفضلا الجانب المالي عن الرياضي، وحرم فريقه من خدماته، وهناك لاعبان أكبر سنا منه، لكنهم لم يبتزوا مسيريهم. صحيح أن مولودية وهران ستكون الخاسر الأكبر، لكن في الأخير تبقى قضية مبدأ. قال "بابا" الذي تلقى لوما من الأنصار والمتتبعين على عدم بذله الجهد اللازم لاستعادة بن شاعة في ظل نقص فعالية خط هجوم مولودية وهران، نفس العتاب تلقاه الشاب بن شاعة بشأن عدم انضباطه واحترامه لنفسه وفريقه، وقبل هذا وذاك التفكير جيدا في مستقبله.