أكد المنتخب الوطني لكرة القدم تفوّقه في مجموعته العاشرة بعد اكتساحه ضيفه منتخب لوزوتو بسداسية كاملة أول أمس الأحد، على ملعب مصطفى تشاكر لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم 2017 التي ستقام في الغابون. وأظهر لاعبو الخضر مستوى جيدا فوق المستطيل الأخضر أمام منتخب مغمور تنقّل بلاعبين من فئة أقل من 23 سنة، حيث كان رفقاء اللاعب رياض محرز المسيطرين على أطوار المواجهة. وافتتح المنتخب الوطني باب التهديف من قبل المهاجم سوداني في الدقيقة 8 بتسديدة قوية بعد عمل جماعي جيد، لتتواصل المحاولات الهجومية الجزائرية من أجل إضافة هدف آخر، وهو ما كان عبر النجم رياض محرز بمخالفة مباشرة في الدقيقة 18. من جهته، التزم منتخب ليزوتو بالبقاء داخل قواعده والتقوقع أمام مرماه بسبب الحصار الذي فرضه عليه المنتخب الوطني، الذي سيطر على مجريات اللعب بالطول والعرض. وبتسديدة صاروخية إثر مخالفة مباشرة، سجل سفير تايدر الهدف الثالث للخضر، وكان ذلك في الدقيقة 24، بعدها تراجعت وتيرة اللعب، ولم تشهد أي فرصة تستحق الذكر، لينحصر الصراع في وسط الميدان، لكن سوداني أعاد الانتعاش إلى المدرجات بعد إحرازه الهدف الرابع في اللقاء، والثاني له في هذا الموعد في الدقيقة 39 عقب تمريرة جيدة من سليماني. وقبل الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى أضاف الخضر هدفا خامسا عبر بودبوز من ضربة جزاء، إثر عرقلة محرز داخل منطقة العمليات. وفيما يخص الهدف السادس فقد سُجل في الدقيقة 74 من جانب اللاعب رياض محرز بعد عمل جماعي منسق. انسجام كبير بين لاعبي المنتخب الوطني ولا يختلف اثنان في أن رفقاء القائد كارل مجاني أظهروا انسجاما كبيرا بينهم فوق الميدان، وكانوا متناسقين فيما بينهم، حيث تحكّموا في الكرة كما يجب، وسيطروا عليها طيلة 90 دقيقة، الأمر الذي أراح كثيرا الناخب الوطني الجديد ميلوفان رايفاتس، الذي لن يكون قلقا من هذه النقطة في المباريات القادمة، فخلال المرحلة الثانية قام ببعض التغييرات بإشراك ياسين براهيمي بدل بودبوز لإعطاء نفس جديد، في حين خرج بلقروي مضطرا لمعاناته من الإصابة، فتم تعويضه بكادامورو، بالإضافة إلى منحه الفرصة للوافد الجديد إسماعيل بن ناصر، الذي سجل أول ظهور له بالألوان الوطنية أول أمس. المدرب رايفاتس يوفَّق في أول مباراة من جهته، نجح الناخب الوطني ميلوفان رايفاتس في تحقيق انطلاقة جيدة مع المنتخب الوطني، والذي تولى الإشراف على عارضته الفنية شهر جويلية الماضي، خلفا للمدرب المستقيل الفرنسي كريستيان غوركوف. وكانت هذه المواجهة بمثابة الفرصة الحقيقية للمدرب الصربي من أجل الاطلاع على أداء التشكيلة، وأخذ فكرة واضحة عن اللاعبين والعناصر التي بإمكانه الاعتماد عليها في المواعيد القادمة، والبداية بأول مباراة في شهر أكتوبر المقبل، عندما يستضيف الخضر منافسهم منتخب الكامرون. كما إن لمسة الناخب الوطني الجديد لم تظهر بعد رغم أنه أجرى بعض التغييرات على الخطة التكتيكية، باعتبار أن منافس المنتخب الوطني لم يكن خصما قويا، وسيكون أمام المدرب الصربي الوقت الكافي لتصحيح بعض النقاط، ولمسته ستظهر تدريجيا بدون شك. فوز مهمّ ومعنويات مرتفعة قبل مباراة الكامرون وبهذا الانتصار العريض ينهي الخضر مشوارهم التصفوي بقوة، محققين خمسة انتصارات وتعادلا واحدا، ليجمعوا بذلك 16 نقطة من بين 18 ممكنة، وهذا الانتصار مهم جدا بالنسبة لهم خاصة من الناحية المعنوية قبل الشروع في التصفيات الخاصة بالتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، حيث إن مجموعة الخضر صعبة، وتضم منتخبات قوية ومعروفة على الساحة الإفريقية، على غرار نيجيريا والكامرون وزامبيا، وبإنهائهم التصفيات الخاصة ب "كان 2017" بفوز كاسح بالنتيجة والأداء، سيكون نقطة إيجابية لرفقاء الهداف سليماني، مما سيسمح لهم بالتحضير جيدا للقائهم القادم ضد منتخب الكامرون. تصريحات اللاعبين هلال سوداني (مهاجم المنتخب الوطني): أنهينا التصفيات بقوة وسعيد بتسجيلي هدفين "مباراتنا ضد ليزوتو كانت جيدة، وستسمح لنا بتحضير مباراة الكاميرون المقبلة. الفوز لا يهم كثيرا بما أننا ضمنّا التأهل مبكرا، لكن النتيجة العريضة تبين أن التصفيات بقوة. سعيد بتسجيل هدفين في اللقاء، ولم أقم سوى بعملي. وأسعى لأكون فعالا دوما في الفريق. وبخصوص منافسنا الكامرون فلا تهمنا الوضعية التي يتواجدون فيها، الأهم بالنسبة لنا هو أن نكون جاهزين". إسلام سليماني (هداف الخضر): حققنا فوزا مهمّا قبل خوض تصفيات مونديال 2018 "المباراة كانت جيدة لنا للتحضير للقاء القادم ضد منتخب الكامرون، وقدمنا ما علينا، وكنا في الموعد، وحققنا فوزا كبيرا، وهو مهم جدا لنا من الناحية المعنوية قبل خوض التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا المقبل. صحيح أنني لم أسجل في اللقاء ولكني ساهمت في تسجيل هدف، وهذه هي كرة القدم، فتارة تسجل الأهداف وتارة أخرى لا تنجح في ذلك، المهم أننا حققنا انتصارا عريضا وكنا في الموعد. وبخصوص المباراة مع الكامرون سنستغل الوقت الموجود أمامنا قبل موعد المباراة الرسمي للتحضير لها كما يلزم، لنحقق الفوز فيها. وعن فريقي الجديد ليستر سيتي، فأنا متحمس جدا ومتشوق لاكتشافه والتعرف على أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز. وأتمنى تقديم أفضل ما لديّ مع فريقي الجديد". كارل مجاني (قائد المنتخب الوطني): لقاء الكامرون سيكون صعبا وعلينا التحضير له جيدا "لقد كنا في الموعد ضد لوزوتو وحققنا فوزا كبيرا، لا ينبغي أن نفرح كثيرا بهذا الانتصار، خاصة أنه جاء أمام فريق من الدرجة الثانية، لكننا أخذناه بكل جدية أيضا. وأمام الكامرون المهمة ستكون صعبة للغاية، وعلينا أن نحضّر بقوة لهذا الموعد الهام. وفيما يخص الناخب الوطني الجديد، فلديه طريقة لعبه، ونحن مطالَبون بالتأقلم معها مثلما تأقلمنا مع طريقة لعب المدربين السابقين". سفير تايدر (وسط ميدان الخضر): حققنا فوزا والمهمة ستكون صعبة ضد الكامرون "إنه فوز كبير ورائع، نحن نحترم منافسينا دوما، ونقدم أقصى ما لدينا فوق الميدان لتحقيق أهدافنا. وأظن أن المباراة أمام منتخب الكامرون ستكون مغايرة، ومهمتنا فيها صعبة بدون شك. من الطبيعي أن يكون تغير في طريقة لعبنا، لأن كل مدرب لديه فلسفته فوق الميدان، علينا أن نتأقلم معه، وهذا اللقاء سمح لنا بذلك. وفيما يتعلق بالهدف الذي أحرزته فقد تدربت عليه، وتمكنت من التسجيل". نبيل بن طالب (وسط ميدان الخضر): الفوز مهم بالنسبة لنا وسعيد بعودتي إلى "الخضر" "سعيد بعودتي إلى الفريق الوطني بعد فترة صعبة مررت بها. الفوز يرفع كثيرا من معنويات اللاعبين قبل مواجهة الكامرون في تصفيات مونديال 2018. شخصيا، أنا في لياقة بدنية جيدة، وأتمنى أن أواصل على هذا المنوال".