أعلن وزير التكوين و التعليم المهنيين السيد محمد مباركي أمس انه بصدد البحث عن حلول للمتربصين عبر نظام التعليم المهني، مشيرا إلى مباحثات مع قطاعي التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي لتفعيل هذا النوع من التعليم و السماح للمتربصين بمواصلة التعليم المهني العالي، في انتظار بت الحكومة في ملف البكالوريا المهنية . كما صرح وزير التكوين و التعليم المهنيين ل "المساء" أن الوزارة تمكنت مؤخرا من إقناع مصالح الوظيف العمومي للاعتراف بشهادة التعليم المهني التي تم إدراجها ضمن مدونة المهن المعترف بها، وهو ما يعد ثمرة مباحثات طويلة لإعادة الاعتبار لمسار التعليم المهني الذي لم يتمكن منذ إنشائه من لعب دوره الأساسي، وهو ما كان سببا في اتساع ظاهرة التسرب المدرسي، مع العلم أن هذا النظام التعليمي، يقول مباركي، تم تخصيصه لصالح 30 بالمائة من خريجي الإكماليات الراغبين في مواصلة دراساتهم عبر إحدى التخصصات التقنية . وقصد حل إشكالية عزوف المتربصين عن هذا النوع من التكوين، تطرق الوزير إلى البحث عن صيغة تسمح لهم بمواصلة التعليم المهني العالي بالتنسيق مع باقي القطاعات التربوية، وهو ما يسمح برفع عدد المتربصين في هذا النظام خلال السنوات المقبلة . وبمناسبة افتتاح موسم التكوين المهني 2016/2017 أمس من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني عبد القادر متوك بالحراش تحت شعار " النوعية"، طمأن وزير التكوين و التعليم المهنيين السيد محمد مباركي المتربصين الجدد بضمان الاستفادة من منصب عمل قار مباشرة بعد الانتهاء من فترة التكوين ، مشيرا إلى اقتراح هذه السنة مدونة بيداغوجية عصرية تتماشي ومتطلبات القطاع الاقتصادي و توجهات الحكومة التي حددت خمسة قطاعات إستراتيجية للخروج من أزمة انهيار أسعار البترول . كما تعهد مباركي بتسخير كل الإمكانيات المادية و البشرية لمؤسسات التكوين المهني عبر التراب الوطني ليتم تدعيمها بالخبرة الميدانية للمتعاملين الاقتصاديين المتعاقدين من الوزارة لتحديد احتياجاتهم ، و المرافقة في التكوين لضمان توفير اليد العاملة المطلوبة للنهوض بالإنتاج الصناعي و الفلاحي و السياحي . وضرب الوزير المثل بقطب الامتياز المتخصص في مهن البناء و الأشغال العمومية ، الذي دشن أمس، مشيرا إلى أن الشريك " كوسيدار" قرر توظيف عماله مستقبلا من خريجي المعهد، على أن تحدد دورات التكوين تماشيا و طلبات ورشات الإشغال، كما سيتم في القريب العاجل تدشين قطب آخر ببلدية بوسماعيل متخصص في مهن تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و مهن الهاتف، وذلك بالتنسيق مع وزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال و مجمع " اتصالات الجزائر" . " لانام" تمكنت من توظيف 80 بالمائة من خريجي معاهد التكوين وفي حديث مباركي مع عدد من المتربصين، طالبهم بحسن اختيار التخصصات تماشيا و مستواهم الدراسي و طلبات سوق العمل، من منطلق أن آخر دراسة للوكالة الوطنية للتشغيل تطرقت إلى توظيف 80 بالمائة من حاملي شهادات التكوين المهني في مناصب عمل قارة 6 أشهر بعد تقديم طلبات التشغيل، في حين تطرقت آخر دراسة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب " أنساج" إلى نجاح ما نسبته 60 بالمائة من المؤسسات المصغرة المنشأة من طرف خريجي معاهد و مدارس التكوين المهني . كما حرص الوزير على ضرورة مرافقة الوزارة في مسعى تطوير نمط التكوين عن طريق التمهين، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم إشراك المتعاملين الاقتصاديين وفتح عدد إضافي من معاهد التكوين المتخصصة في صيانة السيارات، والإلكترونيك عبر مختلف المدن الكبرى، مع العلم أن ولاية الجزائر ستحتضن في القريب العاجل ملتقى وطنيا لصالح متعاملي المواد الصيدلانية بهدف تحديد طلباتهم واقتراح تخصصات تتماشى وطلباتهم، بشرط أن يقترح المتعاملون نقل الخبرة و المعرفة للمكونين التابعين لوزارة التكوين و التعليم المهنيين، مع تجهيز ورشات التكوين و فتح مجال التربص على مستوى مصانعهم. ولدى تفقد الوزير لبعض الورشات الخاصة بصيانة السيارات بالمعهد الوطني المتخصص بالحراش، تلقى شروحات حول الاتفاق المبرم بين المعهد و عدد من وكلاء السيارات على غرار " رونو" و "سيتروان" و " بوجو" الذين خصصوا سيارات لتدريب المتربصين بالإضافة إلى إهداء المعهد جهاز سكانير، وهناك مباحثات مع المتعامل الكوري " كيا" لتدريب المتربصين على المحركات الجديدة لهذا المتعامل و تقنيات الصيانة العصرية، وبعين المكان ألح مباركي على ضرورة فتح معهد مماثل بولاية تيارت ووهران في أقرب وقت، وذلك تماشيا و مشاريع انجاز مصانع تركيب السيارات . من جهته صرح الرئيس المدير العام لمجمع " كوسيدار" السيد لخضر رخروخ ل " المساء" أن قطب الامتياز في مهن البناء و الأشغال العمومية ،المنشأ في ظرف ثلاثة أشهر بالتنسيق مع وزارة التكوين و التعليم المهنيين ، سيسمح في مرحلة أولى برسكلة عمال المجمع في عدة فروع على غرار، البلاط، الدهان و الخرسانة، على أن يشرع ابتداء من دورة فيفري المقبلة في استقبال المتربصين الراغبين في التخصص في إحدى المهن المقترحة، وسيتم توظيف خريجي المعهد من قبل المقاولين الناشطين في ورشات الانجاز الوطنية . وحسب رخروخ، فقد تم إقناع عدد من المتعاملين الأجانب و الخواص المتخصصين في إنتاج و تسويق مواد البناء للتعاقد مع قطب الامتياز كشركاء اقتصاديين على غرار مجمع " لافارج الجزائر"، وهو ما يضمن توفير المواد الأولية الضرورية للتكوين، مع تدعيم الطاقم البيداغوجي بالخبرة الميدانية لتدريب المتربصين على عملية استعمال هذه المواد التي سيجدونها في ورشات العمل .