نظمت مديرية المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة أمس، بالتنسيق مع جامعة الإخوة منتوري، يوما دراسيا حول "شبكة شعبة القمح الصلب.. الإستراتيجية والآفاق"، بحضور الفاعلين في القطاع من قطاعات مهنية وباحثين بهدف ترقية إنتاج الحبوب وعلى رأسها القمح الصلب وفق الطرق العلمية المتقدمة. وأكد السيد ياسين غديري، مدير المصالح الفلاحية بقسنطينة، في تصريح ل«المساء" على هامش الملتقى أن أهمية هذه الأيام الدراسية، تكمن في جمع أكبر قدر من أهل الاختصاص وتضعهم في بوتقة واحدة مع الباحثين الجامعيين عبر مختلف المراكز العلمية والمعاهد المختصة. وأضاف أن اللقاء جاء بناء على تعليمات وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، كونه أصبح من الضروري وضع شبكة مشكلة من كفاءات في مختلف التخصصات للرقي بشعبة القمح الصلب الذي بات في صلب اهتمامات الوزارة الوصية ومن ورائها الحكومة. وقال المتحدث إن قسنطينة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطب لإنتاج الحبوب الشتوية وحققت خلال موسم الحصاد الفارط أكثر من 1,8 مليون قنطار، بإمكانها تحقيق نتائج أحسن من خلال مواكبة الفلاحين في الميدان وتطوير التقنيات المستعملة حاليا. وحسب مدير المصالح الفلاحية، فإن استراتيجية المواسم المقبلة، ستعتمد على السقي التكميلي دون الارتباط بسقوط الأمطار، من أجل تجاوز 24 قنطارا في الهكتار في ظل الإمكانيات التي توفرها الدولة من مواكبة مادية أوتقنية في هذا المجال، مضيفا أن لكل فلاح مصدر مائي، وسيعتمد طريقة السقي التكميلي للوصول إلى النتائج المرجوة، بل لتعدي عتبة 50 و60 قنطارا في الهكتار، وهو أمر ممكن، يقول مدير الفلاحة، بالنظر إلى الإمكانيات الموفرة، للوصول إلى إنتاج 3 ملايين قنطار من الحبوب في العام بقسنطينة خلال المواسم المقبلة. من جهته، تطرق مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقسنطينة، إلى عمل هذه المخازن التي جمعت الموسم الفارط ما يقرب 1.563 مليون قنطار من الحبوب، وتطرق إلى الدعم الذي تقدمه الدولة كفارق بين السعر الحقيقي للحبوب والسعر المدعم والذي يتراوح بين 1000 و2000 دج في القنطار بين القمح اللين والصلب، كما تساءل عن تفضيل المطاحن للحبوب المستوردة على المحلية رغم جودة المحلية. أما السيد صخري عبد الهادي، مدير المعهد التقني لتطوير المحاصيل الكبرى بالخروب، فقد تطرق في مداخلته إلى استراتيجية إنتاج الحبوب، مؤكدا أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة لتقليص فاتورة استيراد الحبوب والتي فاقت ال2 مليار دولار خلال سنة 2015، منها 1.6 مليار دولار لاستيراد القمح اللين، مضيفا أن الجزائر ملزمة في الوقت الحالي بتطوير إمكانياتها ومن خلال تضافر كل الجهود من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح الصلب مطلع 2019، مؤكدا أنه بإمكانها تحقيق ذلك، خاصة وأنه الأغلى مرتين في السوق العالمية من القمح اللين. وعرف اللقاء، نقاشا بين أهل الاختصاص، حيث صبت بعض تدخلات المشاركين حول تفضيل الاهتمام بالقمح الصلب على حسب القمح اللين، رغم الاستهلاك الواسع من طرف الجزائريين لهذا الأخير حيث يصل الحد إلى تبذير 30 مليون خبزة يوميا، وكذا التساؤل عن مدى تأثير الجهات الأجنبية التي تصدر القمح اللين للجزائر. اللقاء عرف تنظيم ورشات خلال الفترة المسائية، شملت مواضيع نظام الإنتاج وتكثيف البذور، البحث عن مصادر وتحديث الإنتاجية والعامل السوسيو-اقتصادي لشعبة القمح الصلب، قبل رفع التوصيات إلى الجهات المختصة.