أكد المشاركون في اللقاء الجزائري النيجري الذي اختتمت أشغاله أمس، بتمنراست، على أهمية تحقيق شراكة قوية ومستدامة بين الطرفين. وتم خلال هذا اللقاء الثنائي المدرج في إطار برنامج عمل اللجنة المشتركة الجزائرية -النيجرية الدعوة إلى ضرورة تحقيق شراكة قوية ومستدامة حول المسائل المشتركة. وتمحورت أهم نتائج هذا اللقاء الثنائي التحضيري للدورة السادسة للجنة المشتركة بين البلدين، والذي جرى تحت إشراف كل من والي تمنراست وإيليزي ونظرائهما من أغاديز وطاوه بحضور مسؤولي الأجهزة الأمنية ومختلف القطاعات التقنية الأخرى لكلا الطرفين حول تقييم مدى تطبيق التوصيات المنبثقة عن الدورة الخامسة للجنة المشتركة الجزائرية النيجرية المنعقدة نهاية شهر جويلية الماضي بنيامي بالنيجر، مع تبنّي إستراتيجية عمل مشتركة في مجالات مختلفة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات وخاصة الأمنية منها. وبالمناسبة أكد والي ولاية تمنراست، بلقاسم سيلمي، خلال إشرافه على اختتام هذا اللقاء الثنائي بأن النتائج التي تم التوصل إليها تستجيب لتطلعات كلا الطرفين. مشددا على أن ذلك يشكل التزاما وهو بمثابة لبنة مستقبلية للتطرق للمسائل المشتركة المختلفة الأمنية منها والاقتصادية والعمل على تجسيد مختلف البرامج المشتركة. ومن جهته أكد السيد عبد الرحمان موسى، حاكم منطقة طاوة بالنيجر، بأن اجتماع تمنراست يبرز مدى الأهمية الإستراتيجية الكبيرة لهذه المناطق الحدودية التي تؤدي - كما قال- دورا فاعلا على الصعيد الأمني بما يسمح بتجسيد الشراكة الحقيقية الفعلية بين الطرفين وخاصة التجارية. وتقرر خلال هذا اللقاء الثنائي التفكير في وضع إطار قانوني مناسب لتعزيز وتنويع التبادلات الإقتصادية خاصة في مجال تجارة المقايضة والاتفاق أيضا على دعوة غرف التجارة والصناعة الجهوية لكلا الطرفين والوكالات الوطنية المكلفة بالتجارة الخارجية إلى استكمال وتجسيد الشراكات لإعادة بعث تجارة المقايضة، وتنظيم مختلف التظاهرات الإقتصادية والتجارية بهذه المناطق. وتم الإتفاق كذلك حول إمكانية تنظيم أيام دراسية في إطار تبادل الخبرات والتقنيات في مجال الأشغال العمومية وتعزيز الشراكة بين وكالات السفر والسياحة لكلا الجانبين من خلال إتاحة الفرصة أمام المتعاملين السياحيين لتبادل الزبائن في حالة توفر رغبة في ذلك مع العمل على تنظيم صالونات سياحية وتبادل الخبرات والتكوين في مجال الفندقة والسياحة وتفعيل التقارب بين غرف الصناعة التقليدية بين الطرفين. وفي مجال التكنولوجيا سيتم تعزيز العمل حسب نتائج اللقاء الثنائي في مجال الطاقات المتجددة والكهرباء الريفية، حيث أعرب الطرف الجزائري عن استعداده لوضع خبرته التقنية للجانب النيجري في مجال التزويد بالمياه الصالحة للشرب في منطقتي أغاديز وطاوة. وبشأن الصحة أكد الطرفان على ضرورة تدعيم التنسيق لمواجهة ومحاربة الأمراض المتنقلة على غرار الملاريا، السل، والسيدا. وتم التأكيد في هذا الخصوص أن الطرف الجزائري لديه إمكانية تكوين الأطباء والشبه الطبيين النيجريين في مجال الكشف والتكفل التام بهذه الأمراض. وجرى أيضا الإتفاق على وضع مخطط إعلامي بين الطرفين للعمل على تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بالزراعة والرعي إلى جانب التنسيق في المسائل المتصلة بالتغيرات المناخية والتنمية المستدامة وتسيير المحميات الطبيعية ومحاربة التصحر. ويندرج هذا الاجتماع الثنائي ضمن التحضيرات لانعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة الجزائرية - النيجرية المزمع عقدها شهر ديسمبر المقبل. وجرت الأشغال على مدار يومين بمقر ولاية تمنراست على مستوى ورشتين، حيث درست الورشة الأولى المسائل المشتركة المتعلقة بالجانب الأمني وتنقل الأشخاص والممتلكات، فيما تناولت الورشة الثانية مسألة الحوار حول الشراكة في المجالات الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية، والعلمية.