يعرف حي 128 مسكن ببلدية بوفاريك ترديا كبيرا مع تدهور المحيط ونقص النظافة وغياب المرافق الضرورية، لاسيما محيط عمارة مخلوفي بوعلام المعروفة بالعمارة "الطويلة"، الأمر الذي جعل السكان يستنجدون ب"المساء"، مطالبين السلطات المحلية بتسطير برنامج لحل هذه المشاكل. وقد أبدى هؤلاء السكان استياءهم من الوضع الذي يزداد تفاقما يوما بعد يوم، مما حول حياتهم إلى جحيم، كانعدام التهيئة، وقد تزداد الوضعية صعوبة مع تساقط الامطار، حيث تصبح هذه المسالك غير صالحة للسير، نتيجة الحفر مملوءة بالأوحال، فضلا عن انعدام المجاري المائية وانسداد قنوات الصرف الصحي. فمشاكل الحي كما أكد السكان لاسيما القاطنين بالعمارة الطويلة والتي تحتوي على أكثر من 50 شقة، بلغ عدد طوابقها أكثر من 13 طابقا لا تتوقف عند حد وضعية وحالة الحي، بل تعدت إلى انعدام باقي الضروريات، كانعدام الماء الشروب وانقطاعه منذ أكثر من 5 أشهر حيث يلجأون لجلبه من مياه قنوات سقي بساتين الحمضيات المجاورة للحي. وأضاف ذات المواطنين أن عمارتهم لا تحتوي على باب رئيسي، مما أدى إلى انتشار الجرذان في السلالم، فضلا عن الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب، حيث ساهم انعدام الإنارة في تواجدها، ومازاد الطين بلة إهمال المصاعد رغم أنها وسيلة استراتيجية خاصة بالعمارات ذات العلو الشاهق، كما أن مشكلة افتقار هذه العمارة المرتفعة إلى المصعد يصعب كثيرا سير الحياة اليومية للمواطنين الذين يجدون صعوبة كبيرة في حمل مستلزماتهم وأغراضهم، ناهيك عن الصعوبات التي يواجهها المسنون، والمعاقون والنساء الحوامل في هذه العمارة، مما يجعلهم يتحاشون النزول في حالة الصعود أو العكس، وهذا ما يدفعهم إلى رمي القمامة من النوافذ والشرفات، هذه الظاهرة التي وقفت عندها المساء وأئمة ومشايخ المساجد الزائرون لفرع جمعية كافل اليتيم المتواجد بالطابق السفلي لهذه العمارة، حيث أدت إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الناقلة للأمراض. وبالمقابل فقد تساءل قاطنو الحي عن مبررات اللامبالاة، والتهميش اللذان طالا حيهم، إذ لم يستفد حسبهم ومنذ تاريخ إنشائه عام 1965 من أي مشروع يذكر رغم حيازتهم على عقود ملكية هذه الشقق. وفي السياق أضاف المتحدثون أنهم قاموا من أموالهم الخاصة بعملية تريمم هذه العمارة واعادة تبليط ارضية باب مدخلها الرئيسي فضلا عن دفع أتعاب المنظفة التي تأتي مرة واحدة في الأسبوع، كما أكد بعض السكان القاطنين في الطابق العلوي للعمارة أن شققهم قد تصدعت عن آخرها مما سمح بتسرب مياه الأمطار، وبالرغم من شكاويهم العديدة ومناشدتهم للسلطات، التي تلقوا من خلالها وعودا كان آخرها منذ حوالي سنة كشف فيها المسؤولون عن تخصيص غلاف مالي قيمته أكثر من مليار سنتيم، أصبحت من خلاله عملية ترميم حي 128 مسكن ادراج النسيان.