عرض أمس المجاهد بوداود مسؤول فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا كتابا يحمل عنوان من "حزب الشعب الجزائري الى جبهة التحرير الوطني " يتميز بكشف أحداث مجهولة لدى الرأي العام تتمثل في حقيقة فتح جبهة قتال في التراب الفرنسي وتمويلها لحرب التحرير الوطني، مما يعد شهادة على الضربة القاضية التي تلقتها فرنسا في عقر دارها في مرحلة الكفاح المسلح. الكتاب الذي صدر باللغتين الفرنسية والعربية عن دار نشر القصبة تم تقديمه بمنتدى المجاهد بمناسبة إحياء الذكرى ال 47 لليوم الوطني للهجرة والتي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بحضور عدة شخصيات وطنية. وتطرق الكتاب الذي يعتبر شهادة هامة من طرف أحد صناع الثورة التحريرية الى تاريخ جبهة التحرير بفرنسا منذ سنة 1958 ودورها التحريري الذي تزامن مع الكفاح المسلح الذي شهدته كل المناطق بالوطن، كما سلط الضوء على مرحلة الصراعات التي تعد من أخطر المراحل التي اعترت مشوار التحضير للكفاح المسلح. ودعا المجاهد عمر بوداود بالمناسبة كافة المجاهدين الذين عايشوا وقائع الثورة التحريرية للكتابة عن الحقائق التاريخية والإدلاء بشهاداتهم، باعتبار ذلك واجبا يفرضه مسعى الحفاظ على ذاكرة الجزائر التاريخية، مشيرا الى أن الشباب الجزائري يبحث عن أحداث تاريخية ظلت مجهولة بسبب نقص الكتابات المتعلقة بهذا الجانب. وكان اللقاء فرصة بالنسبة لعدة رموز من الحركة الوطنية للدعوة الى ضرورة السير على نهج المشروع السياسي للثورة التحريرية بكل ما يحويه من قيم، على أساس أن الازمة الأمنية التي عرفتها البلاد ناتجة عن انهيار ركيزة هذا المشروع وعلاوة على ذلك اكدوا على اهمية تدوين شهادات صناع الثورة الحقيقيين لمواجهة ظاهرة تزوير الحقائق التاريخية. للإشارة تميز إحياء الذكرى ال 47 لليوم الوطني للهجرة بتكريم المجاهد عمر بوداود الذي سلمت له لوحة شرفية من طرف المجاهد بوحارة، وللعلم ولد المجاهد عمر بوداود ببلدية داود بدائرة مغنية في ماي 1924، إلتحق بحزب الشعب الجزائري في غضون الحرب العالمية الثانية، وانضم لاحقا الى المنظمة الخاصة للعمل كمسؤول على منطقة القبائل ثم إلى جبهة التحرير الوطني، ومن مواقفه المعروفة تنظيم مسيرة لحل أزمة التموين بالحبوب التي عرفتها الجزائر خلال الحرب العالمية الثانية.