دعا مسؤول فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا عمر بوداود إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مسألة كتابة تاريخ الجزائر، حفاظا على ذاكرة الأمة وألح في السياق نفسه على كشف الحقائق التاريخية، ضد أي تزوير قد يطال ثورتنا المجيدة، ملفتا إلى أن ما سجل من كتابات غير كافٍ بالنظر لحجم الثورة العظيمة. مسؤول الفيدرالية وخلال الندوة الصحفية التي نشطها بمنتدى المجاهد، وقدم بالبيع والإهداء كتابه الصادر عن دار القصبة تحت عنوان ''تاريخ الجزائر من حزب الشعب إلى جبهة التحرير الوطني ذاكرة مناضل'' قال أمس ''إن كتابة تاريخ الثورة الجزائرية وما قبل اندلاع هذه الثورة هو واجب علينا، ودين في رقبتنا يجب أن نوفيه حتى يصل هذا الجيل وجيل المستقبل''، مردفا ''شباب الجزائر متلهف لمعرفة حيثيات ثورة بلاده العظيمة والاطلاع على تاريخه، فلماذا نبخل عليهم''؟ وتابع المتحدث ''يجب علينا أن نكتب تاريخ الجزائر وأن نعلّم أبناءنا الوطنية من مبادئها ومن تضحيات شهدائها ومجاهديها، ويجب أن تتجه الجهات الوصية إلى إلزامية تكثيف تنظيم المحاضرات والمؤتمرات التي تفسح مجالا واسعا للحديث عن ما صنعه الثوار وما قدمه للشعب، وتبقي بذلك على ذكراة الشعب". ووجه عمر بوداود رسالة إلى زملائه المجاهدين مطالبا إياهم بالخروج عن صمتهم وتقديم شهاداتهم الحية كحقائق، ترسم الصورة الواقعية لثورتنا، من شأنها- كما أردف - أن تضحد وتكشف النقاب عن أي ادعاءات باطلة تمس بقيم الثورة والتاريخ. وهو الرأي الذي قاسمه فيه المجاهد محمد بوسماحة، حينما قال في تدخله ''يجب أن نكتب تاريخنا وعلى كل المجاهدين الكشف عن الحقائق، لإبطال أي تزوير من شأنه يشكك في مصداقية ثورتنا وتاريخنا". وفي سياق آخر نفى بوداود الإشاعة المتعلقة بانقسام صفوف أعضاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، مؤكدا أن تنظيمهم منذ أن أخرج إلى النور لم يعرف أي انقسامات داخلية أو خارجية ولا صراعات، بل أعضاؤه كانوا ولايزالون - على حد قوله - متآزرين مثلما هو حال الشهداء والمجاهدين أثناء الثورة التحريرية وما قبل الثورة، ملفتا إلى أن الثورة الجزائرية نجحت بفضل تمسك الجزائريين بالوحدة الوطنية والشعبية.