أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس أمس، أن عملية تزكيته من قبل أعضاء اللجنة المركزية في إجتماع دورتها الثالثة، تعطيه كل الشرعية لتولي رئاسة الأمانة العامة للحزب إلى غاية 2020، مجددا دعواته لكل أبناء الأفلان بما فيهم «المغضوب عليهم» للعودة إلى أحضان الحزب الذي وصفه بالدار الكبيرة التي تسع كل أبنائها خاصة في ظل الاستحقاقات الهامة التي تنتظره قريبا. وأشار ولد عباس في تصريح للصحافة بمناسبة الوقفة الترحمية التي نظمها الحزب بالمنزل التاريخي الذي احتضن اجتماع مجموعة الستة في 23 أكتوبر 1962، إلى أنه يعتبر أمينا عاما بكل الصلاحيات وليس أمينا عاما بالنيابة للأفلان، مبررا ذلك بكون جلسة اجتماع اللجنة المركزية التي احتضنها فندق الأوراسي أول أمس لم ترفع وظلت مستمرة، وخلالها لم يعترض أي أحد من الأعضاء على اقتراحه من قبل الأمين العام السابق عمار سعداني. وإذ نفى نفيا قاطعا اعتزامه إجراء تغييرات على مؤسسات الحزب ولاسيما منها أعضاء المكتب السياسي، الذي أكد احترامه لهم جميعا «خاصة أنهم يمثلون كل فئات وشرائح وتشكيلات المجتمع الجزائري من مجاهدين وأبناء وأرامل شهداء وممثلي تنظيمات شبانية وطلابية..»، جدّد ولد عباس نداءه إلى كافة مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، بما فيهم خصوم سعداني - رغم أنه لم يذكرهم بالاسم - للالتحام والالتحاق بصفوف الحزب لتقوية وتعزيز مكانته، في المواعيد الانتخابية الهامة التي تنتظره في 2017، والتي تبنى عليها حسبه، الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، مبرزا في هذا الصدد بأن الأفلان الذي يعتبر «دارا كبيرة مفتوحة أبوابها»، يتقبل كل أبنائه بدون استثناء ودون إقصاء أو تهميش، «غير أن ذلك يتم أيضا دون شروط من هؤلاء، الذين عليهم الدخول في الحزب كمناضلين وليس مسؤولين». كما أوضح الأمين العام الجديد للأفلان بأن القاسم المشترك الذي يجمع أبناء الحزب العتيد هو الوفاء لرئيس الجمهورية والالتئام حول برنامجه، وأشار إلى أن أولويات عمله ستركز على النزول إلى الميدان من أجل التحضير الجيد والتعبئة للحزب تأهبا للاستحقاقات المقررة في 2017، معتبرا خرجاته الميدانية إلى بلدية الرايس حميدو والتي تعتبر أول نشاط له على رأس الحزب جزءا من هذا العمل الميداني. وبمناسبة إشرافه على وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لمنزل المناضل مراد بوكشورة الذي احتضن قبل 62 سنة الاجتماع التاريخي لقادة الثورة الستة، محمد بوضياف، رابح بيطاط، ديدوش مراد، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي وكريم بلقاسم، دعا السيد ولد عباس إلى ضرورة العمل على تلقين الشباب تاريخ ثورتهم المجيدة وتعريفهم بما قام به أبطال الجزائر من أمثال هؤلاء الأحرار الستة الذين قرروا في اجتماعهم بذلك المكان التاريخي، اسم جبهة التحرير الوطني، وصاغوا بيان أول نوفمبر 1954، وحددوا تاريخ اندلاع ثورة التحرير الغراء.