كان العرس أمس بهيجا بالعاصمة، احتفاءً بالعيد ال 62 لاندلاع الثورة المظفرة. وكالعادة، شهدت العاصمة إنزالا كبيرا لمختلف الفرق الرياضية، الثقافية، التاريخية والمؤسساتية، تضم قرابة11 ألف مشارك، صنعوا الفرجة وأعادوا للأذهان صور الرعيل الأول الذي خطط للثورة ونفذها وكسر طابوهات استعمارية.. وقد اختصرت العروض الشيقة والهادفة، تاريخ وجغرافية الجزائر بأكملها، دوى فيها بارود الاحتفال تذكيرا ببارود «ساعة الصفر من الفاتح نوفمبر 54» الذي غيّر مجرى التاريخ وأخلط كل أوراق الاستعمار ونظرياته الاستبدادية. ما ميّز الاحتفال بغرة نوفمبر لهذه السنة بالعاصمة، نكهة التنوع والخروج عن المألوف، من حيث تنويع العروض واختيار النماذج المشاركة، بذلت من خلاله مديرية الشباب والرياضة مجهودات كبيرة في استقدام آلاف المشاركين تابعين لفرق رياضية من مختلف الرابطات، وأخرى ثقافية موسيقية صنعت الفرجة وصفق لها الحضور بالمنصة الشرفية التي تم نصبها بالقرب من مقر ولاية الجزائر، ومنهم وزراء وشخصيات تاريخية وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا. وقد شارك في العرس النوفمبري فرق من الأسلاك الأمنية، كأفراد الشرطة، الجمارك، الحماية المدنية بتشكيلات تقارب 500 عنصر، ومثلها من أفراد الكشافة الإسلامية، و200 مجاهد، ساروا في استعراض، واستحقوا وقفة إجلال من طرف الحضور، مصحوبة بزغاريد النسوة ودموع بعض الحضور الذين لم يتمالكوا أنفسهم، ومنهم المنشط البليغ الذي أبدع في التعليق، والذي فضّل في تلك اللحظة إعطاءَ الكلمة للمنشطة باللغة الإنجليزية، وهي جديد الاحتفالية لهذه السنة، حيث أضفت نكهة خاصة، وعبّرت باللغة الأكثر انتشارا في العالم عن مشاعر الجزائريين وهم يحتفلون بعيد الثورة المظفرة. وقد رسمت الفرق الفلكلورية ال 36 التي تم استقدامها من 28 ولاية، كعادتها لوحة فسيفسائية جميلة أبرزت ثراء الموروث الثقافي لبلادنا من كل ولايات الوطن، وقد أخذت فرق الخيالة هذه السنة حصة الأسد من وقت الاستعراض، بمشاركة 800 فارس، يمتطون صهوة جياهم ويدوّون المكان ببارود بنادقهم كلما مروا أمام المنصة الشرفية، مشهرين سيوفهم للتذكير بالثورة الجزائرية التي استلهمت فلسفتها من المقاومة الجزائرية التي حاربت الاستعمار الفرنسي، بما أوتيت من قوة وأسلحة كانت الجياد والجِمال في مواقعها المتقدمة. وكالعادة، استمتع بالاستعراض جمهور غفير جاء من مختلف بلديات العاصمة بالاحتفالية التي بدأت في شكل مسيرة استعراضية من ساحة الوئام بسيدي امحمد ومرت بالشوارع الرئيسية الكبرى، مثل حسيبة بن بوعلي، العقيد عميروش وزيغود يوسف ببلدية الجزائر الوسطى وصولا إلى ساحة الشهداء. وشارك في الاستعراض 62 سيارة تاريخية، 62 امرأة ترتدي «الحايك». كما شاركت مختلف مديريات ولاية الجزائر في الاحتفال بشاحنات تحمل نماذج عن تجهيزاتها وعمالها، إلى جانب المؤسسات الولائية التابعة لولاية الجزائر مثل «إيرما»، «أسروت»، «أوبلا»، و«ناتكوم» هذه الأخيرة التي صفق لعمالها الضيوف بالمنصة وقاموا احتراما لمهنتهم النبيلة، المتمثلة في «هندسة النظافة» مثلما ذكره المعلق. احتفالات ذكرى اندلاع الثورة عبر الولايات ...وقفات وتكريمات ومشاريع تنموية تدخل الخدمة تميزت الاحتفالات المخلدة للذكرى ال62 عبر ولايات الوطن، أمس، بالعديد من النشاطات التي جمعت بين الوقفات للترحم على أرواح الشهداء وكذا اغتنام المناسبة لوضع مشاريع تنموية ومرافق عمومية حيز الخدمة، إلى جانب إطلاق أسماء شهداء على مؤسسات وهيئات رسمية، كما كانت الذكرى فرصة أيضا لتأكيد اهتمام السلطات العمومية ببعض المناطق التي استفادت من الغاز الطبيعي مودعة بذلك كثير من المتاعب. ولم تكن المناسبة لتمر دون التوقف لتكريم أرامل الشهداء والمجاهدين. سكيكدة: استفادة 1492 عائلة من الغاز الطبيعي أشرف عبد الحكيم شاطر والي ولاية سكيكدة عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية، على إطلاق خدمة تزويد بالغاز الطبيعي لفائدة 1492عائلة في كل من بلديتي المرسى والحروش. ففي بلدية المرسى، تم ربط 630 مسكنا بالغاز الطبيعي، وهي العملية التي خصص لها غلاف مالي يزيد عن 74 مليار سنتيم، فيما تم إطلاق ذات الخدمة لفائدة 862 عائلة ببلدية الحروش تحديدا بمنطقة «السعيد بوصبع» المعروف محليا «بحي الباصو»، حيث خصص للعملية غلاف مالي قدره 82 مليار سنتيم، علما أن التزويد بهذه المادة الحيوية سيستمر على مراحل، كما أشار إلى ذلك الوالي، وهذا إلى غاية تعميمها على كافة ربوع الولاية خصوصا على مستوى المناطق النائية، إذ لم تبق سوى 8 بلديات من مجموع 38 بلدية تنتظر عمليات الربط أي بنسبة تقدر بأكثر من 76 بالمائة، وهي نسبة تفوق المعدل الوطني. ❊ بوجمعة ذيب الشلف: عروض وتدشين مرافق خدماتية إحياء للذكرى ال62 لغرة نوفمبر المجيدة، سطرت عدة جهات بولاية الشلف سلسلة من النشاطات المخلدة لهذه الذكرى، ممثلة في معارض خاصة بصور شهداء الثورة التحريرية وغطرسة الإستعمار الفرنسي، إلى جانب شهادات حية لمن عايشوا سنوات التضحية والكفاح من مجاهدي المنطقة بحضور جيل الاستقلال وهذا بدار الثقافة، كما تم عرض ملحمة تاريخية بعنوان «الثائرون» لجمعية مسرح الشلف تروي بطولات تاريخية جسدها براعم من الشباب على الركح المسرحي لمن صنعوا التاريخ الحافل بسجل من الشهداء. الموعد كان أيضا فرصة لتدشين العديد من المرافق الخدماتية والرياضية مع إطلاق أسماء الشهداء على بعض المرافق العمومية والطرق الرئيسية بعاصمة الولاية. وعرفت الاحتفالات المخلدة لذكرى ثورة نوفمبر توزيع مفاتيح 360 وحدة سكنية على مستفيديها بالمدينة الجديدة بحي الشرفة، مع تدشين ملعب جواري ببلدية وادي سلي، وكذا ربط 573 مسكن بالغاز الطبيعي بذات البلدية و461 مسكن سيستفيد من الغاز الطبيعي مع تدشين مركز بريدي ببلدية بوقادير. ❊م.عبدالكريم تيارت: تكريم 235 أرملة شهيد ومجاهد تم، أمس، في سابقة تعد الأولى من نوعها بولاية تيارت، تكريم 235 من أرامل الشهداء والمجاهدين عبر كل تراب الولاية، وذلك بمناسبة الذكرى ال62 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة. في سياق المناسبة، تنقل الوالي رفقة السلطات المحلية العسكرية والمدنية وكذا الأسرة الثورية إلى مقبرة الشهداء، حيث وقفوا وقفة إجلال لشهداء الثورة وترحموا على أرواحهم الطاهرة بقراءة آيات بينات من القرآن الكريم ووضع إكليل من الزهور تمجيدا لتضحياتهم الخالدة. كما نظمت عدة تظاهرات ثقافية ورياضية وعلمية بهدف إحياء هذه الذكرى وترسيخ الذاكرة التاريخية، حيث تمت تسمية العديد من الهياكل التربوية والخدماتية بأسماء شهداء ومجاهدين مع تنظيم زيارات إلى بعض المجاهدين المرضى بمساكنهم، كما تم إعطاء إشارة انطلاق تظاهرات رياضية في الكرة الحديدية وتنس الطاولة من قبل السلطات الولائية عبر عدة بلديات. ❊ ن.خيالي قسنطينة: تسجيل 180 ساعة من الشهادات الحية لمجاهدين أشرف والي ولاية قسنطينة أمس، رفقة السلطات المحلية على إحياء الاحتفالات المخلدة لذكرى الفاتح من نوفمبر، حيث عرفت المناسبة العديد من التكريمات لأسر وعائلات المجاهدين على غرار تكريم عائلة المجاهد عمار العسكري وكذا تكريم أعوان الحرس البلدي. على هامش الاحتفالات، أكد مدير المجاهدين اسماعيل دحرواي، أنه تم خلال السنة الجارية تسجيل أزيد من 180 ساعة من شهادات حية لمجاهدين عايشوا الثورة والعديد من المعارك والمحطات التاريخية الهامة، زيادة على جمع أزيد من 6 قطع حربية متمثلة في أسلحة قديمة تم تقديمها من قبل عائلات وأبناء بعض المجاهدين، ناهيك عن ألبسة حربية وصور نادرة تم وضعها بمتحف المجاهد بقسنطينة للإطلاع عليها من قبل المواطنين، مؤكدا في ذات السياق حرص السلطات على إعادة الاعتبار للمعالم والمواقع التاريخية التي تضم حوالي 50 معلما على غرار مقابر الشهداء التي تم مؤخرا ترميمها وتهيئتها. ❊شبيلة ح قسنطينة: ديوان محو الأمية يحيي الأمهات المتمدرسات أحيا أمس، ديوان محو الأمية وتعليم الكبار لولاية قسنطينة مع مديرية المجاهدين ومتحف المجاهد بقسنطينة ومديري ملحقات دواوين محو الأمية لكل من ولايات عنابة، سطيف، سكيكدة، ميلة وباتنة الذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى. مدير الديوان حمادي حسين نوه في خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة بالمجهودات التي يقوم بها قطاعه والنتائج التي يرمي إلى تحقيقها فيما يتعلق بتاريخ الثورة المجيدة والجزائر ككل، مستغلا الفرصة للتأكيد مرة أخرى على التضحيات الجسام التي بذلت من قبل رجال ونساء الجزائر طيلة سنوات الاستعمار الفرنسي الغاشم، باعثا بتحية تقدير وإجلال للأمهات المتمدرسات والمجاهدات اللاواتي عايشن الثورة، مؤكدا على حفظ التاريخ لأسمائهم بأحرف من ذهب والتي لن تمحى من ذاكرة الأجيال السابقة، الحالية وحتى المقبلة. خالد حواس برج بوعريريج: تدشينات وتسميات وغاز طبيعي عرفت الاحتفالات المخلدة للذكرى ال62 لاندلاع الثورة التحريرية ببرج بوعريريج، تسمية كل من الحي السكني 50 مسكنا عموميا إيجاريا باسم الشهيد خلف الله الطاهر والقاعة المتعددة النشاطات باسم الشهيد لسعد سالم، لتعطي بعدها السلطات إشارة انطلاق إنجاز الطريق الولائي رقم 141 الرابط بين أولاد براهم وأولاد تبان بولاية سطيف على مسافة 10 كلم. أما ببلدية رأس الوادي، فقد تم تدشين المركب الجواري للضرائب، وكذا تشغيل الغاز الطبيعي لفائدة درباقة، ميزان والجرابعة، حيث استفادت 270 عائلة من هذه المادة الحيوية، ليتوجه بعدها الوفد الولائي إلى بلدية عين تسرة، حيث تم تدشين العيادة المتعددة الخدمات وتسميتها باسم الشهيد بنور ساعد. وتم أمس، ببلدية الحمادية، تدشين كل من متوسطة قاعدة 5 وتسميتها باسم المجاهد بلعزوق علي وكذا تدشين مجمع مدرسي بحي 1044 قطعة وإطلاق عليه اسم المجاهد بلعيساوي حسين، كما تم بذات المناسبة زيارة المجاهد جعفري الطاهر، فيما استفاد بقرية الزقر 249 منزلا من الغاز الطبيعي. أما ببلدية القصور، فتم تشغيل الغاز الطبيعي لسكان القرية حيث تم ربط أزيد من 320 منزلا بهذه المادة الحيوية. ❊ آسيا.ع بجاية: تدشينات، تكريمات وإشادة بمبادئ نوفمبر كانت الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية المصادف لأول نوفمبر عامة و متنوعة على مستوى عاصمة الحماديين، حيث كانت السلطات المحلية بمعية الأسرة الثورية وبعض التشكيلات السياسية في الموعد من خلال وضع إكليل من الزهور على مستوى مقبرة الشهداء في الصبيحة بحضور والي الولاية ولد صالح زيتوني قبل أن يتم مواصلة البرنامج الذي تم تسطيره من قبل مختلف التنظيمات والسلطات إحياء لهذه الذكرى العظيمة، حيث أشاد المجاهدون الذين التقت بهم «المساء» بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الرجال من أجل أن تحيا الجزائر في عزة وكرامة. كما أن هذه المناسبة كانت فرصة لتدشين بعض الهياكل المدرسية ومنحها أسماء الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف على غرار ما عرفته بعض البلديات كبرباشة، مالبو وغيرها و هذا اعترافا بالتضحيات التي قدمها هؤلاء خلال الثورة التحريرية. كما أن والي الولاية ولد صالح زيتوني قام بتكريم الرياضيين المتفوقين خلال الموسم الرياضي في مختلف الرياضات من أجل تشجيعهم على بذل المزيد من المجهودات خلال السنوات القادمة. وقد عمت الاحتفالات بهذه الذكرى العظيمة كامل تراب الولاية بحضور السلطات المحلية والمديرية المحلية لمنظمة المجاهدين وأبناء الشهداء. ❊ الحسن حامة