ترحم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، صباح أول أمس الخميس، بمقام الشهيد بالعاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمناسبة إحياء الذكرى ال58 لاندلاعها، وتلقى بعدها بقصر الشعب تهاني إطارات وكبار المسؤولين في الدولة وضباط الجيش الوطني الشعبي وشخصيات تاريخية ووطنية تقدمها الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة السيد علي كافي، وأعضاء الأسرة الثورية التي لم تفوت فرصة الاحتفال بهذه الذكرى الغراء التي أحياها الجزائريون بتنظيم عدة تظاهرات عبر الوطن. فبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية الشرفية، وضع الرئيس بوتفليقة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية، تلقى في حفل رسمي انتظم بقصر الشعب تهاني الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة السيد علي كافي، وتهاني مسؤولين سامين في الدولة وكبار ضباط الجيش الوطني الشعبي وأعضاء الحكومة وشخصيات تاريخية ووطنية من مجاهدين ومجاهدات، علاوة على ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني ووجوه ثقافية وعلمية ورياضية وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وتميز إحياء الذكرى ال58 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة بتنظيم تظاهرات متنوعة عبر ولايات الوطن، تخللتها وقفات للترحم على أرواح الشهداء وتنظيم لقاءات فكرية حول المناسبة وإقامة معارض ومنافسات رياضية وثقافية وتدشين مرافق. فبالمناسبة، أشرف وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات وطنية وتاريخية، ليلة الخميس الفاتح نوفمبر، على رفع العلم الوطني بساحة مقام الشهيد قرب متحف المجاهد وإطلاق عدد من القذائف والوقوف دقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة التحريرية، فيما نظمت وزارة الشؤون الخارجية من جهتها حفلا بالمناسبة، أكد خلاله وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن الجزائر أصبحت دولة مرجعية في السلم والمصالحة بفضل الروح الايجابية التي حملتها ثورة التحرير، مشيرا إلى أن “الروح التي كانت سائدة لدى الجزائريين إبان ثورة التحرير والتي كانت مستلهمة من حب الوطن ومبنية على حسن التنظيم والانضباط، هي التي أوقدت شعلة نوفمبر التي أضاءت الجزائر وكل الشعوب المحبة للسلام والتواقة إلى الحرية والانعتاق من ربقة الاستعمار”. بينما أبرز السيد علي هارون المسؤول السابق في اتحادية جبهة التحرير الوطني بفرنسا خلال اللقاء الدور الهام الذي لعبته هذه الاتحادية خلال حرب التحرير الوطني، سواء من حيث تعبئة الجزائريين في فرنسا أو من حيث تمويل الثورة. وقد احتضنت الجزائر العاصمة هذه السنة الاحتفالات الرسمية بالذكرى 58 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، واختيرت بلدية القصبة لاحتضان فعاليات هذا الحدث، الذي سمح للعديد من العائلات بتسجيل وقفة مخلدة لهذه الذكرى الغراء التي تتزامن هذه السنة مع خمسينية الاستقلال. وعرف الحفل توافد أعداد كبيرة من المواطنين إلى شارع زيغود يوسف حاملين الراية الوطنية تعبيرا عن فرحتهم بهذا اليوم المشهود في تاريخ الجزائر، لتنطلق بعدها مسيرة كشفية كبرى من أمام فندق السفير تتقدمها السلطات المحلية وعدد من المجاهدين. وعند الساعة الصفر تم رفع العلم الوطني والاستماع للنشيد الوطني بالساحة المقابلة للجامع الكبير بحضور جمع غفير من المواطنين والعائلات التي أبت إلا أن تشارك في هذه الاحتفالات، وفي ختام الحفل اصطفت العديد من السيارات مزينة بالراية الوطنية في مواكب جابت شوراع العاصمة وردد أصحابها الشعارات الوطنية. وشهدت ولايات الوسط تظاهرات مماثلة، انطلقت جلها بتنظيم مراسم الترحم على أرواح الشهداء وتدشين العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية مع تنشيط ندوات تاريخية. فبولاية تيزي وزو تميز إحياء الذكرى بوضع حيز الخدمة موزعين عموميين للغاز الطبيعي بهدف استفادة ما يزيد عن 5400 مسكن تابع لعدة بلديات بالمنطقة من هذه المادة الحيوية، فيما تم بالبويرة تدشين مركز للحماية المدنية ومعلم تذكاري مخلد لخمسينية الاستقلال بجامعة أكلي محند أولحاج، مع ربط 2055 مسكنا بأغبالو و464 مسكنا بمناطق ثامرا و«الربوة الحمراء” ببلدية لعجيبة، بالشبكة العمومية لتوزيع الغاز الطبيعي. وتميز الاحتفال بالحدث ببومرداس بتنظيم عدة نشاطات ثقافية ورياضية، وشهدت بلدية قورصو ربط عدد من المنازل بحي برحمون بشبكة توزيع الغاز الطبيعي قبل إطلاق أشغال إنجاز مركب لرياضة التنس، في حين انتقل البالي الوطني إلى جامعة محمد بوقرة بمدينة بومرداس حيت أحيا أمسية فنية قدم خلالها عدة عروض كوريغرافية مستوحاة من عمق التراث الشعبي. وببجاية تم إحياء الذكرى 58 لاندلاع الثورة بتقديم عدة عروض مسرحية حول الحدث على مستوى المسرح الجهوي، بينما تم بولاية البليدة تدشين عدة مشاريع من بينها مكتب بريد بوادي العلايق وتشغيل محول كهربائي بعاصمة الولاية موازاة مع إطلاق أشغال إنجاز 450 مسكنا عموميا إيجاريا ببلدية بني مراد و200 مسكن آخر من نفس النوع ببلدية بوعرفة. أما بولاية تيبازة، فقد انطلقت بعرض فيلم “تيبازة ما بين الماضي والحاضر” للمخرج سيد علي مازيف وتم بذات المناسبة إطلاق تسمية الشهيد محمد احفير على شارع الحرس البلدي بحجرة النص مع تدشين مسجد سيدي غيلاس ومقبرة سي عمران بمناصر وإطلاق أشغال إنجاز750 مسكن اجتماعي ببلدية سي عمران. بدورها، أحيت ولايات غرب البلاد الذكرى بالترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل استقلال الجزائر، وتم بولاية هران تدشين ثلاثة ملاعب جوارية تدعمت بها أحياء “العثمانية” و«المنزه” و«الزيتون” ومحطة لنقل المسافرين بحي “ايسطو” مع إطلاق مجموعة من عمليات التحسين الحضري للمدينة. كما انتظم منتدى للحركة الجمعوية جمع 27 جمعية فنية وثقافية وعلمية وأقيمت من عدة نشاطات رياضية منها سباقات في العدو الريفي والتجديف والدراجات والمصارعة ودورات في كرة اليد. وشهدت ولاية غليزان، من جانبها، وضع حجر الأساس لكل من مقر وحدة متنقلة للشرطة القضائية وبيت للشباب بعاصمة الولاية وتنظيم معرض حول شهداء الثورة التحريرية، مع تقديم استعراض للكشافة الإسلامية الجزائرية عبر شوارع المدينة، بينما أعطيت ببلدية صيادة بولاية مستغانم إشارة انطلاق “قافلة الذاكرة التاريخية” التي تضم زهاء 320 شابا من مختلف دور الشباب للولاية وترمي إلى زيارة المواقع التاريخية الشاهدة على المسار الثوري والنضالي للمنطقة، كما تم بالمناسبة تكريم المناضل الأرجنتيني الأصل “روبارتو مونيز” المدعو “محمد لارجونتان”، والبالغ 89 سنة، عرفانا بنضاله ودعمه للثورة التحريرية التي التحق بها سنة 1959 وساهم خلالها في صناعة الأسلحة. وبمعسكر، تم وضع حجر الأساس لإنجاز 100 مسكن ترقوي مدعم لصالح أفراد الجيش الوطني الشعبي، مع تدشين وتسمية مجمع مدرسي باسم الشهيد “حبيب حبيب” ومطعم مدرسي يتسع ل200 تلميذ، وأعطيت إشارة انطلاق حافلات البث السينمائي، فيما احتضنت مدينة تلمسان بالمناسبة تظاهرات ثقافية ورياضية متنوعة تم خلالها تكريم وجوه رياضية من الولاية تألقت في منافسات جهوية ووطنية في الفترة الأخيرة. أما الاحتفالات بولاية تيسمسيلت فقد تميزت بزيارة مشروع انجاز الثانوية الجديدة بالمنطقة العمرانية الجديدة التي تعرف وتيرة متقدمة من الأشغال إلى جانب تنظيم حفل استقبال على شرف الأسرة الثورية بمقر الولاية. وتميز إحياء الذكرى بولايات شرق البلاد بأجواء حماسية، أقيمت خلالها العديد من النشاطات ثقافية وتكريم مجاهدين وتدشين مشاريع اقتصادية واجتماعية وتسمية مرافق عمومية وإقامة موائد مستديرة وندوات والترحم على أرواح الشهداء. وفي هذا الإطار، فقد حضرت السلطات المحلية بقسنطينة مراسيم رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب بمربع الشهداء بحضور عدد من المجاهدين وأرامل الشهداء وذوي الحقوق قبل إعطاء إشارة انطلاق دورة دولية في كرة القدم داخل القاعة وذلك بالقاعة المتعددة الرياضات “العربي سايحي” بحي زواغي، في حين تميز إحياء الذكرى بولاية عنابة بتنظيم معرض بقصر الفنون والثقافة “محمد بوضياف” خصص لأهم أحداث حرب التحرير الوطنية وذلك بمبادرة من جمعية “وفاء” لحماية المآثر التاريخية، وشهدت ولاية الطارف من جانبها تدشين مقر جديد لمديرية المجاهدين ومقر أملاك الدولة وفرع المحافظة العقارية بدائرة الطارف، بينما زارت سلطات ولاية خنشلة رفقة عدد من المجاهدين وعائلات الشهداء وممثلي المجتمع المدني معرضا لصور الشهداء والوثائق وقصاصات الجرائد حول جوانب من مسيرة الثورة التحريرية. وتم بولاية جيجل تدشين الصالون المغاربي الثاني للفنون التشكيلية بمتحف كتامة، فيما تميزت الاحتفالات بباتنة بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 780 سكنا عموميا ايجاريا بالقطب العمراني الجديد وربط 499 منزلا بكل من قريتي “تاقسريت” و«وادي الطاقة” و«تاكسلانت” بشبكة الغاز الطبيعي. وبالمسيلة تم تدشين 70 سكنا تابعا لقطاع التعليم العالي وتسمية العيادة المتعددة الخدمات بحي أولاد سيدي إبراهيم بعاصمة الولاية باسم الشهيد ديلمي علي وتدشين مقرات مديريات الشباب والرياضة والمركز العقاري ما بين البلديات ومديريتي التشغيل والمجاهدين، كما تم بولاية ميلة افتتاح فعاليات المهرجان الولائي الرابع للرياضات الترفيهية بدار الشباب “محمد لدرع”، وانتظمت بالمناسبة زيارة لأرملة الشهيد علي زغدود” المدعو العواطي. وتميزت الاحتفالات بسكيكدة بربط 600 مشترك جديد بشبكة الغاز الطبيعي، بينما تم بسوق أهراس وضع حجر الأساس لإنجاز فرع إداري بحي 1700 مسكن، وشهدت ولاية بقالمة وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 70 سكنا تساهميا ومشروع إنجاز متوسطة وسوق جوارية وقاعة رياضية متخصصة ومحطة لضخ وتحويل المياه المستعملة، مع تدشين قاعة متعددة الرياضات بثانوية “الكرمات” بوسط المدينة وتدشين عيادة طبية خاصة. واحتضنت بسكرة ندوة حول المجاهد “العقيد محمد شعباني” تم خلالها تسليط الضوء على الأماكن التي كانت مسرحا لهجومات المجاهدين ليلة أول نوفمبر بمدينة بسكرة، فيما شهدت ولاية سطيف تدشين صالون للطوابع البريدية في طبعته الثالثة، فضلا عن معرض للفنون التشكيلية عرضت خلاله أزيد من 300 في إطار الأولمبياد الوطنية لنشاطات الشباب. ولايات الجنوب هي الأخرى لم تفوت فرصة تخليد الذكرى ال58 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، حيث شهدت في هذا الصدد ولايات ورقلة والوادي وغرداية وإيليزي وتندوف وبشار والنعامة والبيض وأدرار وتمنراست والأغواط إقامة مراسم الترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية عبر كافة مقابر الشهداء التي حضرت بها السلطات المحلية رفقة جموع المجاهدين وأبناء الشهداء وعناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية والمواطنين، كما انتظمت بالمناسبة احتفالات ثقافية وفكرية متنوعة ومسيرات للفرق النحاسية للكشافة الإسلامية الجزائرية، مع تدشين العديد من المرافق العمومية الجديدة على غرار مكتبة الجوارية ومقر جديد لمديرية التشغيل وعيادة متعددة الخدمات استفادت منها ولاية ورقلة، وعيادة أخرى متعددة الخدمات تدعمت بها المرافق الصحية بولاية غرداية التي برمجت في نفس الإطار عملية للتشجير بمنطقة الحمامات المعدنية بزلفانة. وتميزت الإحتفالات بولاية أدرار بإعطاء إشارة انطلاق فعاليات المهرجان الثقافي المحلي “القراءة في احتفال” في طبعته الثانية إلى جانب تنظيم الصالون الوطني للكتاب بدار الثقافة لمدينة أدرار، بينما تم بولاية النعامة وضع حجر الأساس لإنجاز ثلاث ثانويات وأعطيت إشارة انطلاق إنجاز مشروعي متوسطة و180 مسكنا إجتماعيا إيجاريا.