البليدة - نظمت اليوم الثلاثاء عبر ولايات وسط البلاد تظاهرات عديدة ومتنوعة احياءا للذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية تخللتها وقفات للترحم على أرواح الشهداء وتنظيم لقاءات فكرية حول المناسبة واقامة معارض ومنافسات رياضية و ثقافية وتدشين مرافق. ففي ولاية البليدة احتضن مقر الأمن الولائي الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى المجيدة حيث ألقى المجاهد بيري يخلف وهو عضو بالمنظمة الوطنية للمجاهدين محاضرة حول تاريخ المنطقة و بسالة الجزائريين في الدفاع عن أرضهم. وتم بالمناسبة تكريم أرملة الشهيد المجاهدة فاطمة مصباح إلى جانب عدد من موظفي سلك الأمن الوطني من أبناء الشهداء و المجاهدين المتقاعدين. كما نظمت المديرية الولائية للأمن الوطني مسابقة شطرنج و مباراة في كرة القدم بين فريق الأمن الولائي و فريق من أحياء موزاية وذلك في إطار تكريس نشاطات الشرطة الجوارية.كما احتضنت مقرات الأمن الحضري المتواجدة عبر تراب الولاية أبوابا مفتوحة حول الأمن الوطني. وبولاية الجلفة إحتضنت الوحدة الثامنة عشر للأمن الجمهوري في إطار إحياء الذكرى ال57 لإندلاع ثورة نوفمبر المجيدة محاضرة تاريخية حول مآثر الثورة التحريرية التي أقر فيها الشعب الجزائري مصيره بنفسه. وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ المحاضر أمام جمع من الإطارات الأمنية والعسكرية لاسيما بحضور أعضاء الأسرة الثورية أن الثورة التحريرة "كانت نتاج شهامة الرجال من الشهداء والمجاهدين البواسل على حد سواء بإرادتهم الفولاذية و عزيمتهم الفذة لدحر المستدمر الجائر". كما كرم عدد من أعضاء الأسرة الثورية بهدايا رمزية في الوقت الذي تم تقديم جوائز للفائزين في دورة الرماية المنظمة بالمناسبة. أما بولاية بومرداس فقد أعلن مدير المجاهدين في إطار الاحتفال بالذكرى عن تسجيل وتدوين إلى حد اليوم بالولاية أكثر من أربعة ألاف شهادة و نبذة تاريخية عن حياة المجاهدين و شهداء ثورة التحرير الوطني. وسيتم تتويج جهود جمع هذه النبذ التاريخية الخاصة بالمجاهدين الأحياء منهم والشهداء بإنجاز السجل الذهبي الخاص بكل شهداء و مجاهدي الولاية. وبغرض تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد يجري العمل حاليا بالتعاون مع كل من مديرية التربية و جامعة أمحمد بوقرة ببومرداس لتسهيل مهمة المدونين بتقديم الإعانة البيداغوجية و وضع تحت التصرف أساتذة متخصصين و مؤرخين و كذا تسخير وسائل سمعية بصرية بغرض تسجيل و تصوير شهادات تاريخية حية لمجاهدين و أرامل الشهداء. ومن جهة أخرى، وفي إطار ترميم و إعادة تهيئة المعالم التذكارية التاريخية عبر الولاية تم مؤخرا إتمام أشغال ترميم المعلم التاريخي التذكاري لبلدية دلس بغلاف مالي تجاوز الثلاثة ملايين دج حيث سيتم تدشينه لاحقا في إطار الاحتفالات بإحدى المناسبات التاريخية الوطنية. كما تم تدشين مقبرة للشهداء بسوق الحد بعد خضوعها لعملية تجديد و ترميم و سيتم قبل نهاية سنة 2011 الإنتهاء من ترميم مقبرة أخرى للشهداء كائنة ببلدية سي مصطفى. ويتضمن برنامج عمل القطاع حسب نفس المصدر ترميم كل مقابر الشهداء عبر ولاية بومرداس التي يجري العمل لإحصائها حاليا و كذا إنجاز معالم تذكارية بكل بلديات الولاية لتخليد قائمة شهداء الثورة التحريرية الكبرى. وبالمناسبة تم إطلاق اسم المجاهد "شباب عمر" على حي سكني بقورصو و إسم الشهيد "تريكات رابح" على ثانوية الكرمة الجديدة ببومرداس و أسماء أخرى على عدد من المنشآت و الشوارع ة عبر الولاية. وفي ولاية عين الدفلى، أشرفت السلطات المحلية على توزيع قرارات الاستفادة من حصة 50 سكنا اجتماعيا تساهميا ببلدية عريب دائرة العامرة . كما تم تكريم الرياضيين الفائزين في مختلف المنافسات الرياضية المدرسية بديوان مؤسسات الشباب ببلدية عين الدفلى. وبدورها أحيت ولاية تيبازة الذكرى من خلال تدشين وتسمية ببلدية الحطاطبة مكتبة البلدية باسم الشهيد ينفوفي رابح وتسمية ثانوية ببلدية الشعيبة باسم المجاهد المرحوم زيباك محمد. وببلدية القليعة زارت السلطات المحلية متحف الشهيد بساحة البلدية ومعرضا للصور و الكتب بقاعة المداولات للبلدية. ومن جهتها، نظمت ولاية الشلف برنامجا حافلا حيث تم تدشين ببلدية الشطية مكتب البريد الشهيد "جايحي بوشاقور" و مركز التسلية العلمية بحي البساتين ببلدية الشلف و متوسطة الشهيد "زياني عبد القادر". و بالمتحف الجهوي للشلف قامت السلطات المحلية بزيارة معرض الشهداء و الثورة التحريرية .كما تم تتبع محاضرة قدمها الدكتور زغيدي محمد لحسن بعنوان "ثوابت نوفمبر 1954" و لقراءات شعرية للشاعر سليمان جوادي. كما تم بالمناسبة تكريم أفراد من الأسرة الثورية. وبولاية المدية أشرفت السلطات الولائية على إطلاق اسم المجاهد المرحوم و الوزير السابق بشير رويس (توفي في 5 أكتوبر الماضي) على حي بزيوش بوسط المدينة و ذلك تخليدا لذكرى هذه الشخصية الوطنية التي أفنت شبابها في تحرير البلاد إبان الثورة التحريرية و ساهمت عقب الاستقلال في بناء مؤسسات الدولة حيث شغل منصب وزير البريد و الاتصالات ثم وزير الإعلام. كما شهدت الاحتفالات المخلدة لثورة نوفمبر المجيدة بتسمية ثانوية المدية باسم الشهيد "خالد بن زميرلي" إلى جانب إعادة دفن رفات ثلاثة شهداء بمقبرة بلدية السواقي شرق المدية. ونفس التظاهرات الاحتفالية شهدتها كل من ولايات تيزي وزو و بجاية و البويرة تخليدا للذكرى ال57 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة.