أكدت الحكومة الناميبية أنه لا يحق للمغرب المطالبة بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي ولا مكان له داخل هذا المنتظم الإفريقي الكبير «المتمسك بتاريخ إفريقيا العريق وبنضال شعوب دوله في التحرر من الاستعمار». وقالت وزيرة خارجية ناميبيا نيتو موناندي ندايتوا إن «دعم بلادها لكفاح الشعب الصحراوي لن يتزحزح»، مؤكدة أن بلدها «لن يؤيد انضمام المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي حتى يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير». وكان رئيس البرلمان الناميبي بيتر كاتخافيفي دعا من جانبه الأسبوع الماضي أعضاء البرلمان لتكثيف التضامن مع كفاح الشعب الصحراوي بقناعة أن استعمار المغرب للصحراء الغربية يجب أن ينتهي، مؤكدا على عدالة نضال الشعب الصحراوي الذي يستحق الحرية والاستقلال. وجاء الموقف الناميبي في وقت يقوم فيه الملك المغربي محمد السادس بجولة إلى دول غرب إفريقيا لدعم انضمام بلاده إلى الاتحاد الإفريقي بمناسبة انعقاد القمة الإفريقية شهر جانفي القادم بالعاصمة الإثيوبية. وتجاهل الملك محمد السادس درجة الغليان الشعبي المتواصلة في بلاده بعد مقتل الصياد محسن فكري طحنا داخل شاحنة لجمع القمامة بمدينة الحسيمة في موقف صب الزيت على نار وضع داخلي هش واعتبره غالبية المغاربة عدم اكتراث بمأساة عائلة فكري ومتاعب الحياة اليومية التي يعاني منها الشعب المغربي. وزادت درجة السخط بعد أن قام العاهل المغربي بإلقاء خطابه بمناسبة ما تسميه الدعاية المغربية ب«المسيرة الخضراء» المصادفة للسابع من شهر نوفمبر والتي كرست الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ولأول مرة من العاصمة السينغالية دكار ضمن مسعى لكسب تعاطف الدول الإفريقية والتصويت لصالح قبول عضوية بلاده في الاتحاد الإفريقي. ورأى المغاربة في هذا التصرف غير المسبوق انتقاص لهم من طرف «أمير المؤمنين» في ذكرى جعلت منها الدعاية المغربية قضية وطنية رغم تبريرات القصر الملكي الذي أكد أن اختيار الملك للعاصمة السينغالية لإلقاء خطابه راجع إلى عمق العلاقات مع هذا البلد الذي يبقى من أشد المؤيدين لاحتلال الصحراء الغربية. يذكر أنه لم يسبق لأي رئيس دولة أن وجه خطابا لشعبه في قضية تعنيه انطلاقا من دولة أجنبية مهما كان درجة التقارب بينهما ومهما كانت المبررات وخاصة الزعم بعمق العلاقات المغربية الإفريقية.