أكدت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريط أمس من ورقلة، أن رهان دائرتها الوزارية يرتكز في المرحلة الراهنة، على تكوين مجموعة تربوية لديها الاستعداد الكامل لإحداث التحسين البيداغوجي داخل المدرسة. وأوضحت الوزيرة على هامش تفقدها منشآت تربوية في إطار الزيارة التي تقوم بها إلى الولاية، أن «ضمان التعليم للتلميذ يظل الانشغال الرئيس والمركزي لقطاع التربية الوطنية»، مضيفة أنه «تم تقديم اقتراحات لمديري التربية ومديري المؤسسات التربوية للاعتماد عليها في المرحلة المقبلة؛ كي لا يكون التلميذ ضحية الحركات الاحتجاجية، حيث سيتم عقد اجتماع في القريب العاجل بشأن تلك الاقتراحات». وبعد أن أكدت السيدة بن غبريط مجددا أن الإضراب حق دستوري أوضحت أن النقابات أصبحت تستعمل الإضراب «وسيلة وحيدة» لإبداء رأيها وموقفها إزاء مشكل أو موضوع معيّن، وقد جعلوه «إجباريا» في المؤسسات التعليمية، مما يضر بالتلاميذ والأولياء. وقالت الوزيرة: «نحن بصدد تحسين المناخ المدرسي والممارسة البيداغوجية داخل القسم، وهو الأمر الذي يتطلب الاستقرار في المدرسة. ونحن نطالب هذه النقابات بتغيير طريقة طرح انشغالاتها». وفي سياق آخر بخصوص مسابقة توظيف الأساتذة المقرر إجراؤها في ديسمبر 2016، أوضحت وزيرة القطاع أن هناك رقما أوليا يقارب 5.000 منصب، خاصة في مادتي الرياضيات والفيزياء. وفيما يخص امتحان شهادة البكالوريا للموسم الدراسي الحالي، ذكرت السيدة بن غبريت أن الدورة القادمة سيشملها الإصلاح التربوي الذي سيطبّق «تدريجيا»، مضيفة أن جديد هذا الموسم الدراسي يتمثل في تقليص أيام الامتحانات فقط، مطمئنة في ذات الوقت التلاميذ المقبلين على هذه الاختبارات، بأن كل الشروط الضرورية ستكون مضمونة. وأوضحت الوزيرة في حصة نشطتها عبر أمواج الإذاعة الجهوية، أن قطاع التربية الوطنية يتوفر على طاقم تربوي يتحلى بمبادرات قوية واستعداد والتزام؛ من أجل تحقيق إصلاح تربوي وتحسين الممارسة البيداغوجية داخل القسم؛ مما يمكّن من إحداث تغيير شامل بالقطاع. وأكدت السيدة بن غبريط أن «مفتاح تحسين قطاع التربية الوطنية يرتكز بالدرجة الأولى على التكوين المستمر للأساتذة»، وأن الوزارة «ستعكف على تكثيف عمليات التكوين من أجل تحقيق هذا الهدف». وأشارت السيدة بن غبريط إلى أنه بالرغم من أن معالم التحسين التربوي والبيداغوجي أصبح واضحا داخل القسم بالنظر إلى العمل اليومي للأساتذة والمعلمين، إلا أن «القضاء على النقائص والاختلالات التي يعرفها القطاع، لن يتم سريعا، بل التغيير الشامل وتحقيق قفزة نوعية في المدرسة سيكون تدريجيا وفي مدة لا تقل عن 10 سنوات». وذكرت وزيرة التربية الوطنية بالمناسبة، أن هناك خطة عمل وتصور من أجل إحداث التغيير في القطاع انطلاقا من الكتاب والمناهج التربوية المعتمدة وكذا التوظيف، مشيرة إلى أن 64 ألف خريج جامعي في عدة تخصصات، تم توظيفهم في القطاع؛ مما يغطي بنسبة كبيرة العجز المسجل فيه. وقبل ذلك دشنت وزيرة التربية الوطنية ببلدية حاسي بن عبد الله ثانوية المجاهد بن شرودة حميدة (600 تلميذ)، التي تتوفر على مطعم (200 وجبة) وبها حاليا 212 تلميذا، يشرف على تأطيرهم 15 أستاذا. ولدى تدشينها ابتدائية وتسميتها باسم المجاهد سماعيلي قويدر ببلدية سيدي خويلد التي أنجزت بأكثر من 68 مليون دج، ألحت الوزيرة على ضرورة بعث النشاطات الثقافية داخل المؤسسات التربوية، مبرزة في ذات السياق أهمية ربط التلميذ بمادة التاريخ من خلال التواصل مع مجاهدي المنطقة لرواية تجاربهم التي عايشوها لتلاميذ المدارس. كما دشنت ثانوية المجاهد مدقن عبد القادر بحي بوعامر التي تتوفر على 18 قاعة وثلاثة مخابر للأعمال التطبيقية ومخبرين للإعلام الآلي ومكتبة ومدرج وملعب للتربية البدنية ومطعم (300 وجبة) ووحدة للكشف والمتابعة، وتضم حاليا 242 متمدرسا. وتفقدت السيدة بن غبريط أيضا ورشة مشروع إنجاز معهد وطني لتعليم المعلمين وتحسين مستواهم بمنطقة التجهيزات العمومية بعاصمة الولاية، الذي بلغت نسبة تقدم الأشغال به حدود 65 في المائة، ويتوفر على 18 قاعة عادية و13 قاعة متخصصة وقاعة محاضرات (210 مقاعد) وداخلية (300 سرير)، ومنتظر استلامه في جويلية 2017، حسب البطاقة التقنية للمشروع. كما اطلعت الوزيرة على وضعية التعليم بابتدائية الشهيد أحمد تمام بوسط مدينة ورقلة، التي فتحت أبوابها في 1997 وتضم 9 قاعات و12 فوجا و14 أستاذا ب 364 تلميذا.