اقترحت السيّدة فتيحة راشدي، المسؤولة عن تظاهرة «أسبوع المقاولاتية» إنشاء صناديق لتحضير المشاريع المصغرة تعمل على مساعدة الشباب المقاول لإنجاز نماذج من منتجاتهم بقروض غير قابلة للتسديد من أجل تجاوز المعوقات التي تمنع الشباب المبتكر من تحقيق مشاريعهم. وإذ ثمّنت ما تقوم به أجهزة التشغيل لتشجيع فعل المقاولة ببلادنا قائلة «نحن محظوظون بوجودها»، فإنها اعتبرت أنه من الضروري تكثيف المرافقة والتكوين والتحقق من نجاعة المشاريع المقترحة لعدم الاصطدام بمناخ أعمال مازالت تشوبه العديد من النقائص. وتنظم الطبعة السادسة من «أسبوع المقاولاتية» بكل ولايات الوطن من 14 إلى 20 نوفمبر الجاري. وتم هذه السنة اختيار موضوع «الفلاحة والتكنولوجيات الجديدة» بهدف تشجيع الشباب للتوجه نحو هذا القطاع عبر مشاريع مبتكرة، وبالتالي التخلص تدريجيا من الصورة النمطية للنشاط الفلاحي، وذلك بالتوافق مع توجهات الحكومة الحالية الطامحة إلى جعل الفلاحة قاطرة للاقتصاد خارج المحروقات. وعشية هذا الحدث الذي يفتتح رسميا غدا الاثنين، أكدت السيّدة راشدي، في ندوة صحفية عقدتها بالجزائر، على أهمية الموضوع الذي اختير لهذه الطبعة أي «الفلاحة والتكنولوجيات الجديدة»، معتبرة أن الأمر يتعلق بتأكيد أن الفلاحة ليست «قطاعا تقليديا» كما يصوره البعض، وأن إدخال التكنولوجيات الحديثة فيه ليس أمرا «مستحيلا». والدليل - كما أشارت إليه - هو إدخال بعض الشباب المبتكر تكنولوجيات الاعلام والاتصال في المجال الفلاحي، حيث يرتقب أن يتم بمناسبة التظاهرة التي ستنظم عبر كل ولايات الوطن، عرض تجربتين في هذا المجال الأولى تتعلق بابتكار تطبيق في الهاتف العادي والهاتف الذكي لتسيير عمليات السقي، والثانية تخص التغذية المبرمجة للنحل. ويسعى المنظمون عبر مجمل المتدخلين في التظاهرة من شباب مقاول وخبراء وباحثين إلى التأكيد على أن التكنولوجيا ستمكن من تحسين مردودية قطاع الفلاحة وجعله نشاطا حديثا يمكنه استغلال ثورة الرقمنة من أجل استحداث الثروة ومناصب العمل باللجوء إلى الابتكار. في هذا الصدد، فإنه تم تحديد أربعة محاور لطرح هذه الاشكالية هي «التكنولوجيات الفلاحية والابتكار»، «تحويل المنتجات الفلاحية والصناعات الغذائية»، «تأهيل قطاع الصناعات الغذائية» و«إنشاء مؤسسة فلاحية مربحة». وكالعادة فإن أسبوع المقاولاتية سيعرف تنظيم نشاطات متنوعة ومسابقات من أجل تتويج أحسن المقاولين والمبتكرين الشباب، كما سيتم تنظيم نقاش حول دور الاعلام في ترقية ثقافة المقاولاتية. وستكون الجامعات في الموعد، حيث ستنظم ورشات وندوات ومسابقات على مستواها تهدف كلها إلى نشر ثقافة المقاولاتية وسط الطلبة وتشجيعهم على تطوير أفكارهم وابتكاراتهم.وبخصوص الأثر الذي تركته الطبعات السابقة على عالم المقاولاتية، اعتبرت السيدة راشدي، إنه من غير الممكن قياس هذا الأثر، إلا أنها تحدثت عن إحداث «حركية مقاولاتية» منذ 2011 تاريخ تنظيم أول طبعة من هذه التظاهرة العالمية التي قالت إنها «عامل مكمّل» للجهود المبذولة ببلادنا من أجل تشجيع هذه الروح واللجوء إلى آليات جديدة لخلق الثروة بعيدا عن «الاتكالية» المنتشرة في مجتمعنا.فالمقاولاتية كما أضافت تعني «روح المغامرة» و«القدرة على التسيير» و«تحمّل المسؤولية»، وهي صفات لا يملكها الجميع وإنما الأفضل هم الذين يمكنهم إنشاء مؤسسات. ولذلك يعمل «أسبوع المقاولاتية» على إخراج «الزبدة» من الشباب المؤهلين للمقاولة.وبالنسبة لتمويل هذه التظاهرة كشفت أن 12 مليون دينار خصصت لحفل الافتتاح بتمويل من متعامل الهاتف النقال «أوريدو»، أما باقي النشاطات فستتم بمساعدة الشركاء لاسيما على مستوى الجامعات.