انطلقت، أمس، بالعاصمة أشغال الأسبوع الدولي للمقاولاتية في طبعته الرابعة، حيث شهدت تسجيل حضور قوي ومكثف من مختلف الولايات لنحو 500 نشاط، ويعد هذا الموعد محطة حقيقية يراهن عليها في ترقية الثقافة المقاولاتية لدى فئة الشباب والرفع من تنافسية المؤسسات، وتشجيع المبادرات المقاولاتية المتميزة ومرافقتها لترى النور. ويعول عليها كثيرا لتكون الجسر المباشر من أجل توسيع الفضاء الاستثماري والتشجيع على بعث النسيج المقاولاتي بسواعد الشباب الجامعي الذي لديه أفكار وطموح وقادر على الابتكار وخلق الثروة خاصة في المجال التكنولوجي والصناعي، لذا يرفع شعار "أنظمة بيئة أو مناخ المقاولاتية الجزائرية"، بهدف تحسين مناخ أداء المقاول، علما أنه تم الالتزام من طرف رئيس غرفة الصناعة بمساعدة ومرافقة شابين من كل ولاية تكون مبادرتهم المقاولاتية متميزة وواعدة لدى تجسيدها. تمكنت الجزائر في الحصيلة المحققة لأسبوع المقاولاتية خلال السنة الفارطة من احتلال المرتبة الرابعة بعد كل من ألمانيا وإنجلترا والمكسيك، ويتوقع خلال هذه السنة أن تقفز في ترتيبها إلى الرتبة الثانية بفعل تضاعف المبادرات المقاولاتية مقارنة بعام 2013 حسب ما أكدته فتيحة راشدي منسقة الأسبوع العالمي للمقاولايتة بالجزائر، والتي اغتنمت الفرصة لتشجع فئة الشباب الراغب في استحداث مشروعه الذي يهدف إلى خلق الثروة والقائم على الابتكار، وتحدثت عن اختيار شعار بيئة ومناخ المقاولاتية لتطوير تنافسية المؤسسة المصغرة وتكثيف نسيجها، وأوضحت راشدي بالموازاة مع ذلك أن أسبوع السنة الفارطة توج بنجاح نحو 20 شابا في إنشاء مؤسساتهم التي تشارك اليوم في الحركية الاقتصادية، والتحدي في طبعة هذه السنة يكمن في مضاعفة عدد المقاولات التي تشارك في توسيع دائرة الاستثمار. ولم تخف منسقة هذا الأسبوع أنه ينتظر مشاركة قياسية لفئة الشباب الجامعي والمتعاملين الاقتصاديين والقطاع الصناعي وكذا التعليم العالي والنوادي العلمية ومخابر البحث بهدف تشريح تحديات الابتكار على أرض الواقع، لأن هذه التظاهرة كما اعتبرتها فرصة لتبادل الخبرات والاحتكاك مع مختلف التجارب ومع المؤسسات المالية وترسيخ ثقافة المقاولة لتحفيز الشاب الجزائري على إنشاء مؤسسته المنتجة التي تساهم في التنمية الاقتصادية وتفعيل الآلة الإنتاجية. من جهته وقف مهدي بني ديمراد الرئيس المنظم للتظاهرة على نجاح تجربة السنة الفارطة أي خلال الطبعة الثالثة للأسبوع الذي يعود كل سنة بأفكار جديدة وتحديات أعمق، مراهنا على الجهود المبذولة وآثار نجاح التظاهرة على دينامكية المؤسسات، وتطرق إلى استراتيجية الدولة من أجل تطوير البحث العلمي والجامعي والتكوين كأولوية، بهدف خلق محيط جذاب ومناخ مغر. التزم العيد بن اعمر رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، بتكفل الغرفة بشابين، أصحاب أحسن مشاريع مقاولاتية من كل ولاية وتكوينهم لمدة 5 أيام ومرافقتهم في إنشاء مؤسساتهم على أرض الواقع إلى غاية ولوجهم عالم الإنتاج، معتبرا الجزائر بلد مستقر وثري وفوق كل ذلك لديه مقومات صناعية معتبرة، وحسب تقديره يرى أن الجزائر تتوفر على نحو 200 مؤسسة رائدة، وخلال تحديد هدف المتعاملين وكغرفة للصناعيين أنه من الواجب بذل الجهد من أجل إطلاق المبادرات مراهنا في ذلك على أهمية دور المدرسة والتكوين المهني والجامعة وتشجيع الشباب على إقامة مشاريعهم والعمل على تأطيرهم ومنحهم الفرصة لتقاسم خبرة المقاولاتية والاستفادة كذلك من خبرة المقاولين الأجانب الموجودين بالجزائر، وأثنى بن اعمر على القدرات والموارد التي تتمتع بها الجزائر إلى جانب أنها بلد كبير ولديها أموال وأفكار وفيها ابتكار يجب أن يترجم في مشاريع تشارك في التنمية الاقتصادية. يذكر أن متعامل الهاتف النقال «أوريدو» يشارك بقوة كراعي في هذا الأسبوع الذي يتواصل إلى غاية يوم 23 نوفمبر الجاري، ليساهم في تشجيع الشباب على خلق مؤسساتهم المصغرة وترقية مبادراتهم من خلال الاحتكاك عبر برنامجين تم اطلاقهما بالشراكة والتنسيق مع الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج "Istart" لدعم خلق المؤسسات التكنولوجية الناشئة من طرف الشباب المقاول، وكذا برنامج "Istart" الذي يرمي إلى تشجيع الابتكارية لدى مطوّري التطبيقات والحلول المبتكرة. وتتواصل أشغال الأسبوع إلى غاية يوم الأحد المقبل حيث سيتم معرفة المبادرات والمشاريع المتألقة والجادة والتي تحمل في جوهرها روح الابتكار وتكون قابلة للتجسيد والاستثمار، علما أن المشاركين سيستفيدون من ورشات تدريبية ولقاءات تشرح طريقة تجسيد الأفكار والطموحات التي يمكنها أن تكون مشروعا استثماريا ناجحا.